السلايدر الرئيسيتحقيقات
ثوار غزة يربكون أمن إسرائيل بأدواتهم السلمية
– غزة- خاص – تستمر إبداعات الشباب الفلسطيني الثائر، في ابتكار وسائل وأساليب جديدة لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي بطريقة سلمية، على طول السياج الأمني شرقي وشمالي القطاع، ضمن فعاليات مسيرة العودة الكبرى التي انطلقت نهاية مارس الماضي تزامناً مع الذكرى الـ(40)، ليوم الأرض لاستعادة حقهم المسلوب، والمطالبة برفع الحصار عن قطاع غزة.
واستطاع الشباب الثائر الذين لا يمتلكون سوى الأحجار، والوسائل البدائية في القتال مثل المقلاع والزجاجات الفارغة والمقلاع، وغيرها من الوسائل المبتكرة، التأثير على أمن الاحتلال واستنفار كافة قواته وجنود على طول الحدود، إضافة إلى تكبيده خائر مادية جسيمة.
ومنذ انطلاق فعاليات مسيرة العودة الكبرى استشهد أكثر من 193 مواطنًا فيما أصيب ما يزيد عن 20 ألفًا آخرين، وكانت أغلب هذه الإصابات بالرصاصات المتفجرة، التي اعتبرتها محكمة الجنايات الدولية جريمة حرب.
ابتكر الشبان الفلسطينيون طرقاً وأساليب جديدة لحماية أنفسهم من استهداف قوات الاحتلال أثناء المشاركة بالمسيرات السلمية، تمثلت بعدة وحدات قتالية سلمية من المواطنين، لكل وحدة منها مهامها الخاصة، وأساليبها المتنوعة التي عجز الاحتلال على مواجهتها والحد منها.
وحدة المنجنيق
في الجمعة الثالثة من مسيرات العودة ابتكر الشباب الثائر وسيلة جديدة لحماية أنفسهم من الرصاص قنابل الغاز، وهى عبارة مقلاع طويل و”منجنيق” تُطلق عبر حفر لا تزيد على المتر، تستخدم هذه المقاليع لإطلاق الزجاجات الحارقة والحجارة الكبيرة ومداها لا يتعدى 350 متراً.
والمنجنيق هى أداة مصغرة عن الآلة الحربية القديمة يستخدمها المتظاهرين لإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة، ولم يستخدم أعضاء هذه الوحدة الأسلحة الخطيرة، حتى لن يكون مبرراً لاستهداف الشباب وقتلهم، بحسب أحد أعضاء الوحدة.
وحدة الكوشوك
في الجمعة الثانية لانطلاق مسيرة العودة تم تشكيل وحدة “الكوشوك” لحماية المتظاهرين والمحافظة على سلمية المسيرة، حيث يتم جمع إطارات السيارات القديمة، وإشعالها بالقرب من الحدود لحجب الرؤية وعدم تمكن الجنود من قنص الشبان.
وحدة الطائرات الورقية
تطور عمل الشبان الثائرين على الحدود الشرقية لقطاع غزة، فابتكروا طريقة جديدة لتكبيد الاحتلال خسائر مادية عبر الطائرات الورقية، وكانت من أكبر الإنجازات والانتصارات بالنسبة للمتظاهرين، فلا تكاد تمر ساعة لا يرى المرء فيها تجمع عدد من سيارات الإطفاء والدفاع المدني التابعة للاحتلال على حدود غزة، لإطفاء الحريق الذي سببته الطائرات الورقية.
وتعددت الأضرار التي خلفتها الطائرات الورقية في الأراضي المحتلة، وخلفت خسائر لدى الاحتلال لم تستطع صواريخ وقذائف المقاومة الوصول لنفس نتائجها، وتحدث الإعلام الإسرائيلي عنها بأنها أداة جديدة من الإرهاب التي تعجز القبة الحديدية عن أداء عملها تجاهها، وحتى المضادات الأرضية. وأشار موقع “ولاه” العبري الى أن هذه الطائرات الورقية جعلت قوات الدفاع المدني في منطقة غلاف غزة في حالة تأهب مستمرة.
وحدة البالونات الحارقة
ويعد عمل هذه الوحدة هو الأخطر على الإطلاق وهى منبثقة عن وحدة الطائرات الورقية، مكونة من مادة الهيليوم، وهي أداة سهلة الاستخدام، خصوصاً عندما تكون الرياح من جهة الغرب، فإنها تصل بسهولة إلى الأراضي المحتلة، وتأثيرها أكثر من تأثير الطائرات الورقية، وتشعل الحرائق بشكل كبير.
وشكلت هذه الوحدة خطراً كبيراً على أمن الاحتلال الإسرائيلي، فالبالونات التي يتم إطلاقها من قطاع غزة تجاه الأراضي المحتلة تسبب بحرائق أراضي المستوطنين وألحقت خسائر مادية كبيرة، وتوعد وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان مطلقي تلك البالونات بالاغتيال عدة مرات وتم استهدافهم بالطائرات واستشهد عدداً منهم ولكن ذلك لن يثنيهم عن عملهم.
وحدة الإرباك الليلي
هى تطور جديد في أساليب مواجهة الاحتلال الإسرائيلي سليماً على حدود غزة، ففي الظلام الدامس يتوجه الشباب الثائر إلى المناطق الحدودية، لمشاغلة جنود الاحتلال الإسرائيلي واستنفارهم، من خلال مداهمة ثكناتهم العسكرية وإلقاء الحجارة، وإشعال الإطارات المطاطية، وإصدار الأصوات المزعجة عبر مكبرات الصوت، لإزعاج الجنود وسكان مستوطنات غلاف غزة.
والهدف من إنشاء وحدة الإرباك الليلي بحسب أحد أعضائها هو تنغيص حياة سكان المستوطنات القريبة من قطاع غزة، وعدم تركهم يهنئون بحياتهم، واستنفار الجنود المتمركزين على الحدود ليلاً، وذلك لإجبار الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ مطالب الفلسطينيين، وفك الحصار عن قطاع غزة.
وتتميز هذه الوحدة عن باقي الوحدات التي نشطت خلال مسيرة العودة، أنها تعتمد على نظام المفاجأة باقتحامهم الحدود ومباغتته الجنود في أماكن تواجدهم، إضافة إلى عدم تنظيم مواعيد العمل وذلك لمفاجأة الجنود في اقتحام ثكناتهم العسكرية وإرباكهم.
ويتعرض أعضاء وحدة “الإرباك الليلي” إلى الاستهداف المتكرر من قٍبل قوات الاحتلال بشكل مستمر، مما أدى إلى استشهاد عدداً من الشبان الذين ينشطون في ساعات الليل.
المخيمات البحرية
لم يكتفي المتظاهرين بالتوجه إلى الحدود الشرقية لقطاع غزة صباحاً ومساءً، لمقارعة الاحتلال الإسرائيلي بالوسائل والأدوات السلمية، بل توجهوا لإقامة مخيم بحري، قبالة موقع “زيكيم العسكري” والذي يعد من أكثر المواقع الإستراتجية لدى الاحتلال،
ويعد مكان إقامة المخيم الجديد نقطة حساسة جداً بالنسبة لجيش الاحتلال، خاصة بسبب قربها من البحر والمواقع الأمنية، يهدف إلى ابتكار أشكال مختلفة للفعاليات، والتي ستكون أكثر ضغطًا على الاحتلال الإسرائيلي.