رياضة

 مرارة الخروج الأوروبي تطغى على احتفالات يوفنتوس بإنجازه التاريخي

ـ روما ـ  رغم احتفالات يوفنتوس بالاحتفاظ بلقب الدوري الإيطالي لكرة القدم للموسم الثامن على التوالي، وذلك قبل خمس مراحل على نهاية الموسم الحالي، لكنها لم تستطع تبديد الطعم المرير لوداع الفريق الموجع لبطولة دوري أبطال أوروبا.

وبدا الشعور بخيبة الأمل عقب خروج يوفنتوس المفاجيء من دور الثمانية لدوري الأبطال أمام أياكس أمستردام الهولندي بالهزيمة 2-1، محسوسا في ملعب (أليانز ستاديوم) بمدينة تورينو، خلال لقاء الفريق مع ضيفه فيورنتينا أمس السبت، ضمن المرحلة الثالثة والثلاثين للبطولة، حيث قام بعض المشجعين المتعصبين بقلب لافتاتهم كنوع من الاحتجاج طوال مباراة فيورينتينا.

وساءت الأجواء داخل الملعب، لاسيما بعد تقدم فيورنتينا بهدف مبكر حمل توقيع لاعبه الصربي نيكولا ميلنكوفيتش وفرض سيطرته على مجريات الشوط الأول، قبل أن يدرك أليكس ساندرو التعادل لفريق السيدة العجوز قبل نهاية الشوط الأول، فيما أحرز الأرجنتيني جيرمان بيزيلا لاعب فيورنتينا هدفا بالخطأ في مرماه، محرزا الهدف الثاني لأصحاب الأرض، ليتوج يوفنتوس بلقبه الخامس والثلاثين بالدوري الإيطالي رسميا.

وبجانب مواصلة يوفنتوس، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة المحلية، هيمنته على لقب المسابقة، فقد أصبح أول فريق بالدوريات الأوروبية الخمس الكبرى (الدوري الإيطالي والانجليزي والفرنسي والألماني والإسباني) يحتفظ بلقب الدوري في ثمانية مواسم متتالية.

كما جاء حسم يوفنتوس المبكر للقب قبل نهاية المسابقة بخمس مراحل، ليعادل الرقم القياسي الإيطالي الذي تحمله فرق إنتر وفيورنتينا وتورينو، التي سبق لها أن توجت باللقب قبل نهاية البطولة بخمس مراحل أيضا.

ورغم ذلك، يشعر معظم محبي يوفنتوس بالحسرة بسبب الإخفاق الأوروبي وفشل الفريق في استعادة اللقب الغائب عن خزائنه منذ عام 1996، حيث انطلق بضع مئات منهم فقط إلى ساحة بياتزا سان كارلو للمشاركة في الاحتفالات الفاترة باللقب المحلي.

وتمثلت الأنباء السارة لكل من جماهير يوفنتوس الساخطة والسعيدة في اجتياز النجم الدولي البرتغالي كريستيانو رونالدو محنة الفشل في الفوز بالبطولة القارية، التي حصل عليها في خمس مناسبات سابقة، بعدما تعهد بمواصلة مسيرته مع الفريق الإيطالي في الموسم المقبل.

وكتب رونالدو، الذي انتقل ليوفنتوس في الصيف الماضي قادما من ريال مدريد الإسباني الذي فاز معه بدوي الأبطال في المواسم الثلاثة الماضية، على حسابه الألكتروني الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي (تويتر) “إنني فخور بالمساهمة في كتابة قصة هذا النادي الاستثنائي، الذي أراد أن أكون معه ويشرفني أن أكون جزءا منه”.

أضاف رونالدو “إنني سعيد. نحن ناد قوي ورائع”.

من جانبه، شدد جورجيو كيلليني قائد يوفنتوس على عقيدة الفريق، التي أعلن عنها أندريا أنييلي رئيس النادي قبل سنوات بأن “الفوز هو الشيء الوحيد المهم”.

وقال المدافع الدولي “لا توجد طريقة لفهم التاريخ الذي نصنعه. ينبغي أن نشعر بالفخر ونواصل السير على هذا النهج. مع طموح كبير لمواصلة الفوز والتحسن في كل وقت”.

أضاف كيلليني “سنبدأ من جديد في تموز/يوليو مع المزيد من الرغبة في الفوز مرة أخرى”.

ويعد كيلليني وأندريا بارزالي، الذي أعلن إنهاء مسيرته الرياضية بنهاية الموسم الحالي، هما الوحيدان اللذان توجا بكل الألقاب الثمانية، فيما فاز المدرب ماسيمليانو أليجري بخمسة ألقاب، بعدما تولى المسؤولية في عام 2012 خلفا لمدرب الفريق السابق أنطونيو كونتي، الفائز مع يوفنتوس بأول ثلاثة ألقاب.

وقال أليجري “إنني سعيد للغاية. إنه إنجاز كبير. الفوز بالبطولة للمرة الثامنة قبل نهاية المسابقة بخمس مراحل يبرهن على أهمية ما قمنا به”.

لم يواجه يوفنتوس أي منافسة تذكر من أجل الحصول على اللقب المحلي، حيث افتتح مشواره هذا الموسم بتحقيقه ثمانية انتصارات متتالية، قبل أن يتفوق بفارق 16 نقطة على أقرب ملاحقيه نابولي عقب فوزه عليه في لقائهما الذي جرى مطلع شهر آذار/مارس الماضي، ليحسم حينها فوزه بالبطولة من الناحية العملية.

ويحلق يوفنتوس في الصدارة، متفوقا بفارق 20 نقطة الآن على نابولي، صاحب المركز الثاني، الذي يستعد لمواجهة ضيفه أتالانتا غدا الاثنين بالمرحلة ذاتها.

ورغم ذلك، خرج يوفنتوس من دور الثمانية لبطولة كأس إيطاليا، بخسارته صفر / 3 أمام أتالانتا في كانون ثان/يناير الماضي، ليعجز عن الفوز بالثنائية المحلية (الدوري والكأس)، بعدما حصل عليها في المواسم الأربعة الماضية، وهو ما اعتبره مشجعوه المتشديين انتكاسة للفريق، الذي ضم رونالدو مقابل 100 مليون يورو (5ر112 مليون دولار).

وأحرز رونالدو خمسة أهداف خلال أربع مباريات خاضها مع يوفنتوس في الأدوار الإقصائية لدوري الأبطال هذا الموسم، بالإضافة لتسجيله 19 هدفا بالدوري الإيطالي حتى الآن.

ويحتل رونالدو المركز الرابع في ترتيب هدافي الدوري، متأخرا بفارق ثلاثة أهداف عن فابيو كوالياريلا، مهاجم سامبدوريا، الذي يتربع على الصدارة، حيث يأمل في زيادة رصيده التهديفي خلال المراحل المقبلة، التي ستنتهي بلقاء يوفنتوس مع جنوه في 26 أيار/مايو المقبل. (د ب أ)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق