صحف
نتنياهو: نحن في احدى الفترات الأمنية الأكثر تعقيدا
_ رام الله _ تكتب صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، دعا شركاء الائتلاف إلى عدم تفكيك الحكومة، قائلاً: “نحن نتواجد في واحدة من أكثر الفترات الأمنية تعقيداً، وفي مثل هذا الوقت لا يذهبون إلى الانتخابات”.
وادلى نتنياهو بهذه المقولة في تصريح لوسائل الإعلام في تل أبيب، بعد فترة قصيرة من انتهاء اجتماعه مع وزير المالية موشيه كحلون بدون نتائج. وقال رئيس الوزراء “في وقت كهذا، لا يتم إسقاط حكومة، هذا أمر غير مسؤول، لدينا سنة أخرى للانتخابات، نحن في خضم المعركة، وفي منتصف المعركة لا يتركون. في منتصف المعركة لا يلعبون في السياسة. أمن الدولة يتجاوز السياسة، وأمن الدولة يتجاوز الاعتبارات الشخصية “.
وأضاف نتنياهو: “أبذل كل جهد لمنع إجراء انتخابات غير ضرورية، تحدثت مع جميع رؤساء الائتلاف، وقلت لهم: هذا هو الوقت المناسب للتحلي بالمسؤولية، لا تسقطوا الحكومة، لا سيما في هذا الوقت الأمني الحساس”. وقال: “اليوم، أتسلم وللمرة الأولى، منصب وزير الأمن، وأنا أعلم أنني أفعل ذلك في ظل انتقادات لسياسة إسرائيل الأمنية. الكثير من هذه الانتقادات يرجع إلى أنه لأسباب مفهومة لا يمكن عرض كل الأمور التي يراها رئيس هيئة الأركان، جنرالات الجيش، رئيس الشاباك، رئيس الموساد وأنا. بكل بساطة لا يمكن عرضها. وبالتالي، أنتم لا ترون سوى صورة جزئية لحملة واسعة النطاق لا نزال في خضمها.” كما قال نتنياهو إن إسرائيل ستتغلب على أعدائها، وأضاف:” أقول لكم مسبقاً – هذا الأمر يشمل التضحية”.
وأعلن مكتب وزير المالية بعد الاجتماع مع نتنياهو أنه انتهى دون اتفاق. وقالت مصادر مطلعة على فحوى الاجتماع لصحيفة “هآرتس” إنه كان أقصر مما كان متوقعا واستغرق حوالي نصف ساعة. ووفقا لهؤلاء، دخل كحلون الغرفة مباشرة بعد انتهاء الاجتماع بين رئيس الأركان ونتنياهو، ولم يقدم رئيس الوزراء اقتراحا محددا بشأن ترسيخ الائتلاف ولم يتطرق إلى مسألة شغل منصبي وزير الأمن ووزير الخارجية. وقد اتفق الطرفان على مواصلة الحديث خلال الأيام القريبة، وفي يوم الأربعاء يتوقع طرح اقتراح لحل الكنيست.
وبعد انتهاء الاجتماع بين كحلون ونتنياهو، أعلن مكتب وزير التعليم نفتالي بينت، أنه سيقدم بيانًا إلى وسائل الإعلام مع وزيرة القضاء أييلت شاكيد في الساعة 10:30 من صباح اليوم في الكنيست. ووفقا لمصدر مقرب من بينت، قد يعلن الوزيران استقالتهما من الحكومة.
وقال بينت للمقربين منه، إنه “ينوي المضي حتى النهاية” إذا لم يكلفه نتنياهو بمنصب وزير الأمن. إلا أن مصادر أخرى في البيت اليهودي قالت إن الإعلان عن المؤتمر الصحفي، اليوم، هو وسيلة للضغط الذي يحاول بينت ممارسته على نتنياهو، وليس من الواضح في هذه المرحلة ما إذا كانت الخطوة ستنتهي بالاستقالة. ولم يعقب بينت وشكيد على هذه الأقوال.
وفي تصريحه لوسائل الإعلام مساء أمس، أشار نتنياهو أيضا إلى محادثاته مع رؤساء كتل الائتلاف، قائلاً: “قلت لهم إننا يجب ألا نكرر الخطأ الذي ارتكبته عناصر داخل الحكومة عام 1992 عندما أطاحوا بحكومة الليكود وأوصلوا حكومة جلبت علينا كارثة أوسلو. قلت لهم إنه يمنع تكرار الخطأ الذي ارتكبته عناصر داخل الحكومة في 1999، عندما أسقطوا الحكومة وجلبوا لنا الانتفاضة. آمل أن يظهر جميع الشركاء المسؤولية وأن لا يطيحوا بالحكومة. أعتقد أننا يجب أن نواصل معا من أجل دولة إسرائيل وأمن إسرائيل”.
وكانت مصادر مقربة من نتنياهو قد صرحت، بعد ظهر أمس، إنه يفكر في تعيين وزير للخارجية في الأيام القادمة والاحتفاظ بحقيبة الأمن لنفسه، رغم مطالبة وزير التربية بينت بتسليمها له. وقالوا في مكتب رئيس الوزراء إن نتنياهو سيتعامل مع قضية التعيينات في مختلف الوزارات في الأيام المقبلة. ورفض البيت اليهودي تصريحات نتنياهو وقال إنه إذا لم يتم تعيين بينت وزيرا للأمن، يجب التوجه إلى الانتخابات. وقال البيان: “هذه حكومة تسمى يمين وتقوم بعمل اليسار. ومن دون إلقاء مهمة إعادة الأمن على بينت يجب إجراء انتخابات فورية. بدون تسليم حقيبة الأمن إلى بينت من أجل إخراج إسرائيل من الأزمة الأمنية الخطيرة التي دخلت فيها، ليس هناك ما يدعو إلى وجود حكومة يسارية”.
وقال مسؤول بارز في الليكود لصحيفة “هآرتس” إن تعيين وزير خارجية هو مسالة تقنية أساسًا، وتنبع من الخوف من ألا تسمح المحكمة العليا لرئيس الوزراء بالاحتفاظ بحقيبتي الخارجية والأمن في الوقت نفسه. وحسب أقواله فإن تعيين وزير للخارجية هو مسألة ملائمة حتى في حال الإعلان عن تبكير موعد الانتخابات وتحول الحكومة إلى حكومة انتقالية – لأنه خلال فترة الحكومة الانتقالية لا يمكن تعيين وزراء.
وأعلن بينت وكحلون أمس أنه يجب إجراء الانتخابات مبكرة، في حين قال نتنياهو إنه سيحاول منع حل الحكومة. وقال كحلون أمس في مقابلة مع وكالة الأنباء أنه إذا لم يقم نتنياهو “بسحب أرنب من القبعة”، فإنه سيصوت لصالح حل الكنيست يوم الأربعاء القادم، مضيفًا أنه متأكد من أن الحكومة المقبلة ستكون حكومة يمينية.