العالم
تجدد المواجهات في الهند إثر دخول امرأتين معبدا هندوسيا
ـ ثيروفانانثابورام ـ اندلعت مواجهات جديدة بين متشددين هندوس والشرطة في ولاية كيرالا في جنوب الهند الخميس لليوم الثاني بعدما أثار دخول امرأتين أحد أكثر المعابد الهندوسية قدسية، غضب المتشددين.
وغداة اندلاع أعمال عنف في كيرالا بين مجموعات متخاصمة ومع الشرطة أدت إلى مقتل شخص وجرح 15 آخرين، أعلنت السلطات توقيف 266 متظاهراً في جميع أنحاء ولاية كيرالا.
وغضب متشددون هندوس الأربعاء بعد انتشار نبأ دخول امرأتين في الأربعينات ترتديان الأسود وترافقهما الشرطة، معبد ساباريمالا الواقع على تلة نائية في منطقة حرجية تضم محمية للنمور، قبيل الفجر للصلاة.
وهذه المرة الأولى التي تدخل فيها نساء في مرحلة الحيض المعبد المطلي بالذهب، منذ أن أبطلت المحكمة العليا في 28 أيلول/سبتمبر الماضي حظرا مفروضا منذ عقود.
وفي الأسابيع الماضية، اصطدمت جهود متكررة لنساء حاولن دخول المعبد بعد القرار، بقمع من جانب متشددين هندوس ما دفع الشرطة إلى مواكبة النساء.
والثلاثاء قامت عشرات آلاف النساء بتشكيل سلسلة بشرية أطلق عليها اسم “جدار النساء” في أنحاء كيرالا دعما لقرار المحكمة وللمطالبة بالسماح لهن بدخول المعبد.
وقالت شرطة كيرالا لوكالة فرانس برس إن الشخص الذي قضى الأربعاء كان يشارك في تظاهرة حزب بارتيا جاناتا (حزب الشعب الهندي) الحاكم بزعامة رئيس الحكومة نارندرا مودي.
ولاحقاً، صرّح رئيس وزراء كيرالا أن الرجل توفي بسبب نوبة قلبية بعدما نُقل مصاباً إلى المستشفى، لكن تقرير الوفاة أفاد في وقت لاحق أنه قتل جراء إصابته في الرأس.
واستخدمت الشرطة الأربعاء الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والقنابل الصوتية، بما في ذلك داخل ثيروفانانثابورام عاصمة الولاية، فيما أشعل المحتجون الإطارات وأغلقوا الطرق.
والخميس، اندلعت مواجهات بين الشرطة والمحتجين الذين مارسوا ضغوطاً على أصحاب المحلات للالتزام بدعوة من كبار القيمين على معبد ساباريمالا للإغلاق من الفجر حتى المغيب.
وبقيت معظم المحلات في الولاية مغلقة وتوقفت خدمة النقل بالحافلات.
وأفادت تقارير إعلامية أن أربعة أشخاص تعرضوا للطعن فيما رشق متظاهرون حجارة ما أدى إلى تحطيم نوافذ نحو مئة حافلة وتسبب بأضرار قُدرت قيمتها بـ33,5 مليون روبية (480 ألف دولار).
وفي مدينة كوجيكوديه الساحلية استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين.
وتعرض عشرون مكتباً تابعا للحزب الشيوعي الحاكم في الولاية لهجمات، وفق أمين عام الحزب في الولاية كودييري بالاكريشنان.
وتعرض صحافيون لاعتداءات في مدينة بالاكاد خلال تظاهرة نظمها حزب الشعب الهندي والجماعة الهندوسية المتشددة “المنظمة القومية للمتطوعين” (راشتريا سواياسيفاك سانغ)، المنظر العقائدي لحزب مودي.
ساحة معركة
اتهم رئيس حكومة ولاية كيرالا بينارايي فيجايان حزب الشعب الهندي (باراتيا جاناتا) و”المنظمة القومية للمتطوعين” بالسعي لتحويل ساباريمالا إلى “ساحة معركة”.
وانتقد فيجايان كبير مرشدي معبد ساباريمالا لقيامه بـ”طقوس تطهير” بعد دخول المرأتين إلى المعبد مشيراً إلى أنه يجب أن يستقيل إذا لم يكن مستعداً للقبول بقرار المحكمة العليا.
ويعكس الحظر على دخول النساء إلى معبد ساباريمالا، اعتقاداً لا يقتصر فقط على الهندوس، بأن النساء اللواتي يكن في سنّ الحيض غير طاهرات.
والقرار الصادر عن المحكمة في أيلول/سبتمبر جاء بعد قرارات مماثلة ألغى فيها قضاة الحظر على مثليي الجنس في العام الماضي.
وتبدأ المحكمة العليا في 22 كانون الثاني/يناير الحالي النظر في طعن بقرارها.
ولا يزال يحظر على النساء دخول عدد من المعابد الهندوسية في الهند.
وتعارض مجموعات هندوسية عدة ومعها رئيس الوزراء الهندي القومي بشدة قرار المحكمة العليا بحجة أن الأخيرة تجاهلت معتقدهم القائل إن أيابا إله معبد ساباريمالا كان عازبا. (أ ف ب)