ليونيد بيرشيدسكي
جاءت خطط شركة «آبل» التي أعلنت مؤخراً اعتزامها تقليص إنتاج هواتف «آيفون» بواقع 10 في المائة بدءاً من الربع الأول من عام 2019 لتوضح أن قاعدة الشركة من العملاء الأوفياء ليست بالمعين الذي لا ينضب الذي تستطيع أن تغترف منه الشركة إلى الأبد.
إن شركة بحجم «آبل» تحتاج إلى أن تكون منافساً شرساً في جميع الأسواق الأخرى التي توجد فيها من دون الاعتماد على تأثير شبكة عملائها الواسعة. فسواء ألقيت باللائمة على الرياح المعاكسة في الأسواق الكبرى مثل الصين، أو ألقيت باللائمة على الأخطاء التي ارتكبتها الشركة نفسها، أو ألقيت باللائمة على السببين مجتمعين، فإن «آبل» تبدو على وشك السقوط من على طاولة أعلى مبيعات الهواتف الذكية في العالم.
تعتبر الشركة ثالث أكبر مورد بعد «سامسونغ» و«هواوي» بعد أن فقدت المركز الثاني لصالح العملاق الصيني بداية العام الحالي. فإذا لم تستطع الشركة بيع العدد الكبير الذي تستهدفه وبتلك الأسعار المرتفعة، وإن لم تتغير الأسعار، ستتمكن الكثير من الشركات الأخرى من القفز فوقها كما حدث في الصين. وعلى المديين المتوسط والبعيد، سيتسبب ذلك التراجع بإضعاف قدرة «آبل» على الاستفادة من الهالة الكبيرة التي أوجدتها قاعدتها العريضة التي تقدر بنحو مليار جهاز «آيفون» يجرى استخدامه حول العالم حتى نهاية العام الماضي.
وفي أسواق الشركة الأخرى، فإن منتجاتها وخدماتها ستنافس إنتاج غيرها من الشركات بحسب مزاياها الخاصة بمساعدة أقل من تأثيرات شبكة عملائها التي تدفع مستخدمي «آيفون» إلى اقتناء «آبل» دون غيرها.
سوف تحتاج الشركة إلى مواجهة حقيقية مفادها أن عدداً محدوداً من منتجات «آبل» تتنافس مع مستخدمي الهواتف غير «آيفون». ربما أن أفضل مثال على الطريقة التي يمكن لهواتف «آيفون» من خلالها المنافسة هي سوق السماعات. فسماعات «آبل آي بود» هيمنت على 83 في المائة من مبيعات الأجهزة اللاسلكية، وتحتل الشركة الصدارة أيضاً في إنتاج السماعات ماركة «بيتس»؛ مما يجعلها أحد الثلاثة الكبار في الأسواق إلى جانب شركتي «سوني» و«هارمان».
على الرغم من المساعدة التي تحصل عليها الشركة من قاعدة مستخدميها، وعلى الرغم من استراتيجية التسويق الناجحة في الولايات المتحدة، فإن شركة «آبل ميوزيك» لم تتمكن من الحصول على حصة سوقية كبيرة من شركة «سبوتيفاي» واكتفت بنصف عدد مشتركي منافستها في مجال البث الموسيقي. وفي مبيعات السماعات الذكية، تأتي شركة «آبل» خلف شركتي «أمازون» و«غوغل» بفارق كبير، وفي مبيعات أجهزة الكومبيوتر الشخصي، تحتل «آبل» المرتبة الخامسة من حيث الإنتاج.
لم تحقق «آبل» نجاحاً كبيراً بعد هاتف «آيفون» وجهاز الكومبيوتر اللوحي «آي باد» إلا في الإلكترونيات القابلة للارتداء، حيث احتلت ساعة اليد «آبل واتش» المرتبة الأولى عالمياً. لكن هذه الساعة مرتبطة باستخدام «آيفون»؛ مما يعني أن الشركة ليست في مأمن من منافسة غيرها من الشركات التي تنتج ساعات قابلة للعمل مع مختلف أنواع الهواتف.
وهذا يعني حتمية المنافسة بصور أكبر تأثيراً في النوعية والسعر في مجال سماعات الأذن والسماعات الذكية وأجهزة الكومبيوتر الشخصي لتقف في وجه «سبوتيفاي» في مجال الصوتيات. كذلك، عليها أن تعمل على تحسين النوعية في سعيها إلى توسيع خياراتها الموسيقية، وفي النهاية إطلاق خدمة اشتراكات للمقاطع المصورة لتقف على قدم المساواة مع شركة «نيتفليكس».
بدأت شركة «آبل» العام الحالي في السير في ذلك الاتجاه. فمثلاً ستكون مقاطع «آي تيونز» المصورة متاحة على أجهزة تلفزيون «سامسونغ» الذكية، في حين ستبدأ الأجهزة من إنتاج الشركات المنافسة في العمل والتوافق تقنياً مع أجهزة «إير بلاي» و«هومكيت» من إنتاج «آبل»؛ مما يسمح لمستخدمي «آيفون» بمشاهدة محتويات من مختلف الأجهزة التلفزيونية، وكذلك تشغيل جميع الأجهزة المنزلية الذكية.
لكن كل ذلك لا يمثل سوى خطوة صغيرة في سبيل تحقيق الاستقلال الذي تحتاجه شركة «آبل» لكي تصبح شركة خدمية بصورة كاملة على غرار شركات أصغر منها حجماً مثل «سبوتيفاي» و«نيتفليكس».
إن النأي بالنفس عن الاعتماد على هاتف «آيفون» سيكون تجربة مؤلمة، ليس فقط لأن أسواق المال سيعاقبها على تفاؤلها الذي دام طويلاً فحسب، بل أيضاً بسبب ازدياد أهمية كل سوق تعمل فيه الشركة.
لن يستطيع ظل «آيفون» الضخم مداراة الأخطاء كما كان يحدث في السابق، وستصبح المنافسة في مواجهة لاعبين متخصصين ضرورة لا مفر منها، وسيتطلب الوضع الجديد تركيزاً أكبر من قبل العاملين في خطوط إنتاج «آبل» والمزيد من المهام المتعددة من مديرها تيم كوك إن أراد أن تسير الأمور في ذلك الاتجاه.
* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»
إن شركة بحجم «آبل» تحتاج إلى أن تكون منافساً شرساً في جميع الأسواق الأخرى التي توجد فيها من دون الاعتماد على تأثير شبكة عملائها الواسعة. فسواء ألقيت باللائمة على الرياح المعاكسة في الأسواق الكبرى مثل الصين، أو ألقيت باللائمة على الأخطاء التي ارتكبتها الشركة نفسها، أو ألقيت باللائمة على السببين مجتمعين، فإن «آبل» تبدو على وشك السقوط من على طاولة أعلى مبيعات الهواتف الذكية في العالم.
تعتبر الشركة ثالث أكبر مورد بعد «سامسونغ» و«هواوي» بعد أن فقدت المركز الثاني لصالح العملاق الصيني بداية العام الحالي. فإذا لم تستطع الشركة بيع العدد الكبير الذي تستهدفه وبتلك الأسعار المرتفعة، وإن لم تتغير الأسعار، ستتمكن الكثير من الشركات الأخرى من القفز فوقها كما حدث في الصين. وعلى المديين المتوسط والبعيد، سيتسبب ذلك التراجع بإضعاف قدرة «آبل» على الاستفادة من الهالة الكبيرة التي أوجدتها قاعدتها العريضة التي تقدر بنحو مليار جهاز «آيفون» يجرى استخدامه حول العالم حتى نهاية العام الماضي.
وفي أسواق الشركة الأخرى، فإن منتجاتها وخدماتها ستنافس إنتاج غيرها من الشركات بحسب مزاياها الخاصة بمساعدة أقل من تأثيرات شبكة عملائها التي تدفع مستخدمي «آيفون» إلى اقتناء «آبل» دون غيرها.
سوف تحتاج الشركة إلى مواجهة حقيقية مفادها أن عدداً محدوداً من منتجات «آبل» تتنافس مع مستخدمي الهواتف غير «آيفون». ربما أن أفضل مثال على الطريقة التي يمكن لهواتف «آيفون» من خلالها المنافسة هي سوق السماعات. فسماعات «آبل آي بود» هيمنت على 83 في المائة من مبيعات الأجهزة اللاسلكية، وتحتل الشركة الصدارة أيضاً في إنتاج السماعات ماركة «بيتس»؛ مما يجعلها أحد الثلاثة الكبار في الأسواق إلى جانب شركتي «سوني» و«هارمان».
على الرغم من المساعدة التي تحصل عليها الشركة من قاعدة مستخدميها، وعلى الرغم من استراتيجية التسويق الناجحة في الولايات المتحدة، فإن شركة «آبل ميوزيك» لم تتمكن من الحصول على حصة سوقية كبيرة من شركة «سبوتيفاي» واكتفت بنصف عدد مشتركي منافستها في مجال البث الموسيقي. وفي مبيعات السماعات الذكية، تأتي شركة «آبل» خلف شركتي «أمازون» و«غوغل» بفارق كبير، وفي مبيعات أجهزة الكومبيوتر الشخصي، تحتل «آبل» المرتبة الخامسة من حيث الإنتاج.
لم تحقق «آبل» نجاحاً كبيراً بعد هاتف «آيفون» وجهاز الكومبيوتر اللوحي «آي باد» إلا في الإلكترونيات القابلة للارتداء، حيث احتلت ساعة اليد «آبل واتش» المرتبة الأولى عالمياً. لكن هذه الساعة مرتبطة باستخدام «آيفون»؛ مما يعني أن الشركة ليست في مأمن من منافسة غيرها من الشركات التي تنتج ساعات قابلة للعمل مع مختلف أنواع الهواتف.
وهذا يعني حتمية المنافسة بصور أكبر تأثيراً في النوعية والسعر في مجال سماعات الأذن والسماعات الذكية وأجهزة الكومبيوتر الشخصي لتقف في وجه «سبوتيفاي» في مجال الصوتيات. كذلك، عليها أن تعمل على تحسين النوعية في سعيها إلى توسيع خياراتها الموسيقية، وفي النهاية إطلاق خدمة اشتراكات للمقاطع المصورة لتقف على قدم المساواة مع شركة «نيتفليكس».
بدأت شركة «آبل» العام الحالي في السير في ذلك الاتجاه. فمثلاً ستكون مقاطع «آي تيونز» المصورة متاحة على أجهزة تلفزيون «سامسونغ» الذكية، في حين ستبدأ الأجهزة من إنتاج الشركات المنافسة في العمل والتوافق تقنياً مع أجهزة «إير بلاي» و«هومكيت» من إنتاج «آبل»؛ مما يسمح لمستخدمي «آيفون» بمشاهدة محتويات من مختلف الأجهزة التلفزيونية، وكذلك تشغيل جميع الأجهزة المنزلية الذكية.
لكن كل ذلك لا يمثل سوى خطوة صغيرة في سبيل تحقيق الاستقلال الذي تحتاجه شركة «آبل» لكي تصبح شركة خدمية بصورة كاملة على غرار شركات أصغر منها حجماً مثل «سبوتيفاي» و«نيتفليكس».
إن النأي بالنفس عن الاعتماد على هاتف «آيفون» سيكون تجربة مؤلمة، ليس فقط لأن أسواق المال سيعاقبها على تفاؤلها الذي دام طويلاً فحسب، بل أيضاً بسبب ازدياد أهمية كل سوق تعمل فيه الشركة.
لن يستطيع ظل «آيفون» الضخم مداراة الأخطاء كما كان يحدث في السابق، وستصبح المنافسة في مواجهة لاعبين متخصصين ضرورة لا مفر منها، وسيتطلب الوضع الجديد تركيزاً أكبر من قبل العاملين في خطوط إنتاج «آبل» والمزيد من المهام المتعددة من مديرها تيم كوك إن أراد أن تسير الأمور في ذلك الاتجاه.
* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»
الشرق الأوسط