ـ تونس ـ من سناء محيمدي ـ في خطوة مفاجئة لحركة النهضة التونسية، افاد المتحدث الرسمي باسم حركة النهضة ذات المرجعية الاسلامية، عماد الخميري في تصريح متلفز، بأن الحركة الاسلامية مع مصالحة شاملة في سوريا تحقن دماء السوريين الذين شرد منهم الملايين وقتل منهم الآلاف في أقرب وقت وتوقف الحرب الهمجية بها.
هذا وطالب المتحدث باسم الحركة، عماد الخميري، تونس، بأن تنتصر لسوريا، مشيرا إلى أن تغيير موقف الحركة يأتي في علاقة بالمستجدات الحاصلة وبمصلحة الوطن العربي، على حد تعبيره.
وأشار الخميري في حديثه إلى أن النهضة مع أن تستعيد دمشق وضعها الطبيعي في الخط العربي في ظل نظام ديمقراطي، مؤكدا أن كل ممارسة تمس بالحقوق الأساسية للإنسان بما فيه حق التنظم والاحتجاح ترفضها حركة النهضة.
ويتزامن الموقف الجديد الاخوان، مع اشتداد التوقعات بعودة سوريا الى خطها العربي خلال القمة العربية المزمع عقدها بتونس في شهر مارس/اذار المقبل، فيما يؤكد مراقبون ان النقاش يدور حاليا حول اجراءات استعادة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية بعد تجميده لأكثر من 6 سنوات.
في المقابل، ادرجت دمشق قوائم ارهاب شملت معارضين سوريين ومسؤولين عرب واجانب، على رأسهم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وشملت القائمة ايضا حركة النهضة التونسية، بحسب ما اوردت صحيفة الاخبار اللبنانية.
وذكر الموقع أن سوريا وضعت 615 شخصا و105 كيانات على “قائمة محلية” أصدرتها مؤخرا “هيئة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب”، استناداً لقراري مجلس الأمن 1267 و1373.
يشار الى ان تونس قد شهدت في فترات سابقة ظاهرة تسفير الشباب إلى بؤر التوتر والإرهاب سيما في سوريا، حيث تداخلت التفسيرات الاجتماعية بالسياسية، وتبادل الجميع الاتهامات، فأعلن البرلمان تشكيل لجنة خاصة للتحقيق في تسفير الشباب إلى بؤر التوتر منذ يناير /كانون الثاني 2017، ووجهت التهم لحركة النهضة بالأساس واعتبرت مسؤولة عن ذلك.
وفي أغسطس/اب 2017، زار وفد برلماني تونسي سوريا والتقى ببشار الأسد وقيادات أمنية رفيعة، ومن بين المواضيع التي طرحت، وفق بعض المتابعات، ملف الجهاديين التونسيين في السجون السورية، وأيضا بعض التفاصيل الأمنية التي لدى النظام السوري حول شبكات التسفير.
ويرجح مراقبون ومتابعون للشان السياسي، ان قمة تونس المنتظرة، ستفك عزلة سوريا وسترجع الى محيطها العربي، خصوصا بعد افتتاح الامارات العربية سفارتها بدمشق، وزيارة الرئيس السوداني عمر البشير لبشار الاسد مؤخرا، الى جانب زيارة منتظرة للرئيس الموريتاني لسوريا في الايام المقبلة، بحسب تصريحات سياسية.
ويرى البعض ان كل الطرق تؤدى الى دمشق، خصوصا بعد الانسحاب الامريكي من سوريا، وهو ما يثير مخاوف القادة العرب من بسط ايران وتركيا لكامل نفوذهما على بلاد الشام، ولهذا ستعمل الدول العربية على التقارب مجددا مع دمشق واحتضانها في القمة العربية.