السلايدر الرئيسيتحقيقات
عقب عودة الحياة للبيانو الوحيد في غزة…. اندلاع “معركة ملكية” بين وزارة الثقافة ورجل اعمال
محمد عبد الرحمن
ـ غزة ـ من محمد عبد الرحمن ـ رغم عودة البيانو الوحيد “ياهاما” في قطاع غزة للحياة، والذي يغد أكبر بيانو في قطاع غزة قدمته الحكومة اليابانية كهدية لوزارة الثقافة الفلسطينية، لإثراء المشهد الثقافي في القطاع ونجاته من الحروب التي قادتها اسرائيل ضد غزة الا ان “معركة ملكية” اندلعت مؤخرا بين وزارة الثقافة ورجل اعمال يدعي انه يملكه.
ويقول فؤاد بنات المسؤول الإداري لمنتجع النورس السياحي الذي كان يتواجد به البيانو”منذ أن نجا البيانو من القصف الإسرائيلي للمنتجع، خلال الحرب على غزة، لم يعد يزّين قاعة “المسرح الروماني”، الذي حوّلته الصواريخ إلى دمار” لقد نجا البيانو بأعجوبة من القصف، ولم تصدر عنه أي معزوفة موسيقية، منذ تدميره”.
ويضيف “كانت تتوافد الفرق الفنية، وتقام احتفالات موسيقية، والباب كان مفتوحًا أمام الهواة والعازفين لزيارة المكان، والعزف على البيانو وأردنا عودة هذا الزمن الجميل من خلال إصلاحه ليعود إلى الحياة مجدداً”.
ويتابع “هذا البيانو دخل التاريخ وقصته وصلت إلى جميع البلاد فقدأخبرني أحد المتخصصين الأجانب الوافدين إلى القطاع أنه قرأ عن هذا البيانو في أحد الكتب، وهو من الأنواع القليلة حول العالم، لذلك نحن نهتم به كثيراً”.
وكانت عودة البيانو خلال حفل فني كبير أقامه معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى، وبعد انتهاء الحفل الموسيقي والاحتفال بإصلاح البيانو، بدأ النزاع عليه فقد ادعى رجل أعمال فلسطيني أنه مالك هذا البيانو، ولا يحق لأحد التصرف به غيره.
وقال سعيد حرزالله، صاحب منتجع النورس المكان الذي كان يتم الاحتفاظ بالبيانو أن مركز إدوارد سعيد للموسيقى طلب استعارة الألة الموسيقية إلى معهد الموسيقى بناء على طلبه وتمت إعادته بعد بضعة أيام من الحفل.
وأكد حرزالله إنه اشترى عقار منتجع النورس في العام 2011 وبما ذلك كل ما كان متواجدا بداخله بما في ذلك البيانو، مضيفا أنه يقوم بتجديد المنتجع ويخطط لوضع الألة الموسيقية في قاعة الزفاف حيث يمكن للطلاب العزف عليه.
وصرح مسؤول في وزارة الثقافة في قطاع غزة لـ “” : “هذا البيانو هو ملك لوزارة الثقافة الفلسطينية، فقد تم الحصول عليه كمنحة مقدمة من الحكومة اليابانية، عام (1998)، وكان وزير الثقافة أنذاك ياسر عبد ربه، وذلك وفق الوثائق الموجودة لدى الوزارة، ولا يحق لأحد التصرف به دون العودة إلى وزارة الثقافة”.
وأضاف”بعد قدوم البيانو إلى قطاع غزة، تم اعارته إلى منتجع النورس السياحي، كونه مكان يهتم بالموسيقى، وتوفر مساحة كبيرة لاحتضانه، وخاصة أن مقر الوزارة لا يكفي لاحتضانه واستقبال الزوار، وتم الاتفاق مع السفارة اليابانية على ترميم البيانو لتستفيد منه الطاقات الموسيقية في غزة”.
وتابع “تفاجئنا من ادعاء مالك منتجع النورس أنه صاحب البيانو، ولا يحق لأحد التصرف به، ولكننا نحن نمتلك وثائق ثبوتية أن ملكية هذا البيانو تعود لوزارة الثقافة، وسيتم استعادته قريباً، ووضعه في المكان المناسب بعد الاتفاق مع المسؤولين اليابانيين المتواجدين في غزة.
وأوضح المسؤول أن البيانو جاء الى غزة ليستفيد منه كافة شرائح المجتمع، وسوف يتم تحقيق ذلك بعد استعادته، من الجهة التي تدعي انها تملكه.
وكان البيانو تعرض في حرب عام 2008 لأضرار كبيرة أثناء استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي منتجع النورس السياحي المكان الذي يوجد به، فبقى صامتاً منذ هذا التاريخ حتى تم ترمييمه مؤخرا.
وقدمت الحكومة اليابانية هذا البيانو كمنحة لسكان القطاع عام 1998، ليعزف عليه العازفين، فمكث عشرين عاماً في غزة نصفهم نشطاً، والنصف الأخر صامتاً بفعل صواريخ الاحتلال.
وبعد إصلاح البيانو الجريح وتعافيه على يد مختصين احتفلت السفارة اليابانية في قطاع غزة بعودته، ليعزف عليه العازفين وهو بصحة جيدة بعد اخراسه بشكل اجباري لأكثر من عشر سنوات.