– الأردن – يعد أردنيون وبالأخص فئة الشباب عدتهم، استجابة لنداء طالما انتظروه خصوصاً في السنوات القديمة الماضية يعدهم بأخذهم في رحلة إلى الفضاء، رحلة بثت الأمل في البعض أنها تكون ذهاب دون عودة أو بالأردني “روحة بلا رجعة”.
في ظل حالة اليأس والإحباط التي يعيشها الشباب الأردني اليوم والتي تصاحبها العجز وقلة الحيلة في الوصول الى العدالة الاجتماعية من جراء السياسات الحكومية المتعاقبة التي كانت الى حد ما ظالمة، ينتظر الأردنيون بصيص أمل ليس ذلك البصيص الذي تحدث عنه رئيس الحكومة الأردنية الدكتور عمر الرزاز إنما بصيص لا يحمل في جعبته وعود لا تنفذ ولا قرارات كالحبر على الورق إنما هو بصيص أمل صادق وحقيقي ينقذهم من حالة الكساد النفسي الذي يمرون به حتى لو كان عن طريق رحلة إلى الفضاء.
استبشر أردنيون خيراً يوم أمس عندما أعلنت مجموعة من الشباب الأردنيين المبدعين (بالمناسبة هناك فئة لا بأس بها من الأردنيين المبدعين لكن لا حظ لهم ولا يد تمد اليهم لإطلاق العنان لابتكارهم) أعلنت هذه المجموعة عن رحلة في منتصف الشهر المقبل من الأردن إلى الفضاء الخارجي!
ودون التفكير أو التحقق من صحة هذه الدعوة التي حجزت لها مكاناً على موقع الفيسبوك بدأت طلبات المشاركة في هذه الرحلة تنهال على صفحة الدعوة، بل طالت أيضا مبادرات من قبل طالبي اللجوء الى الفضاء بتقديم أي نوع من المساعدات في سبيل إنجاح هذه الرحلة حتى لو كلف ذلك أي ثمن!
واللافت والجميل أيضا أن هذه الرحلة مجانية بحسب ما أكده الشاب مجدي القضاة وهو أحد مؤسسي رحلة الأردن الى الفضاء الخارجي في حديث له مع “” والذي أجاب بكل ثقة على سؤال ما اذا كان مصير هذه الرحلة النجاح بقوله بصوت حاد واثق: “ليش لأ؟!”.
مجدي القضاة وزملاء له أنشأوا شركة متخصصة في بناء الجولات الافتراضية مبدأ عملها يقوم على نقل الشخص من مكان الى آخر واستحدثت الشركة فكرة مبدعة جدا وهي أخذ الأردنيين في جولة من الأردن الى الفضاء، حتى لو كانت هذه الجولة افتراضية “ليش لأ؟”.
وأيد القضاة فكرة أن الشباب الأردنيين يعانون من وضع نفسي متعب جدا لذلك لم تكن هناك غرابة في طلبات المشاركة في الرحلة التي انهالت على صفحتها على الفيسبوك، حتى أن الأغلبية لا يعرفون أنها رحلة افتراضية ولم يسألوا “أصلاً”.
رحلة من الأردن الى الفضاء الخارجي واحدة من أحلام شباب أردنيين “الفانتازية” وهي ليست الأولى انما سبقتها الكثير من الأحلام الشبيهة مثل تلك التي انطلقت منذ عامين في رحلة الى المريخ لكنها أحبطت بدون سابق انذار، وسبقها وما يزال هاش تاغ #مطول_هالنيزك؟
هذا الهاش تاغ الذي يكون خاتمة كل منشور على صفحات المواقع التواصل الاجتماعي من قبل أردنيين يعربون عن غضبهم ويأسهم أيضا من الأخبار التي تهجم عليهم من هنا وهناك وتحبط كل مشروع لهم لغد أكثر انصافا.
وسبقتهم أيضا الفرحة العارمة التي دخلت نفوس أردنيين عندما انتشر خبر قبل أيام عن قرب وصول مركبة فضائية الى كوكب الأرض، فرحة وان كانت على سبيل الخيال لكنها نجحت في رسم خيال عادل لأردنيين.
يقول الامام علي بن أبي طالب :”ليس ببلد أحق عليك من بلد، خير البلاد ما حملك”، ويقول الأردنيون باللهجة البدوية: “لزومن أرحل عن الديرة”، سواء في بلد أو حتى كوكب لكن من الواضح على الدولة الأردنية أنها “لزومن تلتفت إلى أبنائها”!