السلايدر الرئيسيتحقيقات
معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام: المغرب يحتل المرتبة الثانية في الانفاق العسكري بإفريقيا
فاطمة الزهراء كريم الله
ـ الرباط ـ من فاطمة الزهراء كريم الله ـ جاء في تقرير لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، أن المغرب المرتبة الثانية إفريقيا على مستوى الإنفاق العسكري بمعدل إنفاق يتجاوز 3.5 مليارات دولار سنويا منذ عام 2012، وذلك بعدما حافظت الجزائر حافظت على الصدارة في الإنفاق العسكري بالقارة الإفريقية عند حدود عشرة مليارات دولار سنويا منذ عام 2012، منها 10 في المائة لصالح استيراد السلاح.
وبحسب تقرير المعهد، تعد الولايات المتحدة أكبر مصدر للسلاح إلى دول المنطقة (أكثر من 60 في المائة)، تليها بريطانيا بنسبة 23 في المائة، وبفارق كبير عن دول غربية أخرى، أبرزها ألمانيا، وفرنسا وإسبانيا، وإيطاليا بنسبة 15 في المائة.
وتابع التقرير: “تعتبر المملكة المغربية، ثاني أكبر مستورد للسلاح في القارة الأفريقية، حيث تشتري وحدها ما يربو على 15% من الترسانة العسكرية التي تشتريها جلّ دول القارة مجتمعة. وفي نفس السياق، يعمل المغرب على اتباع خطى جاره الجزائري، حيث أنه يفكّر في دفع الاستثمارات في مجال الأسلحة خلال السنوات القادمة”.
يشار إلى أنه خلال السنوات الأخيرة خصصت الرباط ميزانية ضخمة بُغية الرفع من القدرات العسكرية وتحديث الأسطول الحربي المغربي، الذي بات يتموقع ضمن أقوى الجيوش الإفريقية.
ويسعى المغرب، إلى تنويع مصادر السلاح للاستفادة من تجارب مختلفة في الصناعة الحربية، إذ يحتل المرتبة التاسعة بين الدول التي تقبل على السلاح الأمريكي، وكشف أنه بالنسبة إلى عقود السلاح التي تسلمها خلال الفترة ما بين 2008 و2011، بلغت قيمتها 5.1 مليار دولار أمريكي، وتظهر بعض التقارير، أن المسؤولين المغاربة يفضلون السلاح الأمريكي المعروف بقوة فعاليته، مقارنة مع أنواع أخرى من الأسلحة التي لا ترقى إليه.
وتعد فرنسا البلد الوحيد ضمن الدول الأوروبية التي لا تفرض شروطا على المغرب عند عقد صفقات السلاح، ولا تتأثر مبيعات الأسلحة الفرنسية للمغرب بالأزمات الدبلوماسية، مما يدفع المغرب إلى الحفاظ على فرنسا مصدرا رئيسيا للسلاح المتطور، وهو ما كشفه تقرير برلماني فرنسي خاص بسنة 2013 أظهر أن المغرب ثالث زبون للسلاح الفرنسي سنة 2013. كما أن جودة السلاح والتعهد بالصيانة على مدى سنوات يدفع المغرب إلى التركيز في صفقاته على النوعية وليس الكمية.
هذا و دخل في مارس/ آذار 2017، أي مباشرة بعد الزيارة الناجحة للعاهل المغربي الملك محمد السادس إلى روسيا وهي الزيارة التي خصصت لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين على ضوء التحولات الجيوسياسية في المنطقة. في مفاوضات مع روسيا للحصول على أحدث أنواع الأسلحة، منها الغواصة أمور 1650، ومنظومة الصواريخ المتطورة أس 80 التي تُطلق من الغواصات، وذلك ضمن السياق العام لسياسة توسيع وتنويع دائرة الشركاء التي حددها العاهل المغربي.
وجاء في سائل إعلام روسية، أن المفاوضات بين الرباط وموسكو حول هذه الصفقة، التي تستهدف تطوير القدرات القتالية للجيش المغربي وتعزيز ترسانته الدفاعية بأسلحة متطورة من مصادر مختلفة، قطعت أشواطا كبيرة باتجاه الاتفاق النهائي.
كما دخل المغرب في مفاوضات أخرى مع روسيا للحصول على أحدث أنواع الأسلحة، منها الغواصة أمور 1650، ومنظومة الصواريخ المتطورة أس 80 التي تُطلق من الغواصات.
وقد كشفت تقارير روسية، أن المملكة تستعد لاقتناء طائرات “ميغ 35” حديثة الصنع. وتنتمي طائرات “ميغ 35” إلى “الجيل 4++” من المقاتلات الخفيفة، وتستطيع أن تُحقق النجاح أثناء المعركة الجوية، كما تقدر على قصف الأهداف الأرضية والبحرية بالصواريخ الموجهة دقيقة التصويب دون أن تدخل إلى مجال عمل مضادات الطيران المعادية.
وكشفت مواقع متخصصة في الشؤون العسكرية، أن العديد من دول منطقة شمال إفريقيا من بينها المغرب أبدت اهتماما لشراء مقاتلات “ميغ 35″، نظرا لانخفاض أسعارها وتكاليف الصيانة، إضافة إلى أدائها المتميز.
من جهة أخرى، كشفت مصادر عسكرية، أن المغرب انخرط في مشاريع للتصنيع الحربي مع مجموعة من الدول، مثل الهند
ويرى مراقبون أن المغرب دخل على خط المنافسة مع الجزائر في التسليح، سيزيد من تموقع المغرب كقوة في مناخ إقليمي مضطرب، في وقت بات فيه رقما صعبا على مستوى تنظيم مناورات عسكرية ضخمة، باعتباره أول بلد عربي وإفريقي يحصل على عضوية الحلف الأطلسي. مؤكدين على أن دخول المغرب في سباق التسلح مع الجزائر، تمليه التحديات الأمنية، سواء الداخلية أو الخارجية التي تواجه المغرب، لاسيما المتعلقة بتأمين الحدود، في ظل استمرار غياب الاستقرار في دول مجاورة، فضلا عن مواجهة الإرهاب، والتصدي للمحاولات الانفصالية التي تقودها جبهة “البوليساريو” في الصحراء الغربية.
في اتصال مع صحيفة “” أكد الخبير المغربي في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، عبدالرحمن المكاوي، أن سعي بلاده إلى تنويع ترسانتها العسكرية وتطويرها، راجع بالأساس إلى مجموعة من التحديات من بينها محاربة الانفصال، المتمثل في جبهة «البوليساريو»، بالإضافة إلى تحدي تأمين الحدود ومكافحة الإرهاب في وقت تعرف فيه المنطقة والدول المجاورة اضطرابات الأمنية.
وأضاف المكاوي، أن بلاده في الواجهة مع شبكات تهريب المخدرات وشبكات تهريب البشر، كلها عوامل تدفع بالمغرب إلى التطوير من ترسانته العسكرية.