الجزائر ـ ـ من نهال دويب ـ شهدت السوق السوداء لصرف العملات في الجزائر، في الأسابيع الثلاثة الماضية، ارتفاعا حادا في أسعار العملات الأجنبية مقارنة بالدينار الجزائري بسبب ارتفاع الطلب في هذه الفترة التي تتزامن مع إعلان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة عن عدم ترشحه لولاية رئاسية خامسة وتأجيل الاستحقاق الرئاسي الذي كان من المنتظر تنظيمه يوم 18 أبريل/ نيسان القادم.
وبلغ سعر العملة المحلية في السوق السوداء، نهاية الأسبوع الجاري حوالي 192 دينارا للدولار الواحد و 210 دينارا مقابل اليورو حسبما كشفه تجار جزائريون في سوق ” السكوار ” للعملة وسط العاصمة الجزائر في تصريح لـ “”.
واعتبر الخبير الاقتصادي يحي جعفري، أن الارتفاع المسجل في سعر الصرف منطقيا، بالنظر إلى الحراك الذي يشهده الشارع الجزائري وحالة الاضطرابات وعدم الاستقرار التي تشهدها البلاد في الظرف الراهن.
وقال المتحدث في تصريح لـ “” إن قطاع كبير من رجال المال والأعمال في البلاد حولوا مبالغهم المالية إلى عملة صعبة كاحتياط أو تم نقلها إلى الخارج، وأضاف يحي جعفري قائلا إنه ” كما هو معروف دائما في المناطق الساخنة والمرشحة لعدم اليقين يرتفع فيها الطلب على العملة الصعبة “.
ويؤكد الخبير الاقتصادي أن البنوك الجزائرية لم تتأثر لحد الساعة بسبب عدم تواصل الإضراب العام الذي مس قطاع واسع من البلاد الأحد الماضي، لكن بمرور الوقت يمكن أن تتأثر والمؤشر الوحيد المتوفر حاليا هو حراك 15 مارس / آذار القادم، فإعلان الرئيس بوتفليقة عن عدم ترشحه لم يلق قبولا لدى الكثير من المتظاهرين الذين يحتشدون في الشوارع منذ 22 فبراير / شباط الماضي رفضا لبقاءه في السلطة في مشهد غير مسبوق في البلاد.
وتتعاظم المخاوف من تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد منذ سنة 2014 وتأثرها بالحراك الشعبي الرافض لبقاء السلطة الحالية، فرغم أن المطالب السياسية تتصدر الحراك الذي يشهده الشارع، إلا أن العديد من المطالب الاجتماعية تفرض نفسها بقوة، وستجد الحكومة الجزائرية التي لجأت في نهاية 2017 إلى الاعتماد على ” التمويل غير التقليدي ” الذي يسمح للبنك المركزي بطباعة كتل نقدية وإقراضها للخزينة، نفسها في مأزق خاصة وإذا بقيت الأوضاع على حالها.
وفي خضم المستجدات التي تشهدها البلاد في هذه الأثناء انطلاقا من المعارضة التي تسعى للم شتاتها والأمواج البشرية التي تدفقت على شوارع المدن الكبرى في البلاد اليوم الأربعاء احتجاجا على قرارات بوتفليقة السبعة وحالة القلق والترقب في أوساط الرأي العام لما سيدلي به الدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي الذي سيرأس المؤتمر الذي سيشرف على انتقال السلطة وصياغة دستور جديد وتحديد موعد الانتخابات الرئاسية التي تم تأجيلها، يترقب الكثيرون ما ستسفر عنه الجمعة 15 مارس / آذار 2019، فإما أن تقبل الجماهير الجزائرية قرارات الرئيس الجزائري وإما أن ترفضها.