ـ الجزائر ـ من نهال دويب ـ زكى المشاركون في المؤتمر العام لحزب العمال الجزائري، الزعيمة اليسارية، لويزة حنون، الأحد، مجددا لقيادة حزب العمال اليساري في الجزائر، لتصبح بذلك أكبر زعيم حزب سياسي عمر طويلا في منصبه منذ عام 1990 وهو تاريخ تأسيس التشكيلة اليسارية.
وتعتبر لويزة حنون، من أبرز المعارضين للسلطة في الجزائر, تعرضت للاعتقال والسجن، كونت في بداية نضالها السياسي الحزب الاشتراكي للعمال، ثم حزب العمال بعد إقرار التعددية الحزبية، تعد أيضا ناشطة في مجال حقوق الإنسان، تمكنت من إيصال حزبها إلى قبة البرلمان الجزائري في دورته الثانية وحصل حينها على مجموعة برلمانية.
وأبدت حنون، خلال إشرافها على افتتاح المؤتمر السابع لتشكيلتها السياسية، تمسكها بمطلب إنشاء مجلس تأسيسي يعيد صياغة دستور توافقي، كمقدمة لمرحلة انتقالية للخروج من المأزق السياسي والاجتماعي في البلاد.
وانتهزت حنون الفرصة للحديث عن “الغموض” الذي يحوم حول المشهد السياسي في البلاد عشية الانتخابات الرئاسية، وقالت إن “أكبر الشكوك تثقل المناخ السياسي نتيجة الغموض والضبابية السائدتين كما يعلم الجميع حزب العمال والذي هو حزب مستقل نابع من الحركة الوطنية والحركة العمالية وهو في جميع الظروف يسعى لإيجاد حلول جزائرية للمشاكل المطروحة ولهذا وأمام الأزمة التي تعيشها البلاد يقوم حزب العمال بحملة سياسية من أجل استدعاء إنتخابات لجمعية وطنية تأسيسية تكرس سيادة الشعب حتى يتمكن لأول مرة منذ 1962 من تحديد شكل ومحتوى المؤسسات التي هو بحاجة إليها”.
لويزة حنون، صنعت من خلال تصريحاتها أيضا حالة من الترقب والانتظار لدى الشارع الجزائري، بإعلانها عن إعلان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الساعات القليلة القادمة عن قرارات هامة في اجتماع مجلس الوزراء المنتظر عقد الأربعاء, رجحت مصادر مطلعة أن يكون لهذه القرارات علاقة برئاسيات 2019.
واستبعدت في وقت سابق، أن تكون للقاضي الأول للبلاد نية في الترشح لولاية خامسة, وشددت على إجراء تغييرات شاملة للنظام، تضع حدا لما أسمته، بـ”اختطاف السلطة من الأوليغارشيا السياسية والمالية”، في تلميح منه إلى محيط رجال الأعمال.
وتبقى الأنظار تترقب ظهور الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، قبل تاريخ 31 ديسمبر / كانون الأول الجاري، للتوقيع على قانون الموازنة العام للدولة 2019، لإنهاء الغموض الذي يخيم حول المشهد السياسي، وكان آخر ظهور له، بمناسبة احتفالات ذكرى اندلاع الثورة التحريرية المصادف للفاتح من نوفمبر/ تشرين الثاني، ومنذ ذلك التاريخ لم يستقبل الوفود الأجنبية التي زارت الجزائر خلال هذه الفترة، أبرزهم رئيس مجلس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي الذي حل بالجزائر في زيارة دامت ساعات بداية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بدعوة من الرئيس، مثلما تعذر عليه أيضا استقبال الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، بسبب “انفلونزا حادة” حسب بيان للرئاسة.