ـ بغداد ـ من سعيد عبدالله ـ كشف سياسي عراقي بارز أن الميليشيات الإرهابية التابعة لإيران تواصل استعداداتها بأوامر مباشرة من الإرهابي قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، لمواجهة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في العراق، لافتا الى أن الميليشيات الإيرانية تجر العراق نحو الهاوية.
وتترقب الكتل النيابية التابعة للمحور الإيراني في مجلس النواب العراقي عرض قانون اخراج القوات الأجنبية من العراق على مجلس النواب العراقي مع بداية انطلاق الفصل التشريعي المقبل في آذار/مارس القادم، حيث عملت إيران من خلال الميليشيات والأحزاب التابعة لها في العراق على اعداده لإخلاء الساحة العراقية للإيرانيين.
وهدد الإرهابي قيس الخزعلي، الأمين العام لميليشيات عصائب أهل الحق أمس بإخراج القوات الأمريكية من العراق بالقوة خلال مقابلة صحفية مع وكالة “الأسوشيتد برس”، وأكد أن “أكثر من نصف أعضاء مجلس النواب يرفضون مبدئيا التواجد العسكري الأمريكي، إذا أرادت الولايات المتحدة فرض تواجدها بالقوة مع تجاهل قرارات البرلمان، فإن بإمكان العراق التعامل معها بالمثل من خلال طردها بالقوة”.
وتزامنا مع تصريحات الخزعلي، قال سياسي عراقي لـ”” مفضلا عدم ذكر اسمه: إن “إيران تخطط فعلا لنقل المواجهة مع إسرائيل وأمريكا الى الساحة العراقية عبر ميليشياتها، الميليشيات الإيرانية كثفت خلال الأشهر الماضية من عمليات تجنيد الشباب العراقيين خصوصا من أبناء المناطق المحررة من داعش مستغلة حالة الخوف والبطالة والفقر التي يعاني منها سكان هذه المناطق ذات الغالبية العربية السنية، هؤلاء ستزج بهم إيران في المحرقة ليحموا نظام ولي الفقيه من السقوط من خلال تأخير معركة تغيير النظام السياسي الإرهابي الذي يحكم إيران ويصدر الإرهاب الى المنطقة والعالم منذ نحو 40 عاما”.
وتسوء الأوضاع في العراق يوما بعد يوم في ظل سيطرة كاملة للميليشيات الإيرانية على مفاصل الحكم ودخولها في الساحة السياسية من خلال أجنحتها السياسية التي اجتمعت ضمن تحالف الفتح في مجلس النواب العراقي، وباتت تفرض السياسة الإيرانية على العراقيين وتعين شخصيات تابعة لإيران في المناصب السياسية للتحكم بإرادة لدولة العراقية، وقد تمكن هذه الميليشيات وبدعم مباشر من إيران من تأخير التصويت على وزارتي الداخلية والدفاع السياديتين الى الفصل التشريعي المقبل بسبب تمسكها بشخص فالح الفياض رئيس هيئة ميليشيات الحشد الشعبي المقرب من قاسم سليماني لشغل منصب وزارة الداخلية الذي يرفضه رجل الدين مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري.
في غضون ذلك شدد الخبير الإستراتيجي العراقي علاء النشوع على ضرورة أن تعمل الولايات المتحدة الأمريكية من أجل تغيير الأوضاع في العراق وتصحيح مسار عمليته السياسية، مبينا لـ””: “الشعب العراقي يعاني الآن من ويلات كثيرة، وأصبح مسلوب الإرادة لأن القرارات السياسية في بلده تخضع لإيران”.
بدوره أكد الخبير السياسي، صباح صبحي لـ””، أن حجم التدخلات الإيرانية في العراق بات كبير جدا، مشيرا الى أن هذا التدخل يظهر واضحا من خلال الدور الإيراني في تشكيل الحكومة العراقية وسيطرتها على كافة مفاصل الحياة، محذرا “الأوضاع في العراق تتجه نحو الأسوأ لأن إيران أدخلت العراق في نفق مظلم خصوصا أن هذه التدخلات منعت حتى الان من استكمال تشكيل الحكومة وفراغ وزارتين مهمتين هما الداخلية والدفاع”.
وتابع صبحي أن “الصراع على الساحة العراقية سيشتد ويعمق أكثر مما هو عليه الآن في المرحلة المقبلة، خصوصا أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها نية في القضاء على النفوذ الإيراني في العراق”.
من جهته اعتبر الخبير السياسي عماد الخزاعي سياسة مسك العصا من الوسط التي يتبعها رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي ناجحة حتى الآن، لكنه أكد لـ”” “لن تنجح هذه السياسة في المرحلة المقبلة فهناك تحالفات دولية ومتغيرات إقليمية، فالمعركة بين إسرائيل وإيران ينتظر أن تبدأ داخل سوريا أو العراق، وربما تكون هناك حرب إقليمية جديدة بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ضد النفوذ الإيراني في المنطقة، كل هذه الصراعات السياسية والمتغيرات السريعة والخطيرة ستكون مؤثرة في المشهد العراقي”.
ومنذ تأسيسها بأوامر مباشرة من قبل إيران إبان سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على مساحات واسعة من الأراضي العراقية صيف عام 2014، لم تخضع ميليشيات الحشد الشعبي لقوانين الدولة العراقية وتسعى للسيطرة على الملفات الأمنية والعسكرية والسياسية في العراق، وقد افتتحت وبحسب معلومات من مسؤولين عراقيين مئات المعسكرات والقواعد العسكرية في مختلف مدن العراق وزودتها إيران بالأسلحة والصواريخ بينما يشرف ضباط إيرانيون من فيلق القدس على تدريب هذه الميليشيات واعدادها ومن ثم أرسلها الى سوريا والى لبنان واليمن لتنفيذ عمليات إرهابية ضمن مخططات طهران لتنفيذ مشروعها في الشرق الأوسط.