السلايدر الرئيسيحقوق إنسان

مؤسسات الأسرى: الاحتلال اعتقل 509 فلسطيني/ة خلال كانون الثاني المنصرم

فادي ابو سعدى

  • الاعتداء على الأسرى في عوفر كان الأشد منذ عشرة أعوام والعقاب الجماعي مستمر

ـ رام الله ـ من فادي ابو سعدى ـ اعتقلت قوات الاحتلال 509 فلسطينيين/ات من الأرض الفلسطينية المحتلة، خلال شهر كانون الثاني/ يناير 2019، من بينهم 89 طفلاً، و8 من النساء. وتشير مؤسسات الأسرى وحقوق الإنسان ضمن ورقة حقائق أصدرتها، أن عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال حتّى تاريخ 31 كانون الثاني 2019 بلغ نحو 5700، منهم 48 سيدة، فيما بلغ عدد المعتقلين الأطفال في سجون الاحتلال نحو 230 طفلاً. وفي سياق تكريس سياسة الاعتقال الإداري، أصدرت سلطات الاحتلال 95 أمراً إدارياً، من بينها 50 أمراً جديداً، ووصل عدد المعتقلين الإداريين إلى نحو 500 معتقل.

أسرى معتقل “عوفر” واعتداء قوات القمع الأشد منذ أكثر من عشرة أعوام

ونفذت قوات القمع التابعة لإدارة معتقلات الاحتلال خلال شهر كانون الثاني/ يناير 2019 عملية قمع واعتداء على الأسرى القابعين في معتقل “عوفر”، واُعتبرت الأشد على الأسرى منذ أكثر من عشر سنوات، ووفقاً للمتابعة التي جرت لعملية الاعتداء والتي بدأت في تاريخ الـ20 من كانون الثاني/ يناير 2019، فإن قوة كبيرة اقتحمت قسم 17 في المعتقل، وشرعت بعمليات قمع وتفتيش وتخريب لمقتنيات الأسرى، الأمر الذي دفع الأسرى إلى اتخاذ خطوات احتجاجية تمثلت بإرجاع وجبات وإغلاق الأقسام.

ولم يتوقف الاعتداء عند هذا الحد، بل استأنفت قوات القمع عملية القمع والاعتداء في اليوم التالي الموافق 21 كانون الثاني/ يناير 2019 والذي سجل أعنف مواجهة بين الأسرى وقوات القمع منذ سنوات حيث اقتحمت قوات القمع المكونة من ثلاث وحدات وهي: “درور، والمتسادة، واليماز” قسم (15) وشرعت بالاعتداء على الأسرى بالضرب المبرح، ورداً على ذلك قام الأسرى داخل القسم بإحراق غرفتين، وإعلان حالة العصيان والتمرد على إدارة المعتقلات.

وبعد ساعات استدعت إدارة المعتقل قوات قمع إضافية، وهي وحدات “اليمام” المدججة بالسلاح وبدأت برش الأسرى بالغاز، وإطلاق القنابل الصوتية، والرصاص المطاط، واستخدمت الهراوات، والكلاب البوليسية. وحولت الأقسام لغرف عزل مجردة من مقتنيات الأسرى والأجهزة الكهربائية، كما وقطعت التيار الكهربائي عنها، ولاحقاً أحرق الأسرى غرفتين في قسم (11) كاحتجاج جديد على استمرار عملية القمع.

ووفقاً لمتابعة المؤسسات الحقوقية فقد وصل عدد الأسرى المصابين خلال ذروة الاعتداء إلى أكثر من (150) أسيراً، توزعت الإصابات ما بين الكسور، وإصابات بالرصاص المطاط، وجروح مختلفة غالبيتها في منطقة الرأس، عدا عن إصابات بالغاز، وحالات هلع ورعب أُصيب بها الأطفال في الأقسام الخاصة بهم، حيث جرى نقل جزء من الأسرى المصابين إلى المستشفيات التابعة للاحتلال، وتم إعادة غالبيتهم إلى المعتقل، علماً أن جزءاً من الإصابات جرى معالجتها داخل المعتقل.

وبعد جلسات تمت بين ممثلي الأسرى داخل المعتقل، وممثلي الأسرى في المعتقلات الأخرى، وخلالها أعلنت إدارة المعتقلات سلسلة من العقوبات بحق الأسرى، الأمر الذي رفضه الأسرى وأعلنوا فشل الحوار والبدء بخطوات نضالية جديدة، وانتهى الحوار الذي اُستأنف لاحقاً بتراجع إدارة المعتقل عن العقوبات التي أعلنتها، والاكتفاء بالحد الأدنى منها، وضمان تقديم العلاج للأسرى المصابين ومتابعتهم، وعودة الأمور تدريجياً إلى ما كانت عليه قبل عملية القمع داخل المعتقل.

اعتقال الصحفيين سياسة عقاب مستمرة:

ما زالت قوات الاحتلال تستهدف في حملات اعتقالاتها اليومية الصحفيين/ات، حيث يقبع )18( صحفياً/ة داخل معتقلات الاحتلال، منهم ثلاث أسيرات، وثلاثة معتقلين إداريين، وأسيران يقضيان حكماً بالمؤبد واثنان من ذوي الأحكام العالية، وذلك حتّى نهاية شهر كانون الثاني. ويأتي اعتقال الصحفيين/ات كنوع من سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها قوات الاحتلال بحق فئات الشعب الفلسطيني ومنهم الصحفيين/ات، إضافة إلى استهداف هذه الشريحة التي تعمل على فضح ممارسات الاحتلال وانتهاكاته من خلال نقل صورة الإنسان الفلسطيني وما يتعرض من قمع وظلم، لكل مسامع العالم.

في مواصلة لسياسة العقاب الجماعي.. عائلة البرغوثي نموذجاً

وتعمد سلطات الاحتلال الإسرائيلية إلى انتهاج ظاهرة ممنهجة وخطيرة خلال الأعوام الأخيرة، وهي سياسة الاعتقالات العائلية الجماعية التي تطال الأب والأم والابن والابنة والصهر وغيرهم من ذات العائلة، ما يدلل على سياسة خطيرة ومنظمة تمارس ضد الفلسطينيين، وعلى التطرف المتزايد لدى سلطات الاحتلال، حيث يتعمد الاحتلال بذلك إلى إيذاء المعتقل ومحيطه العائلي ونسيجه الاجتماعي والانتقام منهم وقتل الحياة لعائلة الأسير.

وخلال شهر كانون الثاني تعرضت عائلة الشهيد صالح البرغوثي، للمزيد من حملات الاعتقال في إطار سياسة العقوبات الجماعية، ففي تاريخ الثامن من كانون الثاني اعتقل الاحتلال شقيقه عاصم بعد مطاردة استمرت قرابة الشهر وسبق ذلك اعتقال شقيقيه محمد وعاصف ووالده عمر البرغوثي، ولحق ذلك اعتقال والدته خلال شهر شباط الجاري، ولم يتوقف الأمر عند عائلته من الدرجة الأولى، فبلدة كوبر شهدت نسبة اعتقالات هي الأعلى في محافظة رام الله والبيرة منذ ليلة الإعلان عن استشهاد صالح في تاريخ الثاني عشر من كانون الأول/ ديسمبر 2018.

ووفقاً للمتابعة فإن العقاب الجماعي يمتد في كل مراحل الاعتقال، سواء خلال التحقيق وذلك عبر استخدام العائلة كوسيلة للضغط على الأسير، وهذا ما حدث تماماً مع عائلة الشهيد البرغوثي، حيث باشرت سلطات الاحتلال بتنفيذ عملية انتقامية بحق العائلة من خلال زجهم في زنازين معتقل “المسكوبية” والتحقيق معهم بشكل مكثف ومتواصل.

وتعرض الأسير عاصم أثناء عملية اعتقاله اعتداء بالضرب المبرح، تسبب بفقدانه الوعي قبل نقله إلى مركز تحقيق “المسكوبية”، فيما اُحتجز والد الشهيد البرغوثي – عمر البرغوثي البالغ من العمر (66 عاماً) في ظروف قاسية وصعبة داخل زنازين “المسكوبية”، وتعرض لتحقيق قاسٍ دون أدنى مراعاة لوضعه الصحي وعمره، واستمر ذلك لأكثر من أسبوعين إلى أن تمّ تحويله إلى الاعتقال الإداري، إضافة إلى نجله عاصف، وذلك لمدة ثلاثة شهور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق