شرق أوسط

طائرة مسيرة تهاجم قاعدة عسكرية حكومية في اليمن وتوقع ستة قتلى

ـ قاعدة العند الجوية ـ شن المتمردون اليمنيون الخميس هجوما بطائرة دون طيار على قاعدة عسكرية حكومية في محافظة لحج في جنوب اليمن خلال عرض عسكري، ما تسبب بمقتل ستة أشخاص وإصابة آخرين بجروح.

ويخشى من تصعيد بعد هذه العملية التي تتزامن مع جهود الأمم المتحدة لإعطاء دفع لتطبيق اتفاقات السويد بين الحكومة اليمنية والمتمردين.

وأكد مصور لوكالة فرانس برس كان موجودا في المكان أن الطائرة اقتربت بسرعة من منصة الحفل التي كان عليها عشرات من العسكريين والمسؤولين المحليين، قبل أن تنفجر فوقها.

وقتل ستة جنود يمنيين في الهجوم وأصيب 12 شخصا بجروح بينهم ضباط ومسؤولون محليون، بحسب ما ذكرت مصادر في مستشفى ابن خلدون في الحوطة، مركز محافظة لحج.

وقال مصور فرانس برس أن النيران اشتعلت في الطائرة بعد انفجارها، فيما شوهدت قطع معدنية تتناثر منها. ويمكن في شريط الفيديو الذي التقطه المصور رؤية جندي يبدو مصابا، مع بقعة من الدماء على كتفه. بينما سادت فوضى على المنصة.

وسارع جنود مذعورون إلى نقل المصابين من زملائهم إلى السيارات.

ودان وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا معمر الإرياني الهجوم في تغريدة على حسابه على موقع “تويتر”.

ورأى الوزير أن “توقيت هذا العمل الإرهابي يمثل ضربة قوية لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص لحل الأزمة اليمنية”.

وبحسب الإرياني، فإن الهجوم “تأكيد على أن هذه الميليشيا الحوثية لا تؤمن بلغة السلام”، متعهدا برد قوي من الحكومة.

وأصيب نائب رئيس هيئة الأركان اليمني صالح الزنداني ومحافظ لحج أحمد التركي والعميد في الاستخبارات صالح طماح وقائد المنطقة العسكرية الرابعة فاضل حسن في الهجوم.

وكان مصدر من القوات الموالية للحكومة قال في وقت سابق أن رئيس الأركان في الجيش الموالي لحكومة عبد ربه منصور هادي، اللواء عبد الله النخعي كان حاضرا. لكن لم تتوفر معلومات حتى الآن عن مصيره.

وأعلنت قناة “المسيرة” الناطقة باسم المتمردين الحوثيين في تغريدة على حسابها على موقع تويتر أن “سلاح الجو المسير نفذ هجوماً على تجمعات للغزاة والمرتزقة في قاعدة العند بلحج”.

وكتبت وكالة أنباء “سبأ” التابعة للمتمردين أنه تم التأكد من “إصابة تجمعات العدو بدقة عالية ووقوع عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم بينهم قيادات”.

وبعدها، نقلت “المسيرة” عن المتحدث باسم “القوات المسلحة” في صفوف المتمردين أن العملية “جاءت ردا على استمرار غارات العدوان واستهداف المواطنين الأبرياء وتصعيد المرتزقة في الجبهات”.

وقاعدة العند هي أكبر قاعدة عسكرية في البلاد. وسيطر عليها المتمردون الحوثيون خلال تقدمهم في جنوب اليمن عام 2015 لبعض الوقت، لكن القوات الموالية للحكومة اليمنية المدعومة من السعودية استعادت السيطرة عليها في العام ذاته.

 “تقدم كبير”

ويأتي الهجوم بعد يوم على مطالبة موفد الامم المتحدة الى اليمن البريطاني مارتن غريفيث الأربعاء طرفي النزاع في اليمن، بالدفع لتحقيق “تقدم كبير” بعد الاتفاقات التي تم التوصل اليها في كانون الأول/ديسمبر في السويد.

وقال غريفيث أمام مجلس الأمن عبر الدائرة المغلقة، إنه لا بد من إحراز “تقدم كبير” قبل جولة مفاوضات جديدة.

وقال مساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية البريطاني مارك لوكوك، أن “اكثر من 24 مليون شخص لا يزالون يحتاجون الى مساعدة إنسانية، اي أكثر من ثمانين في المئة من السكان، بينهم عشرة ملايين على حافة المجاعة”.

وحققت الأمم المتحدة اختراقا في الثالث عشر من كانون الاول/ديسمبر بعد ثمانية أيام من محادثات في السويد بين وفد من حكومة عبد ربه منصور هادي والمتمردين الحوثيين.

وبموجب الاتفاق، دخل وقف لإطلاق النار حيز التنفيذ في الثامن عشر من كانون الاول/ديسمبر في مدينة الحديدة في غرب اليمن على البحر الاحمر، على ان يلتزم المقاتلون الانسحاب من المنطقة التي ستدخلها بعثة مراقبة تابعة للامم المتحدة. كما اتفق الطرفان على تبادل أسرى.

لكن باستثناء وقف إطلاق النار الهش في الحديدة، لم تطبق بنود الاتفاق الأخرى بعد.

وعبر سكان في الحديدة الخميس لوكالة فرانس برس عن مخاوفهم من انهيار الهدنة.

وقال محمد علي “نخشى من انهيار الاتفاق الموقع بين الحوثيين والمقاومة (القوات الموالية للحكومة). الناس يترقبون بقلق بالغ ولا يوجد ما يطمئن على أرض الواقع”.

وقال علي صالح من جهته “سنظل في خوف ورعب من الحرب”، في حال عدم تطبيق الاتفاق.

وبدأت المعارك بين الحوثيين المدعومين من إيران والقوات اليمينة في 2014، وشهدت تصعيدا في 2015 بهروب هادي إلى السعودية مع سيطرة الحوثيين على أجزاء كبيرة من البلاد، وتدخل تحالف بقيادة السعودية عسكريا في البلاد دعما للحكومة.

ومنذ ذلك الحين، قتلت الحرب حوالى 10 آلاف شخص، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، رغم أن منظمات حقوق الإنسان تقول إن عدد القتلى الحقيقي قد يبلغ خمسة أضعاف ذلك. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق