*عمرو جوهر
8 سنوات عجاف مرت بها منطقة الشرق الاوسط، تغيرت فيها ملامح الشرق الاوسط القديم، وظهر شرق اوسط جديد خال من المعالم.
غابت دول لطالما تحدثنا عن سطوتها الأمنية الحديدية، انهارت وتبخرت في ايّام قلائل بالشكل الذي لم يتخيله حتى كل كتاب أفلام الرعب في الشرق الاوسط.
هرب رؤساء في خلسه من الليل بعد انقلاب شعوبهم عليهم، ومات روساء اخرون بسلاحا ذهبيا صنعوه خصيصا للتباهي به، في ليله لم يغيب عنها القمر، ظنا منهم انهم خالدون للأبد.
انهار حلم التوريث السلطوي العربي بلا رجعه، رؤساء محتملين كانوا يوما ملء السمع والبصر والتليفزيون والراديو والصحف، أصبحوا مساجين، يحلمون بيوما واحدا من ايّام العز الابوي، لتبقى أقصى احلامهم الحرية، حتى المشروطة منها.
دول استنجدت بروسيا، واُخرى انتظرت حتى بيانا جاء متاخرا من الولايات المتحدة الامريكية.
لا شك ان الشرق الاوسط بشكله الحالي لم يكتمل تشكيله بعد، فالشعوب لازات غير راضية وغير مستقرة، هناك من حاول السطو على السلطة في بعض الدول ونجح، وهناك دول فلتت منها زمام الامور، واُخرى أصبحت شبه دول.
ظهرت تنظيمات ارهابية جديدة، وانهارت تنظيمات ارهابية كانت حديث وكالات الانباء حول العالم يوما ما.
وضعت تنظيمات ارهابية يدها على البترول في دول ما، ووظفت مهندسين وأطباء عن طريق الشبكة العنكبوتية.
أوروبا تحارب الارهاب وتنظيم “داعش” في الشرق الاوسط، ثم تشتري البترول مساءا من ذات التنظيم، شيزوفرنيا الحياة والموت أصبحت مرعبة حد الحزن.
البحر المتوسط حمل جثث واحياء الى شواطىء أوروبا، شجب ووعيد وتنديد، ملايين المشردين في سوريا والعراق ملء السمع والبصر في الدول العربية.
هرب العراقيون من تنظيم “القاعدة” الى سوريا، ثم فر السوريين ونفس العراقيين من تنظيم “داعش” الى العراق مره اخرى، ثم هربوا جميعا من العراق وسوريا الى لبنان والأردن.
خلاصة الامر الاعصار العربي لم يكتمل بعد، انها بداية لطوفان قد ياخد في طريقة الأخضر واليابس اذا لم نعي الدرس الاول من الثورات العربية.
* كاتب صحفي مقيم في واشنطن