السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
المغرب: مقتل سائحتين… ومصادر أمنية: الجريمة عمل إرهابي ودعاوي لمسيرة ضد الإرهاب
فاطمة الزهراء كريم الله
ـ الرباط ـ من فاطمة الزهراء كريم الله ـ عاش الراي العام المغرب ليلة امس حالة من الذهول والصدمة يعيشها الراي العام المغربي بعد تداول فيديو يحكى أنه يوثق للحظة مقتل سائحتين اسكندنافيتين، تبلغان 24 و28 عاما من العمر، في منطقة جبال الأطلس السياحية التي تلْقَى رواجاً كبيراً لدى المتسلّقين في جنوب المغرب.
وتفيد مصادر أمنية أن فرضية الطابع الإرهابي لهذه الجريمة الشنيعة تبقى قائمة وغير مستبعدة، وبأن التحقيق متواصل لتكوين القناعات النهائية والوقوف على الدوافع الحقيقية لما حصل.
و أعلنت السلطات المغربية صباح اليوم، توقيف ثلاثة مشتبه بهم في جريمة قتل السائحتين الاسكندنافيتين بجماعة إمليل، إقليم الحوز قرب مراكش. وقال بيان للمكتب المركزي للأبحاث القضائية، إنه “تم توقيف المشتبه بهم بمدينة مراكش”. بعدما كان قد أوقف المشتبه فيه إثر العثور على جثتي سائحتين.
وأضاف المكتب القضائي أنه يجري حاليا إخضاعهم لبحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة، من أجل الكشف عن خلفيات ودوافع هذا الفعل الإجرامي، فضلا عن التحقق من فرضية الدافع الإرهابي لهذه الجريمة، والذي تدعمه قرائن ومعطيات أفرزتها إجراءات البحث.
و هز مقتل سائحتين إسكندينافيتين الرأي العام المغربي، و خيم الحزن، منذ يوم الأربعاء على رواد شبكات التواصل الاجتماعي، وعبر عدد من المغاربة عن حزنهم، وأسفهم لمقتل السائحتين الاسكندنافيتين وطالبوا بضرورة معاقبة مقترفي هاته الجريمة الشنعاء أشد عقاب، دعا نشطاء فايسبوكيون إلى وقفة أمام سفارة الدنمرك صباح السبت المقبل، لتقديم العزاء والتعبير عن رفض الشعب المغربي لكل ما يسيء لسمعة المغرب داخليا وخارجيا.
وفي السياق ذاته، عبر النشطاء الفايسبوكيون عن إدانتهم للإرهاب، مشددين على أن المغرب بلد آمن. وفي هذا الصدد، قال الناشط، الوراك الفكاك: ” مصيبة أصابت البلاد”.
ودعا الناشط والمحلل السياسي، عمر الشرقاوي، إلى مسيرة كبيرة لتنديد بما حصل قائلا: ” يا شعب الفيسبوك العظيم ما رأيكم في مسيرة ضخمة ضد الإرهاب”.
وكتب الناشط، حمزة سعود، تدوينة : “جريمة قتل السائحتين ضواحي مراكش.. إشارات تلوح في الأفق على أنه عمل إرهابي مخطط له مسبقا.. الفيديو ينتشر الآن على نطاق واسع يوثق لفضاعة ذبح “الإنسانية” .. المرجو تجنب مشاهدته”.
بدورها كتبت النالبة البرلمانية السابقة، سليمة الفرجي، تدوينة وقالت: ” ماذا بقي من قيمنا وانسانيتنا؟
تبا لتطرف قد يهيمن بظلاله للالتهام الحريات والاعتداء على حياة الأبرياء !التطبيع مع العنف انحراف خطير و المساس بالسلامة الجسدية للأشخاص مرفوض ومخالف للشرائع والنواميس والمبادئ الانسانية الراسخة مهما كان الاختلاف في الرأي والدين والعقيدة والعرق والأصل والقارة ! لو كان البكاء ينفع لما توقفنا عن البكاء والعويل ، ونحن نتأمل انهيار منظومة القيم بشكل تدريجي الم يحن الوقت لتحريك مؤشرات الصحوة المواطنة”.
فيما تعالت أصوات مطالبة بالاعدام لمرتكبي هذا الجرم الشنيع، وفي هذا السياق قال الناشط المغربي، مصطفى ايت عيسى،” على مسؤوليتي وجب تنفيذ أحكام الإعدام على مرتكبي الجرائم البشعة على سبق إصرار وترصد”.
من جهتها قالت : الصحفية المغربية، امل الهواري، في تدوينة لها: ” لمن ينادي برفع عقوبة الاعدام…الارهابيين الاربعة لي ذبحوا الفتاتين..ماذا يحق فيهم..افتونا الله يرحم ليكم الوالدين”.
بدوره قال الناشط الحقوقي، نوفل البوعمري: ” أكثر من مرة نبهنا إلى خطورة الفكر الديني المتطرف الذي ينهل من ابن تيمية و الوهابية و إلى ضرورة تجفيف مختلف منابع الإرهاب و التطرف. فمن من يخرج علينا لتبرير هذا الفعل بالفقر و التهميش هو شريك معنوي لهؤلاء المجرمين، ليس هناك أي مبرر لارتكاب هذه الأفعال سواء كان دينيا أو اجتماعيا أو ثقافيا، و لا يمكن البحث عن أي غطاء له.يظهر أن داعش و فكرها الإرهابي تسلل و يتسلل تغذيه القنوات التلفزية المشرقية، و في غياب مشروع تنويري و إصلاح ديني جذري سيعمل البعض على القيام بهكذا ضربات. و من قام بهذا الفعل و وثقه هدفه الإضرار باقتصاد المغرب خاصة السياحة و هدفه التشكيك في الأجهزة الأمنية المغربية التي ظلت صمام أمان للمغرب و هدفه زرع الرعب فينا و في السياح”.
وتزامنا مع ترويج بعض الأشخاص لشريط فيديو، يدعون من خلاله، انه شريط لتنفيذ مذبحة جبل شمهروش، استنكر الكثيرون ترويج هذا الفيديو، الذي لم يعرف لحد الساعة مصدره، ولا فيما إذا كان فعلا شريط للواقعة، معتبرين ذلك مسيئا بشكل كبير للمغرب، ولمستقبل السياحة به، مطالبين بمعاقبة مروجي ذلك الشريط، الذي لازال في مرحلة الخبرة التقنية للتأكد من محتواه.
وذكر بلاغ للوكيل العام للملك، أنه تم أيضا التعرف على هوية باقي المشتبه فيهم، والذين يجري البحث عنهم من أجل توقيفهم. مضيفا أن البحث جار من أجل التأكد من صحة شريط الفيديو الذي يتم تداوله عبر الوسائط الاجتماعية، باعتباره يمثل جريمة قتل إحدى السائحتين.
هذا و عُثر على جثتي السائحتين الإسكندينافيتين الشابتين يوم الإثنين في موقع تخييم معزول أقامتا فيه خيمة، على بعد كيلومترات من هذه القرية المعروفة بمساراتها الجبلية وأنهارها.
وحسب البيان الأولي للسلطات المحلية، فإن الجثتين تحملان آثار عنف بسلاح أبيض في العنق.
وكانت الطالبة الدنماركية لويزا فيتسراغر جيسبرسن (24 عاما) وصديقتها النرويجية إيرين بولاند (28 عاما) توجهتا إلى المغرب لشهر.