السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
المغرب: اختلالات تنظيمية تضع ثاني أكبر قوة سياسية على صفيح ساخن
فاطمة الزهراء كريم الله
– الرباط – من فاطمة الزهراء كريم الله – يعيش حزب الأصالة والمعاصرة ثاني أكبر قوة سياسية في البلاد على صفيح ساخن، نتيجة هزات وخلافات متتالية بين قيادته وقواعده، كان آخرها مقاطعة عدد من رؤساء البلديات والجهات للقاء دعا له لأمين العام للحزب حكيم بنشماش نهاية الأسبوع الماضي.
ووجه مسؤولون جهويون ومحليون بجهة سوس ماسة انتقادات شديدة إلى طريقة تدبير الأمين العام للحزب، حكيم بنشماش، للأوضاع الداخلية التنظيمية والسياسية منذ وصوله إلى الرئاسة، خلفاً لإلياس العماري.
ودعا الغاضبون قيادة الحزب إلى تحمل مسؤوليتها التاريخية والقانونية فيما يجري من تراجعات واختلالات تنظيمية، مشددين على ضرورة تجاوز الإشكالات والقضايا المطروحة، والعمل فورا من أجل إنقاذ الحزب وإخراجه من وضعية الأزمة التنظيمية التي يعيشها، وذلك للقيام بمهامه استنادا إلى القانون الداخلي والأساسي، وإلى منطق المصلحة العامة للحزب”.
وعبر أعضاء الحزب، عن تشبثهم بوحدتهم وعن استعدادهم الدائم للعمل من أجل تقويته وتطوير قدراته جهويا ووطنيا لمواجهة التحديات المطروحة عليه كحزب معارض.
وكان النائب البرلماني عن الحزب عبد اللطيف وهبي، قد قرر مقاطعة اجتماعات المكتب السياسي احتجاجاً على الأوضاع الداخلية للحزب، موردا أن بنشماش قام بتوقيف وإعفاء عدد من الأصوات البامية الغاضبة، منهم قيادات جهوية ومحلية بجهة مراكش والراشيدية.
وأضاف وهبي، أن عددا من البرلمانيين المنحدرين من جهة سوس وبني ملال ووجدة يُفكرون في إنشاء فريق برلماني مستقل عن الموجود حالياً، في خطوة احتجاجية على ما آلت إليه الأوضاع. محذرا من انفجار الحزب تنظيميا بسبب “تفاقم المشاكل والصراعات مع الأمين العام.
في ذات السياق، أكد بيان صادر عن الكتابة الجهوية للحزب بجهة مراكش آسفي، اضطلعت صحيفة ” ” على نسخة منه، أن الحزب يعيش حالة من القلق والغضب غير المسبوقين لمختلف المناضلين والمناضلات بجميع الجهات، من الوضعية السيئة التي وصلها حزبنا تنظيميا وسياسيا. داعيا مختلف المناضلين والمناضلات لإنقاذ الحزب من الأوضاع التنظيمية السيئة التي آل إليها الأوضاع الداخلية، و إلى ضرورة التفكير في خلق نواة وطنية من أجل العمل والإسهام في تقديم الاقتراحات العملية، لإنقاذ الحزب في أقرب الآجال، وذلك للقيام بمهامه الوطنية كحزب سياسي وطني يسعى نحو البناء الديمقراطي، والدفاع عن القضايا الوطنية والمصيرية للبلاد.
ويذكر أن القاء الذي ترأسه بنشماش، دعي له المنتخبون المحليون والجهويون، شهد مقاطعة من طرف ما يزيد عن 200 منتخب وقياديون بالحزب من بينهم رئيسة المجلس الوطني فاطمة الزهراء المنصوري بعدما ضمن صوتها إلى صوت الغاضبين على الأمين العام لحزبها حكيم بنشماش، قائلة في رسالة وجهتها إلى الأمين العام : “لقد وضعت فيك الثقة وصوتت عليك، لكن للأسف التغيير الموعود لم يأت، ليخيم علينا الإحباط وتسيطر المزايدة على الحكمة. مضيفة، لديك الفرصة اليوم لإعادة الأخذ بزمام الأمور بالوفاء بالالتزامات التي قطعتها “.
وعبرت المنصوري، عن أسفها لما اعتبرته المستوى المنخفض الذي وصل إليه الحزب وسقوطه في أيدي ما وصفتهم بالمغرورين. وثالت: إن “الرجال العظماء قد أنجبوا هذا المشروع، مثل فؤاد عالي الهمة وصلاح الوديع وحسن بنعدي وأحمد أخشيشن وآخرين كان لهم هدف مشترك هو خدمة هذا الوطن الكبير”.
وعن الحديث الذي تم ترويجه بخصوص جمع توقيعات لتكوين فريق مستقل داخل قبة البرلمان، قال محمد أبودرار النائب البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة: إن ” إقحام الفريق النيابي في الصراع الذي راج مؤخرا بين قواعد الحزب وقياداته، بالخط الأحمر. وأضاف في تدوينة له على صفحته، معلقا عن ما يقع من مشاحنات داخل البيت البامي، أن الاختلاف والمشاكل في البيت الداخلي أمر طبيعي ودليل على صحة الجسم ومناعته من أحادية القرار والرأي، لكن على البعض أن يشتغل أولا قبل أن ينتقد”.