العالم

أطباء بلا حدود: لاجئو جزيرة ناورو يعانون من مشاكل صحية عقلية “خطيرة”

ـ كانبرا ـ قالت منظمة أطباء بلا حدود إن غالبية المقيمين في معسكرات احتجاز المهاجرين التي تديرها أستراليا في جزيرة ناورو بالمحيط الهادئ يعانون من مستويات “خطيرة” و “غير إنسانية” من مشاكل الصحة العقلية.

وفي تقرير جديد بعنوان “يأس بلا حدود” نشر اليوم الاثنين قالت المنظمة الخيرية الدولية إن 60% من مرضاها في ناورو يعانون من أفكار انتحارية و30% حاولوا الانتحار بالفعل، بما في ذلك أطفال لا تتجاوز أعمارهم التسعة أعوام.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن مشاكل الصحة العقلية في ناورو من بين المشاكل الأكثر حدة التي شهدتها المنظمة الخيرية على مستوى العالم، بما في ذلك مشاريعها التي تقدم الرعاية لضحايا التعذيب.

وتقدم المنظمة رعاية طبية مجانية للاجئين، وكذلك لسكان ناورو المحليين، منذ تشرين ثان/نوفمبر 2017 إلى أوائل تشرين أول/أكتوبر الماضي، عندما أجبرتها حكومة ناورو وبدون سابق إنذار على مغادرة البلاد.

تتبع أستراليا سياسة صارمة ولكن مثيرة للجدل برفض الوافدين غير الموثقين عبر البحر ونفذت ممارسة النظر الخارجي في طلبات الهجرة في ناورو، وكذلك في جزيرة مانوس في بابوا غينيا الجديدة منذ 2013.

ومن بين 208 مرضى فحصتهم أطباء منظمة أطباء بلا حدود، تم تشخيص حالات 62% منهم بالاكتئاب المعتدل أو الشديد.

وتم تشخيص حالات 6% بمتلازمة الاستقالة، وهي حالة نادرة حيث لا يستطيع المريض تناول الطعام أو الشراب وهم في حالة شبه غيبوبة.

وقالت كريستين روفنر، أخصائية علم النفس السريري، التي كانت تعمل لدى منظمة أطباء بلا حدود في ناورو: “إن البيانات الطبية التي ننشرها اليوم تؤكد الحقيقة المؤلمة التي شاهدتها في ناورو”.

وتابعت “في كل يوم كنت أخشى أن يقوم أحد مرضاي بمحاولة الانتحار، لأنه بعد خمس سنوات من الانتظار تفقد الناس كل شعور بالأمل”.

وأضافت “في الوقت الذي عانى فيه العديد من مرضانا من الصدمات، كانت السياسة الأسترالية المتمثلة في نظر طلبات المهاجرين بدون تحديد أجل مسمى هي التي دمرت كل أملهم في المستقبل وأدت إلى تدهور صحتهم العقلية”.

وقال تقرير منظمة أطباء بلا حدود إنه على الرغم من أن ثلاثة أرباع طالبي اللجوء ذكروا أنهم تعرضوا لأحداث مؤلمة قبل وصولهم إلى ناورو، مثل حالات الصراع أو الاحتجاز، لكن الوضع في ناورو كان هو الأكثر ضرراً بصحتهم العقلية.

وقال ستيوارت كوندون رئيس منظمة أطباء بلا حدود في أستراليا للصحفيين في كانبرا إن إجراءات الحكومة الاسترالية المتعلقة بنظر طلبات اللاجئين غير واضحة وغير عادلة مما أدى إلى “انتشار مشاعر اليأس بينهم”.

وأوضح أن “الأدلة تبين بشكل لا لبس فيه أن صحة الأشخاص العقلية معرضة لخطر شديد عند احتجازهم”.

وأضاف ان “هذا غير مقبول، وغير إنساني، وبصراحة خطير”.

ولا يُعرف العدد الدقيق للاجئين وطالبي اللجوء في ناورو وجزيرة مانوس لأن الحكومة الأسترالية لا تعطي أرقاماً دقيقة.

ولكن يقدر عدد الرجال والنساء المحتجزين في ناورو بأكثر من 600 شخص، فضلاً عن حوالي 12 طفلاً، وعدد مماثل من الرجال في جزيرة مانوس، بحسب المدافعين عن حقوق اللاجئين.

ويأتي تقرير منظمة أطباء بلا حدود في الوقت الذي يحتشد فيه المتظاهرون خارج مبنى البرلمان في كانبرا للضغط على الحكومة من أجل إطلاق سراح اللاجئين من مراكز الاحتجاز.

يذكر ان ناورو دولة جزيرة صغيرة نائية تقع بالمحيط الهادئ شمال شرق أستراليا، ويقطنها نحو 13 ألف شخص. (د ب أ)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق