ـ القاهرة ـ من شوقي عصام ـ اللجوء إلى الحلفاء في الخارج، كان محور قادة الصراع في ليبيا خلال الأيام الأخيرة، ما بين جولة قام بها قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، بدأت بالقاهرة للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وستشمل خط الحلفاء للجيش الليبي الممتد إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، ليقدم “حفتر” ما يحقق عبر قواته من نجاحات على الأرض في دخول طرابلس، ويكشف بحسب محللين سياسيين، ما يثبت من تعاون “الوفاق” مع مليشيات ومرتزقة أجانب على أرض ليبيا.
أما رئيس حكومة الوفاق، فائز السراج، الذي قام بجولة أوروبية بدأت من إيطاليا ثم فرنسا وألمانيا وأخيرا بريطانيا، للحصول على دعم دولي، أصبح موقفه صعبا، لاسيما بعد ما خرج من رئيس الوزراء الإيطالي، جيوزيبي كونتي، ليؤكد على إجراء حوار مع المشير حفتر، ويبدو أن ما جرى في الكواليس بين السراج وكونتي في روما، وأيضا مع الرئيس الفرنسي أيمانويل ماكرون في باريس، حمل سلبيات لموقف السراج، وأيضا في ألمانيا، قرر السراج انهاء عمل 40 شركة أوروبية من إيطاليا وفرنسا وألمانيا في ليبيا.
وبحسب محللين سياسيين ليبين ومتخصصين في الشأن الليبي، فأن الموقف الإيطالي تجاه حكومة الوفاق، تغير بعد لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في نهاية شهر أبريل مع رئيس الوزراء الإيطالي جيوزيبي كونتي في الصين على هامش قمة الحزام والطريق.
وفي هذا الصدد، يقول أستاذ القانون الدولي الليبي، د.محمد الزبيدي، في تصريحات خاصة، ان الموقف الإيطالي تغير في الصين بعد لقاء السيسي مع كونتي هناك، ليوضح دور وسيطرة المليشيات الإرهابية على حكومة الوفاق، وعمل هذه المليشيات على احتضان مسلحين متشددين في صفوف مليشيات تابعه للوفاق، وإدارة عملية الهجرة الغير شرعية إلى أوروبا، وكل ذلك بالطبع من خلال معلومات مثبته تملكها الحكومة المصرية.
ويؤكد الزبيدي، ان اللوبي القطري التركي، يعمل على دعم السراج أوروبيا، ولكن الموقف الايطالي تغير، والموقف الفرنسي ثابت بدعم المؤسسة العسكرية الليبية ضد الجماعات الارهابية، والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل طالبت السراج بالعودة إلى الاتفاق الذي تم في أبوظبي، ولذلك كانت جولة السراج الأوروبية فاشلة بامتياز، و جاء مع ذلك رد من السراج، بايقاف شركات عمل فرنسية وايطالية في ليبيا.
المحلل السياسي المتخصص في الشأن الليبي، محمد عز الدين، أكد أن الزيارة التي قام بها حفتر للقاهرة، قدم فيها المؤمرات المعنيه بسيطرة مليشيات ومرتزقة أجانب على حكومة الوفاق وعمل على اظهار ذلك للعالم على عكس ما يدعي رئيس حكومة الوفاق، فائز السراج، والزيارة تكشف أمور جديدة عن ما تدعيه حكومة الوفاق أمام دول العالم، فحكومة السراج تنفق أموال ليبيا على الجماعات المسلحة وضخت في أطار ذلك ملياري دينار ليبي، لمنع تقدم الجيش الوطني الليبي.
ولفت عز الدين، أن الدعم الحالي الذي يطلبه حفتر، يتعلق بدور القبائل الليبية بمساندة الجيش الوطني، في ظل ان المليشيات المسلحة تتحصن بمناطق ميدانية، ولا حل لاخراجها سوى دعم القبائل خاصة في مدينة مصراتة التي تعتبر الحاضنه للجماعات الارهابية.
بينما يرى المحلل السياسي الليبي، عبد الباسط بلهامل، أن فائز السراج هرول إلى الشرعية الخارجية محاولا انقاذ نفسه عبر الدوائر الاوروبية، ولكنها منيت بالفشل بداية من روما، انطلاقا من رئيس وزراء إيطاليا الذي أكد أنه سيفتح حوارا مع المشير خليفة حفتر، وهذا الأمر يعتبر رسالة خاصه للسراج الذي كان يمني نفسه، بأن الايطاليين سيحشدون كامل قواهم ويتوجهون إلى جنوب طرابلس لدعمه، ولكن الاوروبيين انفضح لهم الامر في طرابلس، ويطالبون بشكل سري بسرعة بحسم الأمر في طرابلس.
وقال بلهامل، ان الاوروبيين أكثر المتضريين من دور مليشيات السراج، حيث يبتلون يوميا بالهجرة الغير شرعية، ومليشيات السراج هي التي تصدرهم له، وان مكونات الجماعات الارهابية المتوافرة تكون من تركيا عدوهم الأول، تعمل تحت يد هذه المليشيات، ويعلمون من يقف وراء نشر السلاح في غرب ليبيا، فضلا عن ضم هذه المليشيات، الكثير من المطلوبيين على قوائم الارهاب، الذين يحاربون تحت يد هذه المليشيات، لذلك فشلت زيارة السراج.