السلايدر الرئيسيشرق أوسط
فلسطين: عجز النظام الدولي تنفيذ قرارات الشرعية الدولية يشكل غطاءاً لتعميق نظام الفصل العنصري
فادي ابو سعدى
المبعوث الأمريكي غرينبلات: “على السلطة الفلسطينية الاعتراف بالواقع“
ـ رام الله ـ من فادي ابو سعدى ـ قالت الخارجية الفلسطينية أن أركان اليمين الحاكم في إسرائيل يواصل استخفافهم بمبدأ حل الدولتين تحت شعار أنه “عفا عليه الزمن ولن يصلح للواقع السياسي الراهن”، ويتنذرون من التصريحات التي تطالب بتحقيق السلام على أساس حل الدولتين ويعتبرونها “بكل بساطة غير صالحة”، هذا ما قاله رئيس الكنيست الإسرائيلي “يولي ادلشتين ” الذي ينتمي إلى حزب الليكود الحاكم، مدعياً في فذلكة كلامية ومطالباً بالتفكير “خارج الصندوق”.
وأكدت أن سلطات الإحتلال الإسرائيلي تواصل عمليات وأد وإعدام أية فرصة لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين من خلال التغول في تعميق الإستيطان وتوسيعه في الأرض الفلسطينية المحتلة، والعمل لزيادة أعداد المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة إلى ما يقارب المليون، وفرض السيطرة الإسرائيلية الكاملة على المناطق المحتلة المصنفة ج التي تُشكل أكثر من 60% من مساحة الضفة الغربية، وتحرم المواطنين الفلسطينيين من إستغلال أراضيهم الواقعة في تلك المنطقة، وتقوم أيضاً بعمليات تطهير عرقي وتهجير قسري للفلسطينيين من تلك المنطقة وإحلال المستوطنين مكانهم.
كما تواصل عمليات التهويد واسعة النطاق للقدس الشرقية المحتلة ومحيطها وفصلها عن إمتدادها الطبيعي الفلسطيني من جميع الجهات، يُضاف إلى ذلك التحكم والسيطرة بالموارد الطبيعية الفلسطينية فوق الأرض وما تحتها، وعمليات إستباحة جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة والتنكيل المتواصل لخنق حياة الفلسطينيين والتضييق عليها لدفعهم إلى الهجرة من وطنهم، ليخرج علينا المسؤولين الإسرائيليين بتذاكي لا يستطيع إخفاء العقلية الإستعمارية التي ترسم سياساتهم وتصريحاتهم ومواقفهم ليتفاخرو بعد كل ذلك بأن مصطلح حل الدولتين قد عفا عليه الزمن، دون أن يصارحوا المسؤولين الدوليين بأن الإحتلال يواصل تأسيس وتعميق نظام فصل عنصري بغيض بحق الفلسطينيين كبديل لحل الدولتين.
وعبرت الخارجية في بيان رسمي عن إدانتها لسياسات الإحتلال وجرائمه المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية والإنسانية، معبرة عن إستغرابها الشديد من الصمت الدولي على تلك الجرائم التي تهدد الأمن والسلم الدوليين، ومن تقاعس المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة ومجالسها عن تنفيذ المئات من قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالحالة في فلسطين، وأيضاً من عدم تحميل دولة الإحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن جرائمها وانتهاكاتها ونتائجها على فرص تحقيق السلام على أساس حل الدولتين.
واعتبرت ان عجز المجتمع الدولي عن تحمل مسؤولياته السياسية والقانونية تجاه شعبنا ومعاناته وحقوقه بات يُشكل غطاءاً لتمادي سلطات الإحتلال في تقويض فرص إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة على حدود الرابع من حزيران 1967 بعاصمتها القدس الشرقية المحتلة، بما يمثله ذلك من مخاطر وتهديدات جدية للسلام وثقافته في المنطقة برمتها.
لكن الأمر لا يتوقف على التصريحات من الإسرائيليين وحسب، فقد هاجم المبعوث الأمريكي الخاص جيسون غرينبلات، السلطة الفلسطينية وادعى أنها ترفض الاعتراف بالواقع. وكتب غرينبلات على حسابه في تويتر، إن التصريحات الفلسطينية حول زيارة المستشار القومي الأمريكي، جون بولتون، لإسرائيل، والتي قام خلالها بجولة في البلدة القديمة في القدس، بما في ذلك أنفاق الحائط الغربي والمنطقة المحيطة بها، تشير إلى أن الفلسطينيين ليسوا جادين في عملية السلام. وأضاف: “لا يمكن شطب الحقيقة والتاريخ. حان الوقت لإظهار الجدية”.