العالم
البابا يختتم زيارته لبنما بلقاء مئات آلاف الشباب
فضائح التعديات الجنسية من قبل كهنة آلمت الكنيسة
ـ بنما ـ اختتم البابا فرنسيس الأحد زيارة لبنما استمرّت خمسة أيام وأقر خلالها بأن فضائح التعديات الجنسية من قبل كهنة آلمت الكنيسة، بقداس شارك فيه مئات آلاف الشباب.
وقبيل مغادرته بنما دعا البابا إلى “حل عادل وسلمي” في فنزويلا التي تشهد اضطرابات ونزاعا بين الرئيس نيكولاس مادورو ورئيس البرلمان المعارض خوان غوايدو الذي اعلن نفسه رئيسا بالوكالة.
وقال البابا خلال “الأيام العالمية للشبيبة” في بنما “حيال الوضع الخطير الذي تمر به (البلاد)، أطلب من الرب إيجاد حل عادل وسلمي لتجاوز الأزمة مع احترام حقوق الانسان”.
ولا يريد البابا فرنسيس الانحياز لأي من طرفي النزاع في فنزويلا رغم الانتقادات الحادة التي وجّهتها الكنيسة الفنزويلية لنظام مادورو الاشتراكي مع ما تشهده البلاد من انهيار اقتصادي.
وخلال عظته الأسبوعية ذكر البابا “الطلاب الشباب” الذين قضوا في تفجير سيارة مفخخة استهدف أكاديمية لتدريب الشرطة في بوغوتا الخميس أدى إلى مقتل 18 شخصا على الأقل، وقال “مرة جديدة يغرق المجتمع المسيحي في الحداد”.
قداس حاشد
وأحيا البابا الذي اعترف السبت بأن الكنيسة الكاثوليكية “ممزقة بخطيئتها” في قضايا التعديات الجنسية قداسا حاشدا في إحدى ضواحي مدينة بنما.
وقال “أسألكم ألّا تسمحوا لحماسة الأيام (العالمية للشبيبة) هذه أن تبرد”، متوّجها إلى حشود ملأت “ساحة القديس يوحنا بولس الثاني” وحوّلتها إلى بحر من الأعلام.
وقال البابا “عودوا إلى رعاياكم ومجتمعاتكم، إلى عائلاتكم وأصدقائكم، وشاركوهم هذه التجربة، لكي ينعم آخرون بقوتكم وحماستكم”، مضيفا “ورجاء لا تنسوا أن تصلوا من أجلي”.
وبعد القداس الذي أقيم في الصباح الباكر لتجنّب الحرارة المرتفعة توجّه البابا البالغ 82 عاما للقاء مصابين بمرض الإيدز.
البابا يلتقي مصابين بالإيدز
وخلال انتظاره وصول البابا قال راوول ميراندا، وهو مقعد يبلغ 31 عاما، إنه كان مشرّدا قبل أن تتكفّل به جمعية “السامري الصالح”.
واضاف “غالبا ما نتعرّض للنبذ والتمييز من قبل المجتمع، واختيار البابا لهذا المكان يعطينا حافزا للمضي قدما في مواجهة التمييز”.
وحيا البابا ميراندا وصافحه بحرارة، وقال إن المثال الذي تعطيه هذه الجمعية المسيحية يظهر لنا أن الآخر هو شخص بالدرجة الأولى “وليس شيئا يجب تجنّبه أو تجاهله، أيا يكن وضعه”.
وفي ختام القداس أعلن مسؤول في الفاتيكان أن “الأيام العالمية للشبيبة” المقبلة ستقام في لشبونة في 2022.
وقال بروفسور الدراسات الدينية في جامعة فرجينيا الأميركية آندرو تشيسنات إن “البابا دعا الشباب إلى وضع إيمانهم المسيحي في صلب حياتهم اليومية”.
واضاف البروفسور لوكالة فرانس برس “مع تراجع ملحوظ للكاثوليكية في أميركا اللاتينية وبخاصة في أميركا الوسطى، يدرك البابا الأرجنتيني أن لا مستقبل للكنيسة من دون الشباب”.
والسبت اعترف البابا بأن الكنيسة الكاثوليكية “الممزقة بخطيئتها”، لم تحسن “الإصغاء”، وذلك في رسالةٍ موجهةٍ إلى كهنةٍ وإكليريكيين في ظلّ فضائح الاعتداءات الجنسية التي تحرج المؤسسة الكنسية.
وأمام تجمّع قدّره المنظمون بأكثر من 600 ألف شخص حذّر البابا من محاولة العيش في عالم الإنترنت الافتراضي. وصرح للشباب “لا يكفي أن نكون متصلين بالإنترنت طوال النهار لنشعر بأننا محبوبون. أن نشعر بأننا ننتمي إلى مجموعة أهم من البقاء على شبكة الإنترنت”.
واغتنم البابا فرصة لقائه شباب أميركا الوسطى للدفاع عن المهاجرين وطرح مشكلات أخرى تواجه المنطقة مثل الفقر والعنف وما اعتبره “آفة” قتل النساء.
وفي انتقاد للجدار الذي يريد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بناءه لمنع دخول المهاجرين إلى بلاده، قال البابا السبت “لا يعقل” أن يُعتبر كل مهاجر “تهديدا للمجتمع”. (أ ف ب)