العالم
واشنطن ستجبر طالبي اللجوء على البقاء في المكسيك بانتظار بت طلباتهم
ـ واشنطن ـ ستجبر الإدارة الأمريكية اعتبارا من الجمعة مقدمي طلبات اللجوء إلى الولايات المتحدة على البقاء في الأراضي المكسيكية بانتظار البت في طلباتهم، في إجراء جديد يهدف إلى ردع الهجرة غير الشرعية عبر الحدود الجنوبية.
ويأتي تطبيق هذه الإجراءات بينما توقف عدد من الإدارات الفدرالية عن العمل بسبب النزاع بين الديموقراطيين في الكونغرس والبيت الأبيض حول تمويل جدار على الحدود مع المكسيك لمنع دخول المهاجرين.
وقال مسؤول في وزارة الأمن الداخلي طلب عدم كشف هويته إن الإجراءات الجديدة التي أعلن عنها في كانون الأول/ديسمبر ستطّبق أولا عند معبر تيخوانا سان ايسيدرو في جنوب سان دييغو.
وشهد هذا المعبر العام الماضي تدفّق عشرات آلاف القادمين من أمريكا الوسطى لطلب اللجوء إلى الولايات المتحدة. وتهدف الإدارة الأمريكية من هذا الإجراء إلى منع المهاجرين من البقاء على أراضيها بمجرّد تقديمهم طلبات اللجوء.
وتقول وزارة الأمن الداخلي الأمريكية إن الغالبية العظمى من مقدّمي طلبات اللجوء لا تحضر جلسات البت في الطلبات، وإن هؤلاء يتوارون ويتغلغلون في المجتمع الأمريكي ما ان يدخلوا الأراضي الأمريكية.
كذلك تقول الوزارة إن ثمانين بالمئة على الأقل من طلبات اللجوء، وغالبية مقدّميها من اللاجئين الفقراء الهاربين من أعمال العنف في هندوراس وغواتيمالا والسلفادور، لا تستوفي الشروط.
ومع تراكم نحو 800 ألف طلب لجوء لم يدرس بعد، قد يستغرق درس الطلبات الجديدة للمهاجرين الذين ستشملهم الإجراءات الجديدة أشهرا إن لم يكن سنوات.
وتأمل الإدارة الأمريكية بأن تشكل هذه الإجراءات رادعا للمهاجرين الذين يقطعون مسافات طويلة بعيدا عن بلدانهم لتقديم طلبات لجوء إلى الولايات المتحدة.
“إجراء غير مسبوق”
وقالت وزيرة الأمن الداخلي كريستين نيلسن في بيان “وضعنا إجراء غير مسبوق في مواجهة الأزمة الإنسانية والأمنية عند حدودنا الجنوبية”.
وأضافت “لأمد طويل جدا استغل المهرّبون، ومن يقومون بالتجار بالبشر، ومن لا يحق له البقاء في الولايات المتحدة نظام الهجرة الأمريكي”.
وقد تريّثت الإدارة الأمريكية في تطبيق الإجراءات الجديدة بانتظار تولّي الرئيس المكسيكي الجديد أندريس مانويل لوبيز أوبرادور منصبه.
وبحسب توجيهات الوزارة ستطبَّق “البروتوكولات الخاصة بالمهاجرين” على كل من يعبر الحدود من المكسيك برا ممَّن لا يحملون وثائق هجرة.
ويشمل ذلك كل من يقدّمون طلب حماية خلال دراسة ملفّهم باستثناء من يصنَّفون عرضة للاضطهاد أو التعذيب في المكسيك.
ولا يخضع الأطفال الذين لا يرافقهم ذووهم لهذه الإجراءات.
وبحسب توجيهات الوزارة فإن هذه الإجراءات “ستسمح لوزارة الأمن الداخلي بمساعدة من يستوفون شروط طلب اللجوء والأفراد الهاربين من الاضطهاد بشكل أكثر فاعلية، بما أن المهاجرين الذين لا يستوفون الشروط ومقدّمي الطلبات الاحتيالية لن يكون لديهم الدافع للقيام بالرحلة” بعيدا عن بلدانهم.
ويأتي ذلك وسط معركة سياسية بين ترامب والديموقراطيين في الكونغرس بشأن طلب الرئيس تمويل جدار حدودي بمليارات الدولارات على طول الحدود مع المكسيك لمنع عبور المهاجرين السريين.
وأدى ذلك إلى شلل ربع الإدارات الفدرالية بسبب رفض ترامب التوقيع على قانون موازنة لا يتضمن مبلغ 5,7 مليار دولار لبناء الجدار.
ويعارض الديموقراطيون حتى الآن هذا الجدار الذي يعتبرونه “لا أخلاقي” و”غير فعال”. وهم يقترحون تمويل إجراءات أخرى للمراقبة والأمن على الحدود وخصوصا عند نقاط الدخول. (أ ف ب)