– رام الله – نشرت صحيفة “هآرتس” أنه عشية خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي من المتوقع أن يطالب فيه المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لإنقاذ حل الدولتين، يزداد الخلاف بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس أكثر فأكثر.
فقد عقد ممثلو حماس في المجلس التشريعي الفلسطيني في قطاع غزة، اجتماعًا مفتوحا لوسائل الإعلام، وصفوا فيه عباس بانه رئيس غير شرعي لا يمثل الشعب الفلسطيني. وقال نائب رئيس المجلس، أحمد بحر، إن عباس لا يمثل سوى مواقفه الشخصية، مضيفاً أنه يجب على عباس والسلطة الفلسطينية العمل على إلغاء اتفاقات أوسلو والاعتراف بإسرائيل والتنسيق الأمني مع إسرائيل. وانه يجب تشكيل حكومة وحدة وطنية لتشجيع الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الجديدة. واتهم عضو آخر في المجلس، عاطف عدوان، رئيس السلطة الفلسطينية بالتخلي عن الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، وقال إن عباس لا يستحق أن يمثله في الأمم المتحدة.
وينظر إلى اجتماع أعضاء البرلمان في غزة على أنه خطوة رمزية لا تترتب عليها آثار عملية، لكن توقيت الاجتماع والبيانات يشير إلى خطورة الوضع بين حماس والسلطة الفلسطينية. هذا رغم كل التقارير التي وردت في الأسابيع الأخيرة عن المحادثات التي عقدت في القاهرة مع المخابرات الفلسطينية في محاولة لتشجيع المصالحة بين الجانبين.
وقالت مصادر مقربة من قيادة حماس في قطاع غزة، في حديث مع هآرتس، إن توقيت الهجوم الصدامي على عباس لم يكن مصادفة ويتعلق بنتيجة محادثات الأسبوع الماضي مع وفد المخابرات المصرية، الذي زار غزة ورام الله.
وتشعر حماس أن مصر انضمت إلى موقف السلطة الفلسطينية وعباس، الذي يقول إنه من المستحيل دفع التهدئة مع إسرائيل دون مصالحة بين الطرفين وعودة الحكومة الفلسطينية إلى السلطة في قطاع غزة. وقالت المصادر: “معظم الدول المانحة لإعادة إعمار قطاع غزة، بما في ذلك الدول العربية، تبنت هذا الخط. يبدو أن حماس تفقد الزخم لتعزيز الهدوء بشكل منفصل من المصالحة، والوضع في غزة يزداد خطورة فقط”.
ورفعت السلطة الفلسطينية وحركة فتح سقف التوقعات من خطاب عباس. وفي العديد من البلدات في الضفة الغربية، بما في ذلك في خان الأحمر (التي من المتوقع أن يتم ذكرها في الخطاب)، تم إقامة منصات لبث الخطاب مباشرة على شاشات ضخمة.
وفي بيت لحم، شارك العشرات في نشاط داعم لعباس، وعند مدخل المقاطعة في رام الله، تم تعليق لافتة كتب عليها “بطاقة لاجئ” تحمل تفاصيل عباس، اللاجئ من صفد. وهكذا نقل أنصار عباس رسالة مفادها أن الرئيس الفلسطيني لم يتخل عن حق العودة وأنه عارض محاولات الإضرار بالأونروا.
كما هاجمت فتح شخصيات بارزة من حماس تحدثت ضد عباس واتهمتها بالعمل لصالح إسرائيل والولايات المتحدة، اللتين تهاجمان عباس ومبادئه، وعلى رأسها حل الدولتين القائم على حدود عام 1967. وبحسب مصادر فتح، فإن اجتماع المجلس هو لعبة علاقات عامة لا تمثل سوى حماس وليس الشعب الفلسطيني.