العالم

بنما تتجاهل تحذيرات ترامب وتواصل تقاربها مع الصين

– تتجاهل بنما تحذيرات واشنطن وتواصل تقاربها مع بكين باستقبالها الرئيس الصيني شي جينبينغ في الثاني والثالث من كانون الأول/ديسمبر في أول زيارة رسمية يقوم بها إلى هذا البلد، بعد أقل من سنة على اقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين.

وسيرأس الرئيس الصيني خلال زيارته توقيع حوالى عشرين اتفاقا بين بكين والبلد الواقع في امريكا الوسطى، كما اعلن الرئيس البنمي خوان كارلوس فاريلا.

واعرب فاريلا عن ارتياحه. وقال “إنها زيارة كبيرة، تبعث برسالة واضحة حول التزام الرئيس تشي وحكومته وشعبه بتعزيز العلاقات مع بنما”.

لكن وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو زار في 18 تشرين الاول/اكتوبر الماضي بنما وطلب منها “التزام الحذر” من الاستراتيجية الصينية للاستثمارات.

وقال بومبيو المقرب من الرئيس الامريكي دونالد ترامب، إن المؤسسات الرسمية الصينية “مفترسة” و”وسائلها بعيد كل البعد عن الشفافية”. وكان بومبيو قال بحزم ان هدف الاستثمارات الصينية “افادة الحكومة الصينية، وليس شعب بنما”.

ورد الرئيس البنمي أن “بنما بلد يتمتع بالسيادة، بلد لديه كرامته، بلد مع قناة (عبر المحيط) منفتح على العالم”.

 “كلام فارغ”

بالاضافة الى الاتفاقات الثنائية العشرين تقريبا التي ستوقع، تجري بنما والصين مفاوضات حول معاهدة للتجارة الحرة، فيما فازت مؤسسات صينية بصفقات مجزية.

وقال السفير الصيني في بنما واي كيانغ الخميس إن اتهامات بومبيو “كلام فارغ يتردد صداه هنا وهناك لكن لا أساس له”. وأضاف أن “الصين لا تفعل شيئا يمكن أن يزعج هذا البلد الذي نطور معه علاقاتنا”.

وأوضح السفير الصيني “نحن أيضا، بصفتنا حكومة، حريصون على أن تتصرف مؤسساتنا تصرفا سليما، في إطار الاحترام الدقيق لقواعد واجراءات” عقد الصفقات.

من جهته، قال رئيس المجلس الوطني البنمي للمؤسسات الخاصة سيفيرو سوسا، إن بنما “لا تستطيع بكل بساطة تجاهل” الصين. وأضاف في تصريح لوكالة فرانس برس “هذا لا يعني أننا لا نستطيع ان نصغي الى ما قاله بومبيو”، لكن باعتباره “نصائح” وليس “تحذيرات”.

وتأمل السلطات البنمية من هذا التقارب في أن تصبح بلادها المنصة لتوزيع الصادرات الصينية في امريكا اللاتينية.

وفي أيلول/سبتمبر الماضي، استدعت واشنطن طوال بضعة أيام القائم بأعمالها في بنما، روكسانا كابرال، بعدما انتقدت الادارة الأمريكية سياسة بكين حيال تايوان وحلفائها الغربيين.

 يقظة واشنطن 

يرى بعض المحللين أن بكين تنوي إيجاد موطئ قدم في بنما، في بلد ومنطقة يقعان تاريخيا تحت النفوذ الأمريكي. وبعد الولايات المتحدة، تعد الصين الزبون الثاني لقناة بنما التي يعبرها 5% من التجارة البحرية العالمية.

وقال السفير السابق لبنما في واشنطن إيلوي ألفارو لفرانس برس إن هدف زيارة الرئيس الصيني هو “زيادة تدخله ومشاركته في التنمية الاقتصادية للمنطقة”.

وتستطيع بنما أيضا أن ترى في الصين حليفا جديدا في مواجهة متهميها وادراجها في اللوائح السوداء للملاذات الضريبية، كما يقول بعض الخبراء.

لكن واشنطن بدأت “تستيقظ” و”لا شك في أن (الولايات المتحدة) ستواصل الرد، للحفاظ، ليس فقط على هيمنتها التقليدية في المنطقة، التي تعتبر حديقتها الخلفية، بل لمحاولة احتواء النفوذ المتزايد للصين”، كما أكد الفارو.

من جهته، أعرب غييرمو كوشيز السفير البنمي السابق لدى منظمة الدول الأمريكية عن قلقه. وقال إن تحذيرات واشنطن “واضحة جدا”، معتبرا أن “الصين وبنما تلعبان بالنار على ما يبدو” لأن واشنطن لا يمكن ان تقبل تهديدا للقناة. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق