أوروبا

السلطات تدعو لعدم التظاهر السبت مع استمرار مطاردة منفذ اعتداء ستراسبورغ

ـ ستراسبورغ ـ دعت الحكومة الفرنسية الخميس “السترات الصفراء” الى عدم التظاهر السبت لتمكين قوات الأمن من تركيز جهودها على مطاردة الفرنسي شريف شيكات المنفذ المفترض للاعتداء في سوق عيد الميلاد في ستراسبورغ شرق فرنسا.

وقال بنجامين غريفو المتحدث باسم الحكومة “حتى الآن لم نقرر منع التظاهرات” التي يستمر بعض المحتجين في الدعوة اليها السبت.

لكنه طلب من المتظاهرين الذين يحتجون منذ نحو شهر ضد السياسة الاجتماعية والضريبية للحكومة أن يتحلوا ب “التعقل” اثر اعتداء مساء الثلاثاء الذي أوقع ثلاثة قتلى و12 جريحا.

وأضاف المتحدث أنه “تم سماع” غضب السترات الصفراء وتم “الرد” عليها، في اشارة الى الاجراءات التي أعلنها الاثنين الرئيس ايمانويل ماكرون لرفع القدرة الشرائية للاجراء والمتقاعدين من اصحاب الدخل المحدود.

وقال المتحدث ، وايده بعض المسؤولين السياسيين والنقابيين، إن “قواتنا الأمنية عملت بشكل هائل في الاسابيع الأخيرة”.

وأكد رئيس نقابة “اس اف دي تي” لوران بيرغر لاذاعة فرنسا الدولية “نرى التعب الشديد للشرطيين” معتبرا أنه “سيكون من الجيد عدم تحميلهم مزيدا من التعب”.

وتقوم قوات الأمن المنتشرة بكثافة لتأمين التجمعات التي تخللها بعض العنف في الاسابيع الأخيرة، بعملية مطاردة واسعة للعثور على منفذ هجوم ستراسبورغ. وتم نشر أكثر من 700 شرطي ودركي ونشر بلاغ تفتيش عنه مساء الاربعاء.

طوارىء في المانيا وسويسرا وايطاليا

وبعد 40 ساعة من الوقائع ليس من المؤكد أن القاتل المفترض لازال في فرنسا. واعتقد المحققون لفترة أنه ربما يكون عبر الحدود ولجأ الى كيل (ألمانيا) على الضفة الأخرى من نهر الراين لكن قوات الامن الفرنسية والالمانية لم تعثر عليه صباح الاربعاء في تلك النواحي.

وبحسب اذاعة انفو راديو-ار بي بي الألمانية ، نقلا عن مصادر قريبة من التحقيق، فان شيكات تلقى قبيل الهجوم اتصالا هاتفيا من ألمانيا ولم يرد عليه.

وكثفت السلطات الألمانية “اجراءات المراقبة والتدقيق من قبل الشرطة في المنطقة الحدودية” بحسب متحدثة باسم الداخلية الألمانية. ونشرت الشرطة الألمانية عبر تويتر بلاغ التفتيش الفرنسي.

كما تم تعزيز الاجراءات الأمنية على الحدود مع سويسرا التي تبعد مسافة 130 كلم الى الجنوب من ستراسبورغ. واتخذت السلطات الايطالية القرار ذاته ب “تعزيز الرقابة الاحتياطية للحد الاقصى” خصوصا في الأماكن المزدحمة.

يشار الى ان منفذ الاعتداء في سوق ميلاد ببرلين في كانون الاول/ديسمبر 2016 الذي أوقع 12 قتيلا و49 جريحا، قتل بعد ذلك بايام في شمال ايطاليا.

“شخص خطر”

ودعت الشرطة الفرنسية مساء الاربعاء كل من لديه معلومات لابلاغها عن شيكات (29 عاما) صاحب السوابق المعروف لدى السلطات.

وجاء في بلاغ الشرطة “انتباه.شخص خطر. لا تتدخلوا بأنفسكم”. ووصفت الشخص المطارد بأنه رجل يبلغ طوله متر و80 سنتم “بشرته داكنة” و”بنيته عادية” مع “علامة على الجبهة”. مضيفة أنه على كل شخص يملك “معلومات تتيح تحديد مكانه” الاتصال برقم 197 المخصص للغرض.

وشيكات فرنسي من مواليد ستراسبورغ ومدرج على لوائح جهاز الامن بسبب تطرفه الاسلامي. وهو صاحب سوابق كثيرة جدا ودين قضائيا 27 مرة على الأقل في فرنسا والمانيا وسويسرا في جرائم حق عام، وفي سجله 67 سابقة عدلية.

ويشتبه في أنه أطلق النار مساء الثلاثاء في شوارع تجارية بوسط مدينة ستراسبورغ التاريخي على بعد أمتار من شجرة الميلاد الشهيرة بالسوق.

وبعد ذلك تبادل شيكات الذي كان مسلحا بمسدس وسكين اطلاق النار مع قوات الأمن التي أصابته بجروح في الذراع.

وفي ملابسات لا تزال غامضة، تمكن شيكات من الصعود الى سيارة أجرة توجه بها الى حي قريب حيث وقع تبادل آخر لاطلاق النار مع الشرطة قبل أن يفر الجاني. وقال شهود أنهم سمعوه يردد التكبير وتم تكليف قسم مكافحة الارهاب في النيابة العامة في باريس بالقضية.

وعادت الحياة ببطء الى ستراسبورغ الخميس حيث فتحت المدارس ابوابها بعد غلقها الاربعاء. ووضع مارة زهورا وشموعا في مكان الاعتداء تعبيرا عن التعاطف مع الضحايا.

لكن سوق الميلاد الذي يجتذب سنويا مليوني زائر بقي مغلقا الخميس.

كما من المقرر تنظيم صلاة تكريما للضحايا مساء الخميس بكاتدرائية المدينة. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق