السلايدر الرئيسيثقافة وفنون

من موهبة الى مصدر رزق.. ولاء تحول ركام بحر غزة  إلى لوحات فنية تحاكي الواقع

محمد عبدالرحمن

ـ غزة ـ من محمد عبدالرحمن ـ تتجول على الشاطئ البحر، ليس لتستمتع بجماله، أو لتروح عن نفسها بسبب هموم بداخلها، ولكن لتجمع أشياء يراه الجميع كل يوم ولا يلقي لها بال، ولكنها أرادت أن تحول من هذه الأشياء البسيطة التي لا قيمة لها، إلى لوحات فنية تلفت انظار الجميع ويستخدمونها كزينة في البيوت وهدايا للأصدقاء.
ولاء الإفرنجي (30 عاماً) عشقت البحر، فهي تذهب إليه بشكل مستمر، فوجدت ضالتها بجمع الحجارة “ركام البحر” التي لا يستفيد منه أحد وتحويلها إلى أشياء ذات قيمة غالية عند الكثيرين.
بداية موهبة ولاء عندما طلبت منها شابة أن تكتب على الحجارة الصغيرة عبارات من بعض الأغنيات العربية، مثل “كبر البحر بحبّك” و”راجعين يا هوا” وغيرهما، كهدية لخطيبها. بعدها، بدأت ولاء العمل في هذا المجال ولاقت فكرتها إعجاباً كبيراً بعدما نشرت صوراً لأعمالها على صفحتها على “فيسبوك” وحسابها على “إنستغرام”.
وتنشغل ولاء التي درست اللغة الإنجليزية بجامعة الأزهر في غزة، بنقش الأسماء ورسم علم فلسطين على حجارتها البسيطة، والمسجد الأقصى بعد عجزت بتوفير فرصة عمل بشهادتها التي الحاصلة عليها منذ 6 سنوات.
دعم القضية 
تلفت الفتاة الغزية التي تسكن بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة انتباه الناظرين وهي ترسم على حجر صغير، شابا يضع على وجه لثامًا، ويرفع بيده سكيناً وتتقن الافرنجي رسم لوحات تجسد “الواقع الفلسطيني ” على الحجارة، دعما لقضيتها.
وترى ولا ء أن  الحجر ليس سلاح الفلسطينيين البسيط فقط، أمام طائرات ورصاص ودبابات إسرائيل، إنما نصنع منه الحياة أيضًا برسم اللوحات الفنية عليه”.
رسالة للعالم
ولم تعد الحجارة بالنسبة للفتاة الفلسطينية مجرد جماد، بل أصبحت جزءًا من موهبتها التي “تحبها”، ومن خلاله ستوصل رسالة للعالم بأن “شعبها انتفض دفاعًا عن حقه”.
وأشارت أن لوحاتها تثير دهشة معظم من يراها، مضيفة:” مساحة بعض الحجارة صغيرة، وهذا تحدي أمامي في إبراز التفاصيل بدقة ووضوح، الأمر يحتاج إلى بعض التركيز″.
وعلى جدران غرفتها ومكتبها، تلصق الافرنجي، بعضًا من رسوماتها، التي تنوعت بين لوحات للطبيعة، ولشخصيات مشهورة، كالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وغيرها.
عدة أشكال 
وترسم الافرنجي أشكال التطريز الخاصة بالملابس على الصخور وغيرها من التصاميم الهندسية العربية والأندلسية، وتكتب عبارات روحانية. ولا تنسى كلمات أغنيات مارسيل خليفة بسبب كثرة الطلب عليها، بالإضافة إلى بعض العبارات الأكثر تداولاً في الأغنيات الوطنية والشعارات الفلسطينية غير التقليدية
مجرد هواية 
تردف قائلة” كانت الكتابة والرسم على الحجارة مجرد هواية، بالنسبة لولاء إلا أن أعمالها اليوم باتت مصدر دخل جيّد لها. في الوقت الحالي، يشتري كثيرون تلك الحجارة لإهدائها إلى آخرين، خصوصاً العاشقين. تقول إنّ “كثيرين يرغبون في الهدايا التي تحمل كلمات جميلة بعيداً عن الحياة اليومية التي يعشها الغزيين”.
شاركت ولاء للمرة الأولى في معرض للفنون التشكيلية في قرية الفنون والحرف. عرضت على الطاولة 50 جحراً أضفت لمساتها عليها. فوجئت عندما وجدت إقبالاً كبيراً على طاولة عرضها، وقد عبّر كثيرون من الحاضرين عن إعجابهم بعملها. هكذا، بدأت معارض عديدة تعرض أعمالها.
وتشتكي الافرنجي من عدم وجود مؤسسات تتبنى موهبتها، وتقدم لها الدعم، بالإضافة إلى نقص بعض أدوات الرسم أو غلاء أسعارها في الأسواق، بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق