السلايدر الرئيسيشرق أوسط
الاردن: هجمات متبادلة بين قائد الدرك وضباط متقاعدين بسبب مقابلة تلفزيونية اتهم فيها لجوء ضباط كبار للمعارضة بأثر رجعي
رداد القلاب
عمان – – من رداد القلاب ـ يدور في أذهان الاردنيين، شئ ما يتبلور حول مستقبل بلادهم، ولكنهم بنفس الوقت يجهلون تلك التفاصيل، وذلك يرفعون سقوف الحساسية السياسية تجاة “المصطلحات ” و”الزيارات واللقاءات ” حتى “المساعدات ” الاقتصادية تدخل ضمن نطاق صفقات، تعد و”تطبخ ” على نار هائة، ليتم تصديرها.
رغم الضيق الاقتصادي، والترهل الاداري والشلل الحكومي، الذي يصيب مؤسسات الحكومة، الا ان ملف القضية الفلسطينية وتبعاته، من الوطن البديل وصفقة القرن والحل على حساب المملكة الجار اللصيق بفلسطين روحيا وشعبيا، ودفاع الملك المستميت عن القضية، يؤشر إلى انه إطلع من خلال زياراته المكوكية للولايات المتحدة الامريكية واوروبا وروسيا ، يؤشر إلى إطلاعه على شئ مهم للغاية ويحضر للمنطقة والاردن على وجه التحديد لا بد الوقوف ضده اية مشاريع، وهي المواجهة التي لا يتوحد عليها الاردنيون.
ظهور العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بالزي العسكري من القيادة العامة للقوات المسلحة، نهاية الاسبوع، وبعده بـ 24 ساعة ظهر قائد قوات الدرك الاردنية، بزيه العسكري اللواء الركن حسين الحواتمة، على فضائية المملكة الرسمية، ما يصب في بوتقة “التحضير الشعبي والرسمي جيداً لاية صفقات او مشاريع”.
وأثار حديث مدير عام قوات الدرك الأردني عاصفة من الجدل وسط الشارع الاردني “المشتبك ” اصلاً عندما إتهم المتقاعدين العسكريين الكبار إلذين ينضمون للمعارضة ويشاركون في تظاهرات بأنهم أصحاب مصالح شخصية او تحركهم جهات خارجية، بمعنى “معارضة بأثر رجعي ” وكذلك اتهام المسؤولين السابقين في الدولة الاردنية، بالتقصير، بواجباتهم والدفاع عن الاردن وما يحاك ضدة وهم الذين استفادوا من مزايا وجدوهم في المناصب الرفيعة ردهة من الزمن .
وإعتبر الحواتمه انه لا يليق ان يتظاهر من رتبته لواء او أكثر في الشارع لإنه قضى من خدمته أكثر من 35 عاما كان صامتا خلالها ومشاركا بالمسؤولية مشيراً إلى ان من يفعل ذلك اما مدفوع له من جهات خارجية أو يعمل على أساس مصالح ومكاسب شخصية.
واغضبت تصريحات اللواء الحواتمه نخبة واسعة من تيار المتقاعدين العسكريين في الأردن، بينهم العميد المتقاعد من قوات الدرك محمد المشاقبة.
وتمنى الجنرال المشاقبة على رفيقه الجنرال الحواتمة، وهو على رأس جهاز أمني هام لو تحدث بصراحة وعمق اكثر عما يهدد الامن الوطني داخلياً قائلا :” أليس الفاسدون واعوانهم ؟!” واستدرك:” من الذي ضرب الامن المجتمعي ؟! اليست فقدان العدالة والتطبيق الانتقائي للقانون هي العنوان الاكبر للمرحلة ؟! من أوصل الدولة والمجتمع الى هذا المستوى من السوء والانحدار في كل نواحيها”.
وهاجم الجنرال المشاقبة، على صفحته على “الفيسبوك”، الاستراتيجيات التي عرضها وشرحتها الحواتمة وقال : “فهي للاسف ليست سوى علم يدرس (حبر على ورق) ” مضيفاً : ” الاستراتيجيات ليست مطبقة في الوزارات كما ذكرت؛ ربما تطبقها القوات المسلحة والاجهزة الامنية فقط”.
وخاطب المشاقبة رفيقه السابق وقال :” اخيراً أقول يا باشا: ليس التسحيج هو مقياس الولاء والانتماء، وليس من يؤشر على مواطن الخلل ويتحدث عن الفساد هو صاحب اجندات خارجية او يبحث عن مصالح شخصية؛ فالوطن ليس بخير ومستقبله مجهول يا باشا؛ ومن يقول غير ذلك فقد تجنب الحقيقة خوفاً او طمعاً؛ وليس من الحكمة التخوين والتشكيك بِنَا كضباط متقاعدين لنا خبرة ولدينا معرفة وعلم”.
وبقسوة قال : أن قصة الأجندات الخارجية اصبحت قصة ساذجة ومضحكة لا تمثل الواقع، وتحدث عن ابحاث قام به منذ كان في كلية الدفاع الوطني العسكرية العليا، تتضمن “ان كثيراً من الوزارات تعمل بدون تخطيط استراتيجي ولا خطط واضحة ومكتوبة ومعلومة”.
وزاد :” ان الضابط والفرد في القوات المسلحة لا يستطيع التعبير عن اي رأي سياسي او في الشان العام ولا المشاركة باي نشاط سياسي، ولا حتى فتح حساب على وسائل التواصل الاجتماعي، وينحصر دور الضابط مهما كانت رتبته في القيام بالواجبات المطلوبة منه والأوامر والتعليمات العسكرية او الامنية التي تأتيه حتى لو لم يكن مقتنعا بها”.
وأشار العميد المشاقبة إلى أن المشاركة باي حراك سلمي او الكتابة في السياسة والإدارة والتحدث عن الفساد وحرية الرأي هي حقوق دستورية ولا يجوز مصادرتها طالما لا تخالف الدستور والقوانين ولا تسيء لاحد.
وقال: لا اريد التعليق على تأويلك لكلمات جلالة الملك، لكني لا اتفق مع فهمك لها مع كل الاحترام؛ واؤكد لك ان الحلول الامنية وسياسات الاعتقالات وقمع الرأي المخالف خطيرة جداً على الامن الوطني في هذه المرحلة، فالمعارضون هم ابناء وطن منتمون اختلفنا معهم في الطرح ام لا، وكثير منهم لهم رؤيتهم في الاصلاح”.
وأضاف : “ليس لنا اي مطالب شخصية، ولا نطمع بمناصب ولا منافع، ولا نسعى لكسب شعبوية (اتحدث باسمي وباسم مجموعة كبيرة من كبار الضباط المتقاعدين اللذين اعرفهم حق المعرفة)”.
وزاد : صُعقت بحجم ونوع الفساد ومن هم المتورطين فيه، وان الفساد وسوء الادارة هما من سببت كل هذه الأزمات التي أفقرت الدولة والشعب معاً وأضعفت مقاومته في سياسة متدرجة( تجويع، تركيع، توقيع)، واكتشفت ان اموال ومقدرات الوطن الى حسابات فئة ضالة نهشت لحمه كالكلاب الضالة حتى اصبح عظماً”.
حول تهمة الضباط بالبحث عن منافع شخصية قال :”كبار الضباط المتقاعدين الجريئين الشرفاء واتهامهم بأنهم يبحثون عن منافع شخصية؛ فحين ارى وطني وشعبي بخير فانا واولادي ومستقبلهم بخير، اما البحث عن منفعة او مصلحة شخصية فهي نيّة لا أستطيع انا او انت النبش عن ضميره ومعرفة نيته”.
كما اضاف منوهاً الباشا الحواتمة ؛ الشعب بحالة اكتئاب وسلبية لما يخشاه على مستقبل الوطن؛ ولما يعانيه من سوء أوضاعه المعيشية، ولما يسمع ويرى من فساد الكبار، ومن سوء ادارات الدولة وتخبطها، يتألم من الفقر والبطالة وسوء الخدمات؛ وفقد الثقة بالدولة ومؤسساتها فاصبحت أغلبية الشعب معارضه غير منظمة ولا منتظمة، ويعبّر كلٌ عن معارضته واحتجاجه بطريقته الخاصة وحسب ثقافته وإدراكه وتربيته”.
ولفت إلى وعي الاردنيين لحجم التحديات والضغوطات التي يتعرض لها البلد؛ مشيراً إلى وجود مجموعة أزمات متداخلة والحل ان تبدأ الدولة بالاصلاح الحقيقي لمواطن الخلل الكثيرة ومحاربة الفساد المستشري وتحسين الوضع المعيشي للمواطنين والحوار مع الحراكات والمعارضة بدلاً من شيطنتها مشدداً على ان الشعب بغالبيته يقف مع الملك في موضوع القدس ويرفض صفقة القرن والوطن البديل.
وكان رئيس الاركان الجيش الاردني السابق الفريق الركن محمود حماد ، مدير العمليات الحربية موسى العدوان وضباط اخرون قد ظهروا في عدة تظاهرات في الشارع العام وشارك في إجتماعات لمعارضين.
الا ان تحليلات صحافية محلية ذهبت إلى التأكيد على ان الجنرال الحواتمة قام بتحليل عناصر قدرة الدولة الأردنية، وتماسك الجبهة الداخلية خاصة ما يتعلق بالعشائر الأردنية التي تعد خط الدفاع الأول عن الوطن، وتكامل قواتها المسلحة وأجهزتها الأمنية.
أشارت إلى رسائل بعث بها جلالة الملك إلى الداخل والخارج من خلال ارتدائه للزي العسكري، ومكان وجوده في القيادة العامة، وكلمة “كلا” التي استخدمها جلالته في معرض حديثه عن رفض المساومة على القدس وفلسطين، وهي الأداة القاطعة التي يستخدمها العسكريون في مراسلاتهم اللاسلكية لوقف النقاش.
الحواتمة فاجئ الجميع بقوة الطرح وهجومه على تلك العناصر التي باتت تصنف ضمن معيقات الدولة معترفا بوجود سوء المخرجات الناجم عن ضعف التخطيط الاستراتيجي قبل أعوام خلت.