السلايدر الرئيسيشرق أوسط

شارع الشهداء حمل التسمية منذ العهد الصليبي… وسقوط الشهداء متواصل على يد إسرائيل

فادي ابو سعدى

  • إسرائيل ردت على عملية الدبويا بمجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل

ـ رام الله ـ من فادي ابو سعدى ـ في الثاني من أيار من العام 1980، وقبيل انطلاق الانتفاضة الأولى “انتفاضة الحجارة” بسبعة أعوام، نفذت مجموعة فدائية تابعة لحركة فتح عملية الدبويا في قلب البلدة القديمة في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وقتل فيها ما لا يقل عن ثلاثة عشر إسرائيليًا من الجنود والمتسوطنين… ومنذ ذلك الوقت وجهت إسرائيل أنظارها لقلب المدينة في منطقة الحرم الإبراهيمي لتنفيذ مخطط استيطاني ضخم.

ولم ينس الإسرائيليون ما حدث لهم في ذلك الوقت، فردوا على الفلسطينيين بعد عدة سنوات “بمجزرة” حصدت أرواح الفلسطينيين حملت اسم “مجزرة الحرم الإبراهيمي”، ومنذ ذلك الوقت، أغلقت إسرائيل السوق القديم والأضخم في قلب البلدة العتيقة في المدينة، وتسببت في أضرار اقتصادية ضخمة للفلسطينيين ما زالت مستمرة حتى الآن.

ويعتبر “شارع الشهداء” من أهم معالم البلدة القديمة في الخليل، حيث يرتبط الشارع مع “حي الرميدة، وحارة الشيخ. ويروى أن تسمية الشارع بهذا الاسم، جاءت منذ عهد الصليبيين عندما قام الصليبيين بأسر أربعين فلسطينيًا داخل دير كان يسمى مشهد الاربعين، وبات اليوم “مسجد الأربعين”، قبل أن يتم قتلهم وقطع رؤوسهم ودحرجتها في الشارع، ومن هنا خرجت التسمية “شارع الشهداء”.

كما يتوسط شارع الشهداء طرفي المدينة الشمالي والجنوبي، ويفصل بينهما الحرم الإبراهيمي في الخليل، وفي محيطه كافة الأسواق التاريخية للبلدة القديمة من المدينة، التي كانت تضم أيضًا محطة الباصات المركزية في الخليل، ومقابر المدينة الكبيرة، وأسواق الذهب والدواجن والحبوب، وغيرها الكثير من تفاصيل البلدة التاريخية التي تضم الآن مستوطنة “كريات أربع” وتقطع أوصال المدينة الجنوبية وإحدى أهم المدن الاقتصادية في فلسطين، سواء بالمال أو بعدد السكان.

وبعد عملية الدبويا الفدائية، احتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدرسة الدبويا التي تديرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” وأصبحت بؤرة استيطانية تحت اسم “بيت هداسا” واستمر المد اليهودي الاستيطاني داخل البلدة القديمة في الخليل إلى محطة الباصات ومركز طبي ومدرسة قريبة من المكان وتم تحويل هذه العقارات إلى بؤرة استيطانية اخرى تحت اسم “بيت رومانو”.

ومنذ ذلك الوقت، تم إغلاق شارع الشهداء بشكل نهائي وبالتالي إغلاق أكثر من خمسين محل تجاري، فيما تم حصار أكثر من سبعين منزلاً فلسطينيا يسكنها أكثر من 1500 نسمة يعانون الأمرين في الخروج والدخول إلى بيوتهم بسبب وجود المستوطنين المتطرفين من اليهود الذين يتفننون بتعذيبهم بشكل يومي وقت الخروج من المنازل والعودة إليها.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد قامت إسرائيل بإحصاء الفلسطينيين القاطنين في منطقة شارع الشهداء، وأعطت “رقمًا” لكل منهم، حيث لا يمكنهم الدخول والخروج من منازلهم إلا عبر هذا الرقم الممنوح من الاحتلال الإسرائيلي، كما لا يمكنهم إدخال سياراتهم الخاصة، وإنما عليهم تركها خارج الحي، والمشي سيرًا على الاقدام بسبب الاجراءات الأمنية الإسرائيلية في تلك المنطقة، بحجة حماية المستوطنين اليهود القاطنين في المنطقة.

وحاولت وما تزال بلدية الخليل، عبر تأسيس لجنة إعمار البلدة القديمة في الخليل التي تهدف إلى الحفاظ على البلدة القديمة إلى تقديم خطة متكاملة للحفاظ على المركز التاريخي لمدينة الخليل، وخلق الطرق الكفيلة لضمان الإحياء الاقتصادي والاجتماعي، واندماجها مع بقية النسيج العام للمدينة. والهدف على وجه الخصوص هو تقديم نظام قانوني “مشروع مفصل للحفاظ على البلدة القديمة وتطويرها”، معتمد على الحفاظ على النسيج المعماري التقليدي، وعلى خلق أوضاع مشجعة لجذب سكان جدد ومستثمرين يهتمون في تطوير هذه المنطقة التاريخية.

وواصلت إسرائيل قتل الفلسطينيين بشكل متعمد وتحديدًا في البلدة القديمة من الخليل، وتحديدًا أكثر في شارع الشهداء، لتلتصق التسمية بواقع محزن للفلسطينيين الذين يواصلون محاربة الاحتلال الإسرائيلي بأرواحهم، منذ بداية الاحتلال لغاية اليوم.

وقال الباحث الحقوقي هشام الشرباتي لموقع “حرية نيوز” أن قوات الاحتلال والمستوطنين تعمدوا تنفيذ عمليات إزهاق الأرواح بدم بارد حتى يهجروا سكان الشارع ويتركوا منازلهم كي يسكنها ويسطر عليه المستوطنون. “كثير من الحالات تم التحقيق في قتلها ولم يكن هناك أي مبرر لسلطات الاحتلال لقتلهم وانما أطلق عليهم النار بدم بارد”.

ومن بين من قتلوا من الفلسطينيين على مدخل شارع الشهداء، هديل الهشلمون 18 عاما، طارق زياد النتشة 16 عاما، فضل محمد عوض 18 عاما، همام عدنان اسعيد 22 عاما، هاشم يونس العزة 54 عاما، إسلام رفيق حماد اعبيدو 23 عاما، فاروق عمر سدر، 19 عاماً، وطاهر فيصل فنون 19 عاما وابن عمه مصطفى فضل فنون 15 عاما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق