أقلام يورابيا
رؤية فى زيارة نتنياهو لمسقط
فادي عيد
واخيرا .. وبعد اتصالات مكثفة طويلة، وبعد تواجد ابومازن منذ ايام قليلة بها، السلطان قابوس يستقبل نتنياهو وزوجته ووفد اسرائيلي جاء بنكهة امنية فى مقدمته رئيس الموساد يوسي كوهين ببيت البركة بسلطنة عمان، مشهد خطف الاضواء من ابوظبي التى تستقبل وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميري ريغيف اليوم، والوفود الرياضية الاسرائيلية بالدوحة (مشهد معتاد).
زيارة ستسبب قلق بالغ لجيران السلطنة، فالادوار قد تتبدل فى أي لحظة، والجميع ينتظر الضوء الاخضر، والكل بات متأهب لاستغلال الفرص، ولنا فى تأييد روسيا الملطق لبيانات السعودية، وتصريح اردوغان اليوم عبرة، ولكن لا أخفي عليكم مشهد عمان اليوم ليس ككل المشاهد، وبه ما هو أكثر من أي اجتهاد لمعرفة ابعاد الزيارة ونتائجها.
فهل الامر سيكون مقتصرا على الملف الفلسطيني فقط ؟!! أم سيشمل الامر ايران؟
فمنذ اسبوع تقريبا مبعوث خاص لترامب التقى بأبو مازن فى الضفة وبشره بمفاجآت، وبالتزامن كان هناك ضغط من ماكرون وترامب على نتنياهو لقبول الاسرائيلي ما تم من تعديلات على صفقة القرن، واليوم أفادات وسائل الاعلام الاسرائيلي بأن جيسون غريبنلات المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط، سيصل إلى إسرائيل الأسبوع القادم، بهدف تقديم وإعلان “صفقة القرن” نهاية العام الجاري.
وأن كان أمر زيارة نتنياهو مقتصر على بحث حل للقضية الفلسطينية والوصول لتسوية بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني، فما موقع مصر من الاعراب فى ذلك المشهد وهي الممسكة بملف المصالحة الفلسطينية ووفودها الامنية لم تتوقف لحظة بين قطاع غزة والضفة وتل ابيب للتواصل بين كافة الاطراف؟
ولكي نكون صريحين مع أنفسنا الهجوم الخليجي الحالي على السلطنة ليس بسبب استقبالها رئيس وزراء دولة الاحتلال الارهابية، ولكن لتخطى السلطنة دورها، كالحال بين ممالك الخليج والاردن عندما غضبت منهم الاخيرة، فلم يكن الغضب بسبب التواصل بين الخليج واسرائيل، ولكن لان التواصل جاء بينهم مباشرة دون الاستعانة بحلقة الاتصال المعتادة بين الخليج وتل أبيب الا وهي الاردن، مما جعل الاردن يفقد أحد أدواره فى المنطقة.
باحث ومحلل سياسي بشؤون الشرق الاوسط
[email protected]