– القاهرة – من شوقي عصام – قالت د. هدى عبد الناصر، ابنة الرئيس المصري الأسبق، جمال عبد الناصر، إن والدها رفض الاستقالة التي تقدم بها المشير عبد الحكيم عامر 3 مرات، في الفترة من عام 1957 حتى عام 1962، موضحة أن هذه الاستقالات تم التعامل معها من جانب الرئيس الراحل بنوع من التريث، لاسيما أنها جاءت في أوقات صعبة بالتاريخ السياسي المصري في تلك الحقبة.
وأوضحت عبد الناصر في تصريحات تليفزيونية، أن الرأي العام والشارع السياسي، لم يعلم شيئاً عن هذه الاستقالات سوى في مرة واحدة بعد نكسة 1967، وذلك عندما قام رجال المشير وأنصاره، بطباعة وتوزيع صورة لآخر استقالة، والتي تقدم بها “عامر” في عام 1962، وذلك لإيهام الرأي العام أن “حكيم” لم يكن راغباً في المنصب، ولإحداث أيضاً حالة من الضغط على “عبد الناصر” عند الخلاف، الذي حدث بينهما، والصدام عقب نكسة يونيو.
وأشارت هدى إلى أن الاستقالة الأولى، كانت في بداية عام 1967 بعد فشل العدوان الثلاثي على مصر، حيث كان المشير عامر هو القائد العام للقوات المسلحة، أما الاستقالتان الأخريان، فكانتا ما بين أعوام 1961 و 1962 على خلفية الانفصال بين مصر وسوريا في 28 سبتمبر عام 1961.
ولفتت هدى إلى أن الانفصال بين مصر وسوريا، كان أول هزيمة لجمال عبد الناصر، بعد أن عملت قوى داخلية في مصر وسوريا، وقوى خارجية في الغرب على إتمام الانفصال، لدرجة أن الوثائق البريطانية أسمت الوحدة بين مصر وسوريا بالأزمة السورية.
وأكدت هدى أنه بعد الانفصال قرر عبد الناصر إحداث تغيرات في النظام السياسي بعدة إجراءات، من بينها إنشاء ما يسمى بالمجلس الرئاسي، الذي يتنازل فيه عبد الناصر عن معظم اختصاصات رئيس الجمهورية للمجلس، والمكون من 7 من أعضاء جميعهم من مجلس قيادة الثورة، وأن يكون “عامر” عضواً في المجلس وليس قائداً للجيش، وهذا ما رفضه المشير ، وجاء في هذا السياق الاستقالتان الثانية والثالثة.
وتابعت “المجلس الرئاسي استمر سنة وشهراً، وأثبت فشل القيادة الجماعية في مصر، على الرغم من نجاحها في دول أخرى”، لافتة إلى أن هذه التجربة ظهرت في يوغوسلافيا على يد جوزيف تيتو، وحاول والدها تنفيذها في مصر.