السلايدر الرئيسيشرق أوسط

فرحة عمّانية-دمشقية لم تكتمل بعد اجهاض رسمي لخبر افتتاح معبر نصيب

غادة كامل الشيخ

– الأردن – لم يكن لـ “الطيب نصيب” في أخذ وقت أكبر للتعبير عن فرحهم عندما استيقظ الأردنيون صباح يوم أمس على خبر صادر عن وكالة الأنباء السورية التي أفادت على لسان وزير النقل السوري أن معبر نصيب وهو معبر حدودي يفصل بين الأردن وسوريا قد تم فتحه.

سويعات أو ربما دقائق أجهضت تلك الفرحة التي عبر عنها أردنيون على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، لتخرج الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية جمانة غنيمات وتفند الخبر وهو ما اكدته بعدها بفترة قصيرة وكالة الأنباء السورية.

الغريب ما ظهر من سعادة غير عادية عند نشر الخبر الملفق بان معبر نصيب قد تم فتحه من قبل أردنيين، سعادة كشفت حالة تعلق المواطن الأردني بجارة بلده سوريا أو “الشام” كما يفضل أردنيون بلفظها، خبر وبالرغم من عدم التحقق من صحته لكنه كشف في الوقت ذاته تعطش الأردنيين لكل ما يقربهم من الحدود التي تفصلهم عن “حلم عمّان”.

ويتحفظ الاردن على فتح معبر نصيب حتى الأن بحجه ان الاوضاع الامنية في الجنوب السوري غير آمنة فضلا عن التخوف من وجود جيوب لتنظيمات ارهابية لاتزال تنشط هناك رغم سيطره الجيش السوري على الحدود الجنوبية لسوريا.

من جانب آخر يسعى الأردن بحسب مراقبين الى الاسراع لفتح المعبر بين البلدين لتسهيل عودة اللاجئين من جهه ، واعادة الحياة الاقتصادية وتسهيل حركة الشحن الى سوريا ولبنان وتركيا منه جهه اخرى.

ويستقبل الأردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، فيما تقدر الحكومة عدد الذين لجأوا إلى البلاد بنحو 1.3 مليون منذ اندلاع الأزمة عام 2011، مشيرة بهذا الخصوص الى أن “كلفة استضافة هؤلاء تجاوزت عشرة مليارات دولار.

كما يبذل الاردن جهودا كبيرة ليكون له موطئ قدم ونصيب من اعاده الاعمار في سوريا ، اذ شهدت الفترة الماضية زياره لوفد صناعي وتجاري شارك في معرض دمشق الدولي.

والحديث عن قرب افتتاح المعبر، الذي أغلق في العام 2015 إثر تدهور الوضع الأمني في الجانب السوري، ليس وليد اللحظة، إذ أنه وخلال الأشهر الأخيرة يكاد لا يخلو يوم من تصريحات تشير إلى ذلك، من دون تحديد المدة الزمنية صراحة، إذ أن الأمر لا يتعلق فقط بتجهيزات فنية، بقدر ما أن له أبعادا سياسية وأمنية، خصوصا على الجانب الأردني.
أردنيا، لدى عمان مصلحة اقتصادية باستئناف الحركة في المعبر، كونه نافذتها إلى سورية ولبنان وتركيا ودول أوروبية.

بيد أن من حق الأردن الشعور بوجود استقرار أمني حدودي قبل افتتاحه، إذ لا شك أن هناك هواجس من دخول إرهابيين، بالتزامن مع الحرص على الحصول على ضمانات سورية بتأمين المواطنين الأردنيين على الطريق الرئيسي بين عمان.

قياسا على ذلك، فمن الواضح أن الأردن أكثر تريثا من سورية بهذا الشأن، وهذا ما أظهرته التصريحات التي تناثرت أمس، عندما نشرت وكالة الأنباء السورية الرسمية خبرا مفاده أن المعبر تم افتتاحه، وأن حركة المرور بدأت من خلاله، ما دفع وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة جمانة غنيمات إلى نفي هذا الخبر، الأمر الذي اضطر الوكالة الرسمية إلى سحب خبرها، واستبداله بآخر عن وزارة النقل السورية يؤكد إنهاء الاستعدادات اللوجستية لإعادة افتتاح المعبر في العاشر من الشهر المقبل، وأن الجانبين؛ الأردني والسوري، مستمران بدراسة موضوع فتح الحدود للوقوف على الأوضاع في المراكز الجمركية

مصادر رسمية وإعلامية تفيد بأنه وقبل الخامس عشر من شهر أكتوبر المقبل من المرجح أن يتم افتتاح معبر نصيب، ربما هي فترة قد تكون كفيلة لتحقق الجانب الرسمي الأردني بألا تلحق هذه الخطوة تبعات لا يحمد عقباها في تسللت عناصر من تنظيمات إرهابية.

وبعيداً عن التعقيدات السياسية التي لا ذنب للمواطن بها وبخفاياها، لا شك أن سوريا أو “الشام” لها مكانة خاصة في وجدان الأردنيين فقرابة ثمانية أعوام مضت على الحرب في سوريا، ونال الشقيق الأردن قدرًا كافيًا من الغصة والألم، وبالأخص المواطن الأردني الي ما ينفك يردد وفور عودة شريط ذكرياته إلى أيام الشام ما قبل الحرب عبارة “سئا الله” وهي واحدة من آلاف العبارات التي تجمعه بلهجة السوريين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق