فادي عيد
منذ ايام قليلة خرج الصحفي التركي هولكي اوغلو المحسوب على الحزب الحاكم وأحد المقربين من الرئيس التركي اردوغان على قناة KRT التركية، وقال : “حتى لو بعث سيدنا محمد وأسس حزباً فلن يحصل على أصوات أكثر من أردوغان ولن يفوز عليه”
وانا لست مندهش من تصريحات ذلك الشخص او غيره من أتباع وقيادات حزب العدالة والتنمية التركي، فأنا لا أبالغ لو قلت ان هذا الشخص بما قاله من كلام خارج نطاق الزمن والعقل ربما يكون من أعقل وجوه الحزب الحاكم بالاعلام والصحافة فى تركيا.
واسمحوا لي أن أعود بكم بالذاكرة للوراء ونتذكر ما قاله وزير داخلية أردوغان الأسبق أفكان علاء أثناء مؤتمرات شباب حزب العدالة والتنمية فبراير2015، فعندما تطرق النقاش حينها للشأن الخليجي، دعى أفكان علاء شباب الحزب لفتح مكة من جديد، بعد ادعائه أن الرسول صلى الله عليه وسلم تملكه الغرور بعد فتح مكة.
ثم مشهد رئيس الوزراء الاسبق داود أوغلو ببداية فبراير 2016 عندما توجه للسعودية فى زيارة رسمية، وانتهز الفرصة للتوجه للكعبة المشرفة، وهنا استقبله آلاف الأتراك المعتمرين بالتصفيق والصفير بشكل اشبه بمشجعى كورة القدم، وبتأكيد ذلك الحضور التركي الرهيب لم يكن صدفة، وبعدها علقت صحف حزب العدالة والتنمية على مشهد أوغلو بالكعبة، قائلة “الإسلام بُعث من جديد”.
وفى الحقيقة هو مشهد عبثى ذكرنى بقول الله تعالى “وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَة”.
فهناك من يعمل على أن تكون مدينة قم عاصمة دينية لجميع المسلمين، وطهران عاصمة سياسية لهم، ومن يعمل أيضا بالتوازى كى تكون اسطنبول مقر الخلافة والقبلة لجميع المسلمين وأنقرة عاصمة سياسية لهم.
حقيقة الامر أتعجب من عرب بايعوا أردوغان على الخلافة ونسوا أن الدولة الوحيدة فى العالم التى بها نقابة للعاملين بالدعارة هي تركيا (نقابة الشمسية الحمراء) المسجل بها عام 2010م أكثر من 8409 عاهرات، كما سجلت عوائد الضرائب من بيوت الهوى المرخصة عام 2013م مليارين ومائة مليون دولار، والامر لم يتوقف عند الدعارة فقط، بل تركيا تزرع سنويا مليون ونصف المليون فدان كروما خاصة بنبيذ سارفين التركي، والذى يعد الرابع على مستوى العالم من حيث الجودة وغلو سعره، وفى 2009 بلغ الاستهلاك الداخلى من النبيذ 20906762 لترا، وبعام 2008 حقق الحزب الحاكم الانجاز الاقتصادى الاكبر له، بامتلاكه أكبر مصنع للخمور فى العالم مصنع «تيكيل» وبلغت قيمته 292 مليون دولار.
فأى قبلة وخلافة بها كل ما سبق، بجانب أكثر من عشر قواعد لحلف الناتو، وتنفذ على اراضيها مناورات عسكرية مشتركة مع اسرائيل، وتعقد على أراضيها أقذر الاتفاقات الاستخباراتية والأمنية والسياسية بالعالم لنشر الفوضى فى وطننا العربى.
خلاصة القول الاستعلاء التركي يزداد كل يوم على العربي، ولنا فيما يتعرض له السياح العرب عامة والخليجيون خاصة من معاملة فى تركيا عبرة، فالتركي يرى ان العرب عنصر أقل منه، وأن العلاقة بين التركي والعربي يجب أن تظل كالعلاقة بين السلطان الغازي والعبيد، ومن هنا يأتي حقدهم على كل ما هو عربي حتى وأن كان على القرآن ومن نزل عليه القرآن.
باحث ومحلل سياسي بشؤون الشرق الاوسط
[email protected]