السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
المغرب: نهاية أسبوع “سوداء” عاشتها العاصمة الرباط نتيجة فض اعتصامات الأساتذة المتعاقدين
فاطمة الزهراء كريم الله
ـ الرباط ـ من فاطمة الزهراء كريم الله ـ كانت نهاية عطلة نهاية الأسبوع، ساخنة بالعاصمة المغربية الرباط، إذ كانت جنبات الشوارع الرئيسية للعاصمة تعج بالأساتذة الذين قدموا من مختلف مناطق المغرب من أجل تلبية نداء “التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد”، تلتها مسيرة بالشموع خاضها الأساتذة المتعاقدون انطلقت من أمام مقر وزارة التربية الوطنية، رافعين شعارات متعددة بمختلف اللغات، تطالب الحكومة بالتراجع عن نظام التوظيف بالتعاقد والادماج في أسلاك الوظيفة العمومية، وأخرى يطالبون من خلالها برحيل رئيس الحكومة سعد الدين العثماني.
ووصف الكثير من المراقبين أن ما عاشته العاصمة الرباط، ليلة السبت بالسوداء، وذلك بعدما طالبت الشرطة الأساتذة برفع اعتصامهم، وهو ما قابله الأساتذة بموجة صفير هستيري، فجر غضب الجميع لتنطلق عملية فض الاعتصام، بتقدم رجال الشرطة والقوات المساعدة والسيارات القاذفة للماء، وهو ما خلف إصابات في صفوف الأساتذة، وهو ما عرض بعضهم لإصابات نتيجة الانزلاق أو قوة الضربة.
هذا وانشرت طيلة اليومين الماضيين، عددا من مقاطع الفيديو، أظهرت إصابات تعرض لها بعض الأساتذة، بالإضافة إلى مقاطع فيديو تظهر عناصر الشرطة بإستعمال خراطيم للمياه لمنع المحتجين من تنظيم مسيرة احتجاجية واعتصام أمام مبنى البرلمان في وقت متأخر من ليلة السبت.
و قالت تنسيقة الأساتذة المتعاقدين، أن تدخل الأمن لمنع مسيرة احتجاجية لهم خلف عددا من الإصابات بصفوفهم، في وقت متأخر من ليلة السبت إلى الأحد، بالعاصمة الرباط.
و في تصريح لصحيفة ” ” عبر عمر الكاسمي، عضو المجلس الوطني للتنسيقية الوطنية للأساتذة، عن استغرابه من التعامل الذي تعاملت به قوات الأمن مع الأساتذة المحتجين، وقال: إن “جميع المسيرات التي خاضها الأساتذة اتسمت بالرقي والاحترام، وتمت دون مواجهات أو شغب، رغم القمع الكبير الذي ووجهت به”.
واعتبر الكاسمي، أن ” التهم الموجهة إلى الأساتذة هي تهم سياسية باطلة، عرضها الضرب لملفهم المطلبي. مضيفا أن لمحرك الرئيسي للأساتذة هو المدرسة العمومية والحس الوطني”.
في سياق الأجواء المشحونة، نظّم أمس الأحد، الائتلاف الوطني للدفاع عن التعليم، الذي يضم أزيد من 30 إطارا سياسيا ونقابيا وحقوقيا، مسيرة وطنية حاشدة ضد ما أسماها “المخططات الحكومية التي تستهدف مجانية التعليم” تضامنا مع أساتذة الأكاديميات الذين يطالبون بالإدماج الفوري في الوظيفة العمومية.
و عرفت المسيرة، مشاركة قوية للأساتذة المتعاقدين وحضور قيادات أحزاب فيدرالية اليسار الديمقراطي وحزب النهج الديمقراطي ونقابات تعليمية وجمعيات حقوقية ومدنية وفصائل طلابية يسارية في إطار “الاتحاد الوطني لطلبة المغرب”.داعين الحكومة إلى ضمان تعليم عمومي مجاني وجيد إلى كافة بنات وأبناء الشعب المغربي. معتبرين أن القانون الإطار للتعليم رقم 51.17 يدخل ضمن “مخططات الحكومة للإجهاز النهائي على ما تبقى من مجانية التعليم وشرعنة تسليعه وتفويته للقطاع الخاص”.
وكان قد اختار الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، خطوات تصعيدية منذ أسابيع لمواجهة ما سمته “سياسة التضليل” التي تنهجها الحكومة، وبعدما لم تنجح “وزارة التربية والتعليم” في تسوية هذا الملف الذي عمّر طويلا. و في إطار ما بات يعيشه قطاع التعليم بالمغرب، أصبح شبح السنة البيضاء يخيم على مدارس المغرب ويعمق أزمة هذا القطاع الحيوي.