السلايدر الرئيسيشرق أوسط

رسائل امريكية لتبريد “قلق” انسحابها من سوريا… لا مؤشرات على إحلال الجيش الاردني مكان القوات الامريكية

رداد القلاب

ـ عمان ـ من رداد القلاب ـ بعث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ، من العاصمة الاردنية عمان، مساء امس الثلاثاء، برسالة تهدئة للأردن وحلفاء امريكا في المنطقة والمنخرطون في التحالف الدولي لمكافحة الارهاب، بعد قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب المفاجئ والسريع القاضي بسحب قوات بلاده من سوريا دون تحديد خطة بديلة واضحة المعالم تجاة محاربة داعش او ايران.

وبدأ القلق الدولي جراء الانسحاب الامريكي السريع ودون سابق انذار فور زيارة وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورنس بارلي إلى العاصمة الاردنية الاسبوع الماضي ولقائها كبار المسؤولين الاردنيين بالتزامن مع اعياد الميلاد المجيدة من باب قلق الحلفاء من الانسجاب المفاجئ.

وحذرت بارلي خلال لقاء القوات الفرنسية وتعدادهم 270 عنصرا من قوات الطيران الفرنسية، المشاركة بالحرب على داعش في قاعدة (اتش 5 ) في شمال شرق منطقة الصفاوي التابعة لمدينة الازرق الحدودية مع سورية والعراق :”تنظیم “داعش ” سیكون نشيط للغایة حيث أنھم لم یھزموا بشكل كامل بعد”.

جاءت زيارة وزير الخارجية الامريكية مايك بومبيو  الى الاردن بالتزامن مع زيارة لمستشار الامن القومي جون بولتون إلى إسرائيل وتركيا ، من اجل تهدئه مخاوف الحلفاء ومنها الاردن جراء الانسحاب الامريكي وطريقته وتوقيته من سورية والمنطقة، خصوصا وان المهمة ضد داعش لم تنجز وبحسب نص استقالة وزير الدفاع الامريكي السابق جميس ماتيس.

“لا مؤشرات لدى الجيش الاردني ولا القيادة الاردنية في الحل مكان القوات الامريكية المنسحبة من سورية وتحديدا قاعدة “التنف ” الواقعة على المثلث الاردني العراقي السوري التي يشغلها نحو 2000 مقاتل امريكي حاليا او في مناطق شرق الفرات السورية إضافة الى تفكيك مخيم الركبان السورين باعاد سكانه الى المدن والقرى التي جاؤوا منها وهي الرقة وحمص وارياف حماه وحلب، وفقا للخبير في شؤون الجماعات المتطرفة الكاتب الاردني، حسن ابو هنية.

وقال الخبير ابو هنية لـ” ” ، ان دول حلفاء امريكا في المنطقة او في التحالف الدولي لمكافحة الارهاب ، يشعرون بقلق شديد تجاة السياسية الامريكية، خصوصا دول الناتو العربي دول مجلس التعاون الخليجي والاردن، ولدى تلك الدول تساؤلات حول من يملأ الفراغ الامريكي وهذا ما عبر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عندما رفض استقبال جون بولتون بسبب تصريحات حول حماية الاكراد.

وبحسب خبير الارهاب والجماعات المتطرفة، ان الاردن لديه مخاوف مثل باقي دول المنطقة من نتظيم داعش الذي بدأ بإعادة هيكلة نفسه وفق معهد دراسات الحرب الامريكية وبيان وزير الدفاع المستقيل.

واضاف ابو هنية، ان قرار ترامب خلق مشكلة في المنطقة ولدى حلفاء امريكا في المنطقة والتحالف الدولي لقتال داعش ومنها الاردن  والذي جاء بدون سابق انذار.

ووفق مصادر التحالف الدولي ضد الارهاب فان تعداد داعش في المنطقة ما بين 20 – 30 الف مقاتل في سورية والعراق وان منطقة هجين السورية، شرقي الفرات بها نحو 2500 مقاتل من داعش.

وبحسب ابو هنية فإن زيارة الوزير الامريكي لم تحمل الاعلان عن خطة بديلة  لمواجهة داعش و ايران، حيث اكتفى الوزير بومبيو بالاشارة الى التاكيد الى حزمة المساعدات الامريكية الى الاردن لـ 5 سنوات المقبلة، مشيرا الى استمرار الانسحاب الامريكي  اربع شهور مقبلة.

وقال بومبيو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني أيمن الصفدي في عمان إن “أهم التهديدات التي تواجه المنطقة هي داعش والثورة الإسلامية” الإيرانية.

ووقع خطأ خلال المؤتمر الصحافي ، في ترجمة كلمة الوزير الامريكي الذي قال المترجم: “ان الولايات المتحدة تقدر جهود الاردن تجاه ايران وانه قام بعمل هام عندما قرر طرد السفير الايراني العام الماضي ” والمقصود بحسب وزير الخارجية الاردنية فان بومبيو يقصد :” ان الاردن هام عندما اعاد السفير الاردني من طهران الى عمان ” حيث لم يقم الاردن بطرد السفير الايراني من عمان .

وأكد أن “المعركة مستمرة” مشيرا أيضا إلى أن “التحالف في مواجهة الثورة الإيرانية فعال اليوم كما كان بالأمس، وكلي أمل بأنه سيستمر بفعاليته وحتى أكثر فعالية غدا” وقال بومبيو:  إن “قرار الرئيس (دونالد ترامب) بسحب جنودنا من سوريا لا يؤثر بأي حال على قدرتنا على تحقيق ذلك”.

واضاف وزير الخارجية الأميركي الذي التقى ايضا ملك الاردن عبدالله الثاني أنه “في الأيام والأسابيع المقبلة سترون أننا نضاعف جهودنا الدبلوماسية والتجارية لتشكيل ضغط حقيقي على إيران”، بحسب ما نقلته وكالة الانباء الفرنسية في عمان.

وفاجأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجميع قبل عيد الميلاد عندما أعلن سحب القوات الأميركية المنتشرة في سوريا لمحاربة “داعش “.

وأثار هذا القرار مخاوف حلفاء الولايات المتحدة، لكن واشنطن تحاول منذ ذلك الحين تبديد مخاوف الحلفاء وباتت تتحدث عن انسحاب “سريع ”  يتمّ “على مدى 4 شهور ” تقريباً بحسب الخبير ابو هنية لـ””

كذلك سيسلم الوزير الامريكي الرسالة نفسها لكل من مصر والبحرين والامارات وقطر والسعودية وسلطنة عمان والكويت، وفقا لوزارة الخارجية الاميركية.

وغرد الرئيس الاميركي عبر “تويتر ” :”سنغادر (سوريا) بوتيرة ملائمة، على أن نواصل في الوقت نفسه قتال تنظيم الدولة الاسلامية، والتصرّف بحذر والقيام بما هو ضروري بالنسبة لباقي الأمور”.

وقال المتحدث باسم البنتاغون الميجور شون روبرتسون لوكالة فرانس برس الاثنين إن قوات التحالف المناهضة لتنظيم الدولة الاسلامية بقيادة واشنطن مستمرة في تقديم مساعدة “للشركاء السوريين بدعم جوي وضربات مدفعية في وادي الفرات”.

ويساعد التحالف قوات سوريا الديموقراطية، وهي تحالف كردي عربي مدعوم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، في قتالها ضد تنظيم الدولة الاسلامية في هذه المنطقة الحدودية مع العراق.

ورفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، استقبال مستشار الامن القومي الامريكي جون بولتون ، وقال :” إن تركيا مصممة على “تحييد” الجماعات “الإرهابية”، بما في ذلك وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية، وهي تحالف كردي عربي مدعوم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

وتسعى إدارة ترامب إلى تعزيز مفهوم تحالف الشرق الاوسط الاستراتيجي لمواجهة نفوذ إيران في المنطقة، على غرار حلف الاطلسي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق