السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا

الجزائر: ما السر وراء عودة بلخادم إلى الواجهة بعد سنوات من إبعاده؟

نهال دويب

ـ الجزائر ـ من نهال دويب ـ بعد إنهاء مهامه من طرف الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة كمستشار بمؤسسة الرئاسة بتاريخ 6 آب / أغسطس  2014، أي قبل أربع سنوات من هذا التاريخ، عاد الرجل المعروف بولائه التام لبوتفليقة إلى الواجهة السياسية عن طريق بوابة الحزب الحاكم الذي أزيح منه عام 2013 إلى الواجهة السياسية.

عبد العزيز بلخادم رئيس الحكومة الأسبق والرجل المعروف بـ “هدوئه” و”رزانته”، بعد سنوات من إبعاده بطريقة وصفت بـ ” المهينة ” من طرف متتبعين للمشهد السياسي في البلاد، عاد ليبعث في أول ظهور إعلامي له رسائل سياسية قوية لخصومه في الساحة وفق ما قاله مراقبون.

عودة بلخادم إلى الساحة السياسية جاء بعد أن اعتقد الكثيرون أن هذا الأخير “رحل ولن يعود” إطلاقا إلى المشهد السياسي، بعد أن حرمه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من كل المهام الرسمية داخل الدولة والحزب، رغم أنه كان من أبرز المقربين له، وقال مراقبون حينها إن “انقلاب بوتفليقة على رجل الثقة كان من أجل كبح طموحه في خلافته في قصر المرادية”.

قبل أن “ينقلب” عليه و”يحرمه” من كل المهام الرسمية داخل الدولة والحزب، وهو ما فسّره محللون حينها بأن بوتفليقة عاقب بلخادم بسبب طموحاته في ولوج قصر الرئاسة وخلافته على العرش.

عبد العزيز بلخادم، الذي شغل مناصب سياسية هامة، شغل منصب نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني، وعقب استقالة رابح بيطاط من رئاسة المجلس، عُين على رأس البرلمان الجزائري الى حين حله في العام 1992. وقبل ذلك بنحو العام عين بلخادم عضواً في المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير، ثم عضوا في لجنته المركزية عام 1997. وبعد انتخاب بوتفليقة رئيساً للجمهورية في 1999 تم تعيين بلخادم وزير دولة للشؤون الخارجية في تموز (يوليو) 2000، دشن عودته إلى المشهد السياسي، في مؤتمر صحفي عقده رفقة منسق الحزب الحاكم معاد بوشارب، وهو الظهور العلني الأول له منذ أربع سنوات.

الجديد في هذا الظهور، ليست تصريحات بلخادم التي رفض فيها الإجابة على سؤال يتعلق باحتمال ترشحه للانتخابات الرئاسية في حال قرر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عدم الترشح لولاية رئاسية خامسة، واكتفى بالقول “لم أفعل هذا خلال الولايات الأربع السابقة” في إشارة منه إلى أنه لا يفكر فيها، أو مرافعته لتطهير “الحزب الحاكم من الدخلاء”، وإنما هو تأكيد على أن هذا الرجل لا يزال يعتبر من أبرز رموزه مثلما ذكرته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.

“” سألت قياديا بارزا في الحزب الحاكم، مقرب من رئيس الحكومة الأسبق عبد العزيز بلخادم، عن سر عودته، فأجاب قائلا إن “بلخادم كان دائما في الواجهة لكنه لم يكن ينشط في هيئات حزب الرئيس بوتفليقة، وظهوره جاء بعد تحقيق مطلبه من قبل الرئيس وهو إنشاء لجنة وطنية لتسيير الحزب والتحضير للمؤتمر الاستثنائي، ولقائه مع معاذ يدخل في إطار الاستشارات حول مستقبل أول قوة سياسية في البلاد”.

عودة الأمين العام الأسبق للحزب الحاكم، تزامنت مع الجدل السياسي الحاد بشأن ترشح الرئيس بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة، والغموض الذي يحوم حول، وخيار تأجيل رئاسيات 2019 إلى وقت لاحق.

وعن أسباب عودته إلى المشهد السياسي، يقول المحلل السياسي، محمد أرزفي فراد، في تصريح لـ “”: “قرائتي لهذه العودة، هي محاولة من أجل تجاوز التراجع الخطير الذي يعاني منه حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم مقارنة بغريمه في الساحة التجمع الوطني الديمقراطي الدي يعد ثاني قوة سياسية في البلاد الذي يزحف اليوم إلى منصب رئيس الدولة”، ويضيف المتحدث قائلا “صناع القرار في البلاد اليوم لم يحسموا أمر الرئاسيات المقررة عمليا في أبريل / نيسان 2019، لذا فهم يحتاطون لها بوضع أكثر من سيناريو”.

وفي تدوينة على صفحته الرسمية على “الفايسبوك” يرى الإعلامي الجزائري، عثمان لحياني، أن “رفع التجميد الوظيفي عن بلخادم واستدعائه للخدمة السياسية مجددا، يدخل في سياق اعادة الندية والتوازن بين جبهة التحرير(جهاز تتحكم فيه كتلة) والتجمع الوطني الديمقراطي كجهاز سياسي لكتلة ثانية، لأن الفريق المدير للجبهة ضعيف ويمكن لسياسي متمرس كأويحيى افتراسه بسهولة، وكان يجب اعادة بلخادم لخلق التوازن وليس سعداني، لأن المرحلة المقبلة تحتاج الى رجل يتحلى بثقافة الدولة وأكثر رزانة وتفهما وقبولا لدى جزء من المعارضة، وليس أكثر من الحاجة الى مبارز مثل سعداني”.

ويقول لحياني إن “معاذ بوشارب يعتبر مجرد جسر سيعبر عليه بلخادم في طريق عودته لأداء دور سياسي ما، ووجود بوشارب في الوقت الحالي على رأس الجبهة مرحلة ضرورية كانت لإعادة بلخادم لأنه من غير الممكن اعادته رأسا من بيته الى رأس الحزب مباشرة”.

ويؤكد الإعلامي الجزائري عثمان لحياني وجود “صراع على الميراث السياسي لبوتفليقة بين مجموعات طامحة تتبنى هذا الميراث وتحاول أن تستحوذ عليه، والمرحلة المقبلة لن تتسع لكل المجموعات برحيل الشخص الجامع ، وأحد مظاهر هذا الصراع التراشق الأخير بين أحمد أويحيى والطيب لوح ، والأخير يعتبر أن بلخادم (من دعاة المصالحة عين رئيس حكومة عام 2005 عند اطلاق مشروع المصالحة ومعني بالدفاع عنها ) يمكن أن يلعب في فريقه ضد ” الاستئصالي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق