السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
زيارة بن سلمان الى تونس.. استغرقت 4 ساعات و”ملياري دولار وديعة في المركزي التونسي” وصمت بشأن خاشقجي
سناء محيمدي
ـ تونس ـ من سناء محيمدي ـ على الرغم من تحركات الاحتجاج للقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني التونسي، رفضا لقدوم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فان الدبلوماسية التونسية تجاهلت هذه الاصوات، حيث استقبل الرئيس التونسي الباجي القائد السبسي الامير السعودي في المطار، في زيارة لم تدم سوى ساعات معدودة.
زيارة بن سلمان الى تونس اثارت جدلا تزامن مع قدومه وايضا مع مغادرته، خصوصا وان اللقاء الذي جمعه بالرئيس التونسي كان اجتماعا مغلقا، ومن دون عقد اي مؤتمر صحفي بعد الاجتماع خلافا للبرتوكول المعمول به في مثل هذه الزيارات الرسمية، اضافة الى اقصاء الاعلام التونسي من تغطية زيارة ولي العهد السعودي، اذ انفردت قناة العربية بتغطية الزيارة، واخذ كلمة من السبسي وبن سلمان فقط.
يذكر ان الرئاسة التونسية اعتادت الإعلان عن كل الزيارات بشكل مسبق، وقبل ايام من الموعد في اغلب الاحيان، وتوضيح طبيعتها وما إذا كانت زيارة دولة أو عمل، لكن هذه المرة تكتمت عن موعد قدومه بشكل لافت.
هذا و قام السبسي، خلال هذه الزيارة السريعة، بتوسيم ابن سلمان بالوسام الأكبر للجمهورية، وهو ما أثار انتقادات على خلفية اتهامه بانتهاكات لحقوق الإنسان داخل السعودية وخارجها، الى جانب قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول.
في المقابل، اكتفت الرئاسة التونسية، في بيان مقتضب، إنه “تمّ عقد جلسة على انفراد مع ولي العهد السعودي، تلتها جلسة عمل موسعة بحضور وفدي البلدين، وجرى خلالها التطرق إلى التطوّر المطرد الذي تشهده العلاقات الثنائية منذ الزيارة الرئاسية إلى الرياض، في ديسمبر/كانون الأول 2015، وما تحقّق فيها من نتائج مثمرة، كان لها أطيب الأثر على مسيرة التعاون بين البلدين”.
واستعرض الجانبان، “سبل تعزيز التعاون في عدد من المجالات ذات الأولوية على غرار الاقتصاد والمالية وتشجيع الاستثمار، والتعاون الأمني والعسكري لمجابهة مخاطر التطرف والإرهاب، وتبادل التجارب والخبرات في المجالات العلميّة والثقافيّة”، بحسب البيان.
وامام غياب اي تصريحات رسمية لمضمون الاجتماع المغلق الذي جرى بين الرئيس التونسي وضيفه السعودي، ظهرت تسريبات صحفية تكشف فيه خفايا هذا اللقاء الخاطف بين الرجلين، اذ ذكرت مجلة جون آفريك نقلا عن مصادر دبلوماسية أن زيارة الامير السعودي محمد بن سلمان إلى تونس افضت الى تعهده بتقديم مبلغ ملياري دولار وديعة لدى البنك المركزي التونسي، وتوفير ما قيمته أربعمئة مليون دولار من النفط بسعر مخفض.
اختصار الزيارة
ووفقا للمجلة الفرنسية، اضطر ولي العهد السعودي إلى اختصار زيارته الى تونس على خلفية رفض المجتمع المدني التونسي لهذه الزيارة التي تمثلت في مظاهرات ووقفات احتجاجية نددت بقدومه.
وتطرقت المجلة ايضا الى ان المسؤولين التونسيين تجنبوا الحديث مع امير السعودية القضايا المثيرة للجدل، مثل قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي وقضية تسليم الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، الذي لجأ الى السعودية منذ عام 2011.
وكان القضاء التونسي فتح تحقيقا ضد محمد بن سلمان بشأن أوضاع حقوق الإنسان في اليمن، فيما اكدت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أنها أودعت صباح الاثنين شكوى لدى وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس ضد ولي العهد السعودي اعتمادا على التقرير المتعلق بأوضاع حقوق الإنسان باليمن.
ودعت النقابة في شكواها إلى البحث في الموضوع واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لإحالة الملف إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية.
يذكر ان نقابة الصحفيين التونسيين وجهت رسالة إلى الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، بشأن زيارة الأمير محمد بن سلمان، مبدية استنكارها ورفضها لهذا الأمر، ومعتبرة أنه “خطر على الأمن والسلم في المنطقة والعالم”.
كما هاجمت النقابة الموقف الحكومي التونسي وتضامنه مع الرياض، قائلة إن “موقف تونس الرّسمي لم يكن، في يوم ما، مستقلاً عن سياسة المحاور التي تشهدها المنطقة العربية”، مشيرة الى ان تونس بلد الثورة ولسنا مستعدين، كصحفيين، أن نتنازل عن مكاسبها.