السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
ازمة التعليم بتونس: العودة للمربع الأول… وتبادل متصاعد بين الحكومة والنقابة
سناء محيمدي
ـ تونس ـ من سناء محيمدي ـ عادت ازمة التعليم الثانوي بتونس للمربع الأول، بعد فشل المفاوضات مع الطرف الحكومي، والتي كانت تهدف الى تجاوز نقاط الخلاف، واعلنت الجامعة العامة للتعليم الثانوي، عن فشل المفاوضات مع الحكومة، مؤكدة أن “سلطة الإشراف تعود بها إلى المربع الأول”.
واعتبر الكاتب العام لجامعة التعليم الثانوي، لسعد اليعقوبي أن ما قامت به الوزارة هي محاولة لكسب الوقت ومحاولة للمناورة، مشددا على أن السنة الدراسية لم تعد تتحمل خسارة مزيد من الوقت ومن التصعيد، موضحا أن وفد جامعة التعليم الثانوي غادر جلسة التفاوض لأن المفاوضات لم تتناول مضمون الخلاف حتى “لا تصدّر الوهم للرأي العام وللمدرّسين”، وفق تعبيره.
مناورة حكومية
وأكد أن المفاوضات لم ترتق إلى المستوى المطلوب ولم تناقش النقاط التي يجب أن تتطرق إليها من أجل الوصول إلى اتفاق، قائلًا إن الكرة الآن لدى وزارة التربية والحكومة وإن الجامعة جاهزة للعودة لمفاوضات جدية متى استدعيت لذلك، ومضيفًا أنه على الوزارة والحكومة الخروج من بوطقة المناورات والتوجه رأسًا للنقاط الخلافية، على حد قوله.
في المقابل، اعرب وزير التربية حاتم بن سالم، في تصريح إعلامي، عقب جلسة التفاوض، عن صدمته، معتقدا أن هذه الجلسة ستكون جلسة حسم باعتبار المقترحات الجديدة التي قدّمتها وزارة التربية، مشيرا الى أنه قبل بدء المفاوضات وقع اقتحام الوزارة ومحاولة اقتحام مكتبه شخصيا لا أنه بالرغم من كلّ هذه الضغوطات التي وصفها بـ”غير العادية” و”غير المشروعة” و”غير القانونية” دخل جلسة التفاوض رفقة 14 مديرا.
تمرد
وافاد الوزير التونسي بان وفد وزارة التربية اقترح توثيق ما تطلبه جامعة التعليم الثانوي وما اقترحته الوزارة إلا أنه فوجئ “بردة فعل لم ير مثلها” من قبل كاتب عام جامعة التعليم الثانوي، موضحا أن الوزارة قبلت بـ6 مطالب من أصل 9 قيمتها 64 مليار دينار وفيها تجاوز لقانون الوظيفة العمومية الذي يمنع الترقيات الاستثنائية إلا أن اليعقوبي قال إنها جزئيات وإن ما يهمه هو النقاط المتعلقة بالتقاعد المبكر والمنحة الخصوصية ووضعية المؤسسات التربوية.
واعتبر وزير التربية أن نقابة التعليم الثانوي متمردة على الجميع ولا يمكن لأي طرف التفاوض معها سواء كان رئيس الحكومة أو المركزية النقابية، مؤكدًا أن الحكومة ستطبق القانون بحذافيره كلّفها ذلك ما كلّفها، وفق تصريحاته.
ابناؤنا خط احمر
من جهتها، عبرت الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ عن رفضها القطعي لمواصلة العبث بمعنويات التلاميذ وابتزاز حقوقهم والاضرار بمصالحهم والتضحية بمستقبلهم لغايات مادية بالأساس” وذلك اثر فشل المفاوضات بين الجامعة العامة للتعليم الثانوي ووزارة التربية.
وحذرت الجمعية من الحالة الخطيرة وغير المسبوقة التي تعيشها المدارس الاعدادية والمعاهد الثانوية والتلاميذ بسبب التعنت في التعامل مع الوضع بنفس الطريقة والجر نحو سنة بيضاء، محذرين من تحولها الى كارثة وطنية وسيتحمل الجميع عواقبها الوخيمة على كافة المستويات.
وجددت الجمعية دعوتها للدولة بغية التعامل مع هذا الملف كأزمة وطنية ذات اولوية قصوى واتخاذ ما يتطلبه الوضع من قرارات سياسية استثنائية واجراءات قانونية وتنظيمية عاجلة تطمئن مختلف مكونات المجتمع من خلال اعادة السير العادي للدروس ومراجعة المواعيد الدراسية للسنة الحالية والتعهد بإبعاد التلاميذ عن الخلافات والتجاذبات الدائرة بين الوزارة ونقابة التعليم الثانوي.