السلايدر الرئيسيتحقيقات

قياديون بارزون لحزب الأصالة والمعاصرة في المغرب يدفعون باتجاه عزل الأمين العام

فاطمة الزهراء كريم الله

ـ الرباط ـ فاطمة الزهراء كريم الله ـ بدأ أعضاء بارزين بالمكتب الفيدرالي لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض المعروف إعلاميا بـ” البام” شرعوا في جمع توقيعات قصد توجيه دعوة إلى رئيسة المجلس الوطني، فاطمة الزهراء المنصوري، لعقد دورة استثنائية للمجلس، وبالتالي عزل بنشماش من منصبه.
وبحسب مصادر صحفية، فإن غالبية فروع الحزب بالجهات والأقاليم تدفع في هذا الاتجاه، وهو ما ينذر بتصعيد التوتر، خصوصا بعدما تلفظ بعض الأعضاء بكلام يحمل قذفا في حق أعضاء آخرين، الشيء الذي سيصعب العودة إلى التوافق والحوار لوضع حد لهذه الأزمة.
هذا ويدفع غالبية النواب والمستشارين البرلمانيين للحزب، بهذا الطرح ويرفضون بقاء بنشماش والعربي المحرشي يتحكمان في دواليب الحزب؛ فقد “انضم العديد منهم للموقعين على الطلب لوضع حد لتصرفات الأمين العام”.
وبحسب ذات المصادر، فإن “تيار المستقبل”، الذي يتزعمه أُطر الحزب وشبابه، يرفض الوصاية والحجر من طرف ما يسمى بـ”حكماء البام”، المتمثلين في الأمناء العامين السابقين، الذين وجهوا “نداء المسؤولية” في وقت سابق.
وأن هذا التيار الجديد، الذي لا يدعو إلى التفرقة، يسعى إلى تجديد النخب والديمقراطية واحترام ذكاء المناضلين ومنح الفرصة لنخبة سياسية جديدة، مضيفة أنه يريد حزبا قويا بكل مكوناته، ولكن يرفض قطعا بعض الممارسات التي ينهجها البعض، ومنهم الأمين العام.
ويذكر أن حزب الأصالة والمعاصرة، الذي يطلق عليه “حزب الدولة” منذ تولي أمانته العامة حكيم بنشماس خلفا للرجل “القوي والنافذ” إلياس العماري، يمر بأخطر أزمة تنظيمية تهدد وجوده.
وكشف الإعداد للمؤتمر الوطني الرابع للحزب أن بنشماس فقد التحكم في دواليبه، بعدما استطاع المعارضون له أن يتحكموا في اللجنة التحضيرية بانتخاب سمير كودار رئيسا لها، الأمر الذي لم يرق للأمين العام الذي فضل الهروب من الاجتماع الذي انعقد ليلة السبت الماضي.
من جهة ثانية، ارتفعت حدة الخلافات داخل اللجنة التحضيرية عندما أعلن المعارضون للأمين العام نهج مبدأ التعامل بالمثل وطالبوا بالعضوية لتسعة أعضاء إضافيين، وهو ما وافق عليه بنشماس، لكنه اعترض على تصويتهم داخل اللجنة، مع السماح لهم بالمشاركة في المناقشات العامة.

صوت خبراء “البام”…

وكان قد أصدر حوالي 50 باحثا ومثقفا ينتمون إلى حزب الأصالة والمعاصرة وثيقة أطلقوا عليها “صوت خبراء البام”، ضمت مجموعة من المقترحات، في مبادرة تدعم لا محالة المسار الذي أطلقه الحزب منذ تأسيسه إبان حركة لكل الديمقراطيين.
واعتبر موقعو الوثيقة أن أهمية هذا الصوت “تكمن في تلبية الحاجة الملحة لتأطير النقاش بشكل مهني وفعال من طرف كفاءات أسدت وما زالت تسدي إضافة نوعية للحزب، وهي تشتغل منذ تأسيس الحزب من وراء الستار. إنها مبادرة العارفين بواقع القطاعات التي راكموا بها خبرة تفوق في بعض الأحيان ثلاثين سنة من التجربة، وتحث جميع مناضلي وقياديي حزب الأصالة والمعاصرة إلى الإصغاء والاستماع إليها”.
ودعت الوثيقة، إلى جعل اللجنة الوطنية للأخلاقيات تحت إمرة مجلس الحكماء، مع التنصيص على عدم تجاوز العضوية في الهيئات الوطنية لولايتين متتاليتين فقط، وكذا توفر أعضاء المكتب السياسي على قدر مقبول من الكفاءة ومشهود لهم بالنزاهة.
واقترح موقعو الوثيقة الاعتماد على مبادئ المالية العمومية كأسس لتدبير موارد الحزب، مع إحداث منصب الآمر بالصرف وفصله عن المحاسب، إضافة إلى التدبير النشيط لموارد الحزب عبر توظيفها في سندات آمنة.
وأكد “صوت خبراء البام” أنه سيستمر بصفة منتظمة في نشر أوراق تترجم تصوره في القضايا والإشكالات الوطنية، خصوصا القضايا الاقتصادية والاجتماعية؛ من قبيل صياغة البرنامج الاقتصادي في أفق انتخابات 2021، تقييم استمرارية الدين العمومي وآثاره الاقتصادية، وإشكالية التشغيل والسياسات العمومية المرتبطة بها، وكذا إعداد تصور في السياسات العمومية القطاعية خصوصا في قطاع التعليم والصحة والبحث العلمي والحكامة والطاقة والبيئة باعتبارها قطاعات عرضية تترجم النموذج التنموي، وغيرها من الأوراق.

عبد اللطيف وهبي: بنشماش يعمل لصالح الأحرار…

في خضم الأزمة الحاصلة خرج عبد اللطيف وهبي، القيادي البارز في حزب الأصالة والمعاصرة، ليفجر “قنبلة” سياسية من العيار الثقيل، وذلك باتهامه لحكيم بنشماش، الأمين العام للحزب، بالعمل لصالح حزب التجمع الوطني للأحرار الموجود في الحكومة، على الرغم من أنه يقود الحزب المعارض الأول في البلاد.
وأوضح وهبي، في تصريح صحفي، أن بنشماش في كثير من القرارات التي اتخذها كان يربط فيها نفسه بحزب آخر في الأغلبية، في إشارة إلى حزب التجمع الوطني للأحرار. وأضاف المتحدث ذاته أن “هذا الأمر خلق لنا مشاكل معه، وكنا نقول له نحن حزب معارض ويجب أن نتصرف بعقلية المعارضة مع جميع الفرقاء السياسيين بدون استثناء”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق