السلايدر الرئيسيثقافة وفنون
الفنانة الفلسطينية رُفيدة سحويل لـ”يواربيا”: أبحث عن القضايا التي لا يراها الناس… والفن رسالتي للأخرين
محمد عبد الرحمن
ـ غزة ـ من محمد عبد الرحمن ـ منذ نعومة اظافرها، وهى لا تتجاوز اثني عشر ربيعاً؛ كانت بدايتها مع الفن، فكانت تنتظر بفارغِ الصبر حصة الرسم؛ لترسم بأناملها ما يدور في مخيلتها البريئة، فتعود لمنزلها والفرحة تغمرُها لاستكمالِ ما رسمته في المدرسة، لتنموَ تدريجاً هوايتها عبر مراحل العمر، لتصبح واقعا جميلا تحاول من خلاله التعبير عما يدور حولَها، وما تنوي أن توصلَه للأخرين من خلال اللوحات الفنية البسيطة المصنوعة من الخشب والقماش.
الفنانة “رفيدة محمد سحويل” من مدينةِ “المجدل” المحتلة، ولدت في مدينة غزةَ عام 1987 ،وحصلت على بكالوريوس تصوير (فن تشكيلي من جامعةِ الأقصى بغزة)، تمارسُ الفنّ التشكيلي، وتَعده رسالتَها التي تريد أنْ توصِلَها للآخَرين.
تشجيع الاهل
وتقول سحويل لـ”يواربيا” عن بدايتِها مع الفن التشكيلي: “منذ كنت في بداية المرحلة الإعدادية تعلقت كثيرا بالرسمِ، فكنت أنتظر حصة الرسم، لكي أرسم ما بداخلي، وعندما أعود للبيت أُكمل ما بدأته في المدرسة، وحينما لا حظ أهلي أنني مبدعة في الرسمِ شجعوني على السير في هذا الطريق، وقدموا لي الدعم المادي والمعنوي.
البحث الدائم
تضيف: “أحب أن أحول أي شيء أجده حولي إلى لوحة فنية تعكس ما أفكر فيه، فقد انشغلت دوما بقضايا تخص الاختلاف وواقعَ التغريب وإبداع الفكرة الخالصة لروح الفن، فتوجهت إلى التجريبِ وكسر المألوف في تداخل فني مختلف، وحاولت المبادرة والمباغتة في كل شيء خارج ثقافتِنا البصرية، فلذلك أسير نحو البحث الدائم في الاتجاه الإبداعي لقضايا جديدة، وأسلط الضوء على الأشياء التي لا يراها الناس ويغفلون عنها”.
وعن استخدامها لأعمدة الكهرباء في لوحاتها الفنية تقو أعد الفن رسالة أوجه من خلالِه ما بداخلي، وقد وجهت من خلال أعمدة الكهرباء رسالة تدعو إلى التسامح الروحي، والحب والعطاء، وخاصة أن للأعمدة ذاتية خاصة بجمالها؛ لا أراها بأي شيء مادي موجود على هذه الأرض، لِما يكمن فيها من خصوصية فريدة بقيَمها الجمالية الشكلية.
الأعمدة رسول
وتضيف الفنانة : “الأعمدة رسول يحقق المتعة والإمعانَ في روح الحياة، هذه الروح التي أراها في ذلك التقاربِ الحميم بين الأسلاك، وكأنها علاقات قديمة توحِي إلي بالعمق الذي بات الإنسان يفقِده مؤخرا، فالأعمدة تشكل برية كاملة خاصة بذاتها، لعلنا نحاول أن نقترب من قيمِها الوجدانية، فلا أتخيل المدينةَ جميلة قط، دون أعمدة الكهرباء، لما تحمله هذه الأعمدة من القيمة الجمالية الخفية التي قد يجهلها الكثير، فدلالات الأشياء تكون دائما أعمق.
وترى “رفيدة” أن الدراسة الأكاديمية مهمة جدا لكل فنان يبتدي طريقَ فنه، من حيث الدراسة العملية والنظرية بالثقافة الفنية، وللتعرف على مدارس الفن التشكيلية واتجاهاتها، لكنها حتما غير كافية بالمطلق، وما هي إلا مجرد طريق يشقهُ الفنان، ونقطة بداية لِما هو أبعد في مستقبلِه الفني،
وتقول: “كل مِنا يدرس التخصصات الأكاديمية بالجامعة، لكنَ قليلا مِنا من يكمِل مشوار حياتِه بالمجالِ الذي اختارَه، لينفعَ به وطنه ومجتمعَه، ويتركَ البصمة الخاصة بوجوده ككائن بشري على هذه الأرضِ”.
إبداعات متعددة
ولم تقتصر إبداعات “سحويل” على الرسمِ، بل تبدع بإعادة تدوير الخامات المستهلَكة، والغير صالحة للاستهلاك؛ مثل قطع معدنية، شبابيك، عيدان خشب، حبات وقشرِ برتقال، وبور، وتجفيفِ الزهور، وتهتم بقراءة الكتب العلمية والثقافية والدينية، لتزيد من ثقافتها، وتعمل في مجالِ التصميم الجرافيكي، والتصوير الفوتوغرافي، ولها أعمال أحرى مثل “الفيديو آرت.
وتذكر “رفيدة” أنها شاركت بما يزيد عن أربعين معرِضًا جماعيا، “محليا وعربيا”، كما شاركتْ في فعاليات مهرجان غزةَ الأول للفنِّ التشكيلي المعاصر في عام 2011، كما وشاركت في الكثيرِ من الجداريات التصويريةِ والنحتية في مختلف القضايا الإنسانية والوطنية والسياسية والتراثية والتربوية.
يشار الى أن الفنانة حاصلة على العديد من الجوائز والدروعِ وشهادات الشكر والتقدير في مختلف فعاليات الفن التشكيلي، وعلى عدة جوائز محلية وعربية، وعلى العديد من الجوائز الأخرى والدروع وشهاداتِ الشكرِ والتقديرِ في مختلف فعالياتِ الفن التشكيلي.