ـ تونس ـ من سناء محيمدي ـ اثارت حملة “تحت الصفر لمؤسسة قطر الخيرية، موجة غضب كبيرة في صفوف التونسيين، واستياء على خلفية اللافتة التي علقت في سوق تجاري بالدوحة، حيث اعتبر مضمون اللافتة مسيئا لتونس ولشعبها.
وانتشرت صورة امرأة تونسية عجوز وسط الثلوج، رافقتها عبارة “بمئة ريال قطري تمنح الدفئ لتونس”، على شبكات التواصل الاجتماعي بتونس.
وانتقد نشطاء الشبكات الاجتماعية بتونس والمثقفون والمدونون، حملة “تحت الصفر” واستهجنوا سياسة التسول التي تظهر بها حكومة تونس، لجمع التبرعات والهبات، معتبرين هذه الحملة مستفزة لصورة تونس ولكرامة شعبها.
وامتد هذا الرفض لحملة قطر”تحت الصفر” الى مسؤولين في الحكومة، اذ علق وزير النقل التونسي، الذي كتب تدوينة بحسابه بالفيسبوك جاء فيها “لا حاجة للصدقة أو التنازل…تحيا تونس”.
وطالب المدونون باعتذار رسمي من قطر، وبتدخل عاجل من المسؤولين السياسيين، لوقف هذه الحملة المسيئة لكرامة التونسيين، وازالة هذه المعلقات من الاسواق التجارية بالدوحة.
كما دعا بعض المثقفين التونسيين، الى فتح تحقيق في هذه الحملة الخيرية واللافتة الإشهارية، وإزالتها من الساحات العامة، مع تقديم الاعتذار من التونسيين بعد “تحويلهم إلى متسوّلين”.
سحب الاعلان المثير للجدل
وعلى خلفية موجة الانتقادات الحادة، أصدرت مؤسسة قطر الخيرية فرع تونس بيان اعتذار، وقالت في بيانها إنها أعطت توجيهات لوقف الإعلانات الخاصة بهذه الحملة، مؤكدة أن ما ورد في الإعلان لم يكن الهدف منه أبدا الإساءة إلى تونس وشعبها.
ويشير الإعلان إلى تونس باعتبارها إحدى الدول المستفيدة من المشاريع الخيرية لهذه الحملة التي أطلقتها قطر الخيرية باسم “تحت الصفر” لجمع التبرعات من أجل المتضررين من موجات البرد الشديد.
والى ذلك، تدخلت الخارجية التونسية لحل هذه المسالة، في اتصال هاتفي بين وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي ونظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أكد الشيخ محمد أن مؤسسة قطر الخيرية تعتذر عن هذه اللافتة الإعلانية التي تخص تونس ووصفها بالخطأ، مشددا على عمق العلاقات التونسية القطرية والاحترام المتبادل الذي يميزها.
من جهة اخرى، علق رئيس مجلس شورى حركة النهضة عبد الكريم الهاروني على حملة التبرعات التي تقوم بها جمعية “قطر الخيرية” لفائدة تونس والتي أثارت غضب التونسيين الذين اعتبروها مسا من كرامتهم.
وقال الهاروني في تصريح اعلامي إن الجمعيات القانونية التي تريد مساعدة التونسيين من قطر وخارجها على تخفيف معاناتهم الاجتماعية والاقتصادية مرحبا بها لكن مع احترام سيادة تونس واستقلال قرارها.