ـ تونس ـ من سناء محيمدي ـ راج الحديث مؤخرا عن اصحاب السترات الصفراء بنسختها التونسية، وظن البعض انها امتداد لحراك السترات الصفراء الفرنسية، لكن حقيقة السترات التونسية تتقاطع مع خلفية الحراك الفرنسي التي اندلعت مؤخرا تعبيرا عن رفض رفع أسعار الوقود وارتفاع تكاليف المعيشة.
اتصلت بصاحب المبادرة، معز بوخريص لتوضيح قصة اصحاب السترات الصفراء بتونس، والتي اشغلت التونسيين في الايام القليلة الماضية، ويقول محادثنا ان مبادرته التي اطلق عليها تسمية ” ناس الليل” تهدف الى مساعدة التونسيين الذين لا يملكون ماوي يلجاون اليه، ويفترشون ارصفة الشوراع للنوم فيها.
ناس الليل… ناس الخير بتونس
ناس الليل هي مبادرة انسانية تجاوز عمرها 10 سنوات، فمنذ عام 2006 اطلق الشاب معز بوخريص مبادرته الخاصة، لتتوسع لاحقا بانضمام متطوعين من الشباب التونسي الذين اردوا مساعدة المشردين في تونس وتقديم يد العون لهم، ليبلغ عدد متطوعي ناس الليل 80 شخصا عام 2018.
وبين صاحب المبادرة معز بوخريص في حديثه ل، ان هذه المبادرة تلقى دعما واسعا لدى التونسيين، مشيرا الى ان صيتها انتشر بصفة خاصة مع ظهور حراك السترات الفرنسية، مؤكدا ان ارتدائهم للسترات الصفراء لم يكن اسوة بالحراك الفرنسي، وانما كانت فكرتهم منذ سنوات لعملهم اثناء الليل، فكانت فكرة اتخاذ هذا اللون لتسهيل رؤيتهم خلال نشاطهم الليلي.
ويضيف بوخريص في حديثه ان عملهم تطور في السنوات الاخيرة، بشكل ملحوظ.، اذ لم يعد فريقهم يعد الاطعمة بل اصبحت العائلات التونسية تتصل بهم وتساهم بامدادهم بالوجبات وغيرها من المساعدات لتوفيرها للمشردين في تونس العاصمة، اضافة الى دعم بعض المطاعم التونسية بتوفير الوجبات، ليقوم المتطوعون بتوزيعه ليلا ما بين 80 و120 صحنا.
تفاعل تونسي
ويشير الشاب التونسي الى ان تقديم المساعدات للمشردين الذين يقدر عددهم ب 3500 شخص تقريبا، لا يقتصر فقط على الاطعمة والاكل وانما تقديم المساعدات من لباس واغطية وغيرها خاصة مع اشتداد البرد ليلا.
ويؤكد صاحب المبادرة الانسانية، انه يطمح ان تصل مبادرته الى جميع المحافظات التونسية، لافتا الى ان فريقه يستعد للانتقال الى جميع محافظات تونس لمساعدة المحتاجين منهم والمشردين بصفة خاصة، وايضا مع تطوير بعض الافكار والمقترحات في هذا الخصوص.
كما تحدث بوخريص عن ان نيل الرخصة من محافظ تونس، سيساعدهم حتما في تطوير مشاريعهم التطوعية ومن ضمنها تنظيف المشافي، فضلا عن توفير مشاريع صغرى للمشردين بفضل تكفل مغني الراب التونسي كادوريم بهذه المصاريف، منوها بهذا الخصوص ان المغني التونسي لم يتوان عن تقديم مساعداته لمبادرة ناس الليل في اكثر من مناسبة.
التشرد في تونس… في تزايد
وتساهم العديد من العوامل في ارتفاع عدد المشردين الذين لا مأوى لهم في شوارع تونس، من بينها تدهور الوضع الاقتصادي وارتفاع أسعار الإيجار وضعف تدخل الدولة التونسية، وقد قدر عددهم بحوالي 3000 حالة عام 2014.
ولقد أصبح وجودهم جليا في الشوارع التونسية وخصوصا بجانب المحطات، وأمام مداخل العمارات، وفي الحدائق العامة وفي أماكن أخرى.
ولمعالجة ظاهرة التشرد بتونس، قررت السلطات التونسية بعث 3 مراكز للعناية بهذه الفئة الاجتماعية، وتطلق الدولة على المؤسسات التي تعنى بفئة المشردين في تونس تسمية مراكز الإحاطة والتوجيه الاجتماعي، وتتمثل مهامها في توفير الإقامة الظرفية والرعاية الغذائية والطبية إلى جانب تقديم الدعم القانوني لدى الهياكل القضائية علاوة على تنظيم أنشطة ترفيهية وثقافية.