فادي عيد
بعد الانسحاب الامريكي من سوريا بتفاهمات مع اردوغان، تكتب النهاية لقصة المتاجرة التركية بعميلهم السعودي جمال خاشقجي، وتفتح واشنطن بداية صراع جديد في سوريا بين فرنسا المتمسكة بالبقاء، وتركيا التى تستعد للتمدد، والجيش العربي السوري الذى دخل بالامس بلدة العريمة بريف منبج، وعازم على تحرير كامل اراضيه من أي محتل، وبين الصراف الالي لترامب الذى كلفه بدفع تكلفة اعمار سوريا (السعودية)، وبتأكيد الاضلاع القديمة ايران، روسيا، الاكراد ليست بعيدة عن ذلك المشهد الذي يمثل أكبر عملية خلط اوراق.
بالامس فقط خرج من تركيا ثلاث تصريحات تعكس لنا المشهد بوضوح وتأكيدا على ما نقول.
التصريح الاول _ من وزير الخارجية تشاويش اوغلو: “أن تركيا لا تعتبر قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاد بإسطنبول، أزمة سياسية بين أنقرة والرياض”، قبل أن يشير لوجود غموض حول العديد من التفاصيل المتعلقة بالقضية، مثل المتعاون المحلي، والجهة التي أمرت بارتكاب الجريمة.
– بعد أن صرح أردوغان بنفسه أكثر من مرة بمعرفته من هو الشخص المسئول بأعلى هرم فى السلطة السعودية عن مقتل خاششقجي، وكيف تم ذبحه، وكيف تم سلخه …الخ.
التصريح الثاني _ بعد تحذير مباشر من تركيا لفرنسا، تشاويش اوغلو: ليس سرا أن فرنسا تدعم وحدات حماية الشعب الكردية، وليست لدينا معلومات بشأن إرسال جنود فرنسيين جدد لهناك، لكنهم يبقون على انتشارهم الحالي، فإذا بقوا من أجل المساهمة في مستقبل سوريا، شكرا، وإذا كان ذلك لحماية وحدات حماية الشعب، فإن ذلك لن يكون مفيدا لأحد”
التصريح الثالث وهو الاخطر _ المتحدث باسم الرئاسة التركية ابراهيم قالن: “أن القوات التابعة للحكومة السورية لن تجرؤ على مهاجمة القوات التركية المتمركزة في نقاط المراقبة بمحافظة إدلب، فهم يعرفون أننا سنهدم الدنيا فوق رؤوسهم في حال قيامهم بأيّ اعتداء علينا”.
نعم أنها ثلاث تصريحات تركية تكشف بوضوح شكل الصراع الجديد فى سوريا على اثر الانسحاب الامريكي من الاراضي السورية، صراع جديد بين كافة أطراف اللعبة، صراع ستكتفي فيه الولايات المتحدة بمشاهدته من بعيد، فى ظل انشغالها بالعمل على انتهاء من صيغة “صفقة قرن” ستكون اشبه بولادة جنين مشوه، لشرق اوسط لم تعد له ملامح مستقبلية.
أخيرا وليس أخرا ما قامت به اسرائيل امس من اختبار ردة فعل روسيا السياسية قبل ردة فعل منظومات S300 و قبل دمشق نفسها، عبر اطلاق صواريخ على الاراضي السورية بالامس.
باحث ومحلل سياسي بشؤون الشرق الاوسط