السلايدر الرئيسيمال و أعمال
ما فعله ترامب هو تمهيد لثورة تكنولوجية ستصب في مصلحة هواوي… والاسيويون لا يشعرون بالقلق… وحرب على بيانات المستخدمين
مريم السايح
ـ المالديف ـ من مريم السايح ـ ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالخوف والقلق إثر قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمنع التعاون التكنولوجي بين مايكروسوفت وجوجل مع الشركات الصينية وعلى رأسها هواوي، الأمر الذي يحول بين هواوي كشركة تصنيع أجهزة محمولة وإمكانية تشغيل تلك الأجهزة بنظام أندرويد المتعارف عليه كما هو الشائع، الأمر الذي اعتبره بعض رواد التواصل الاجتماعي بداية لنهاية الشركة الصينية وكثير من المبالغات عن مرد خسارة هواوي التي تستعد لمواجهة صدمة تكنولوجية بحسب وصفهم.
لكن من يتابع عن كثب تطورات شركة هواوي على مدار العام السابق فقط يستطيع أن يكتشف بسهولة أن ما فعله ترامب هو تمهيد لثورة تكنولوجية منافس ستصب في مصلحة هواوي أولاً، يبدو تناول الموضوع بهذه الزاوية الأسيوية فالمقيمين بآسيا لم ينتابهم نفس مشاعر القلق التي نالت باقي مستخدمي هواوي في باقي أرجاء العالم لأنهم يعلمون تماماً حجم التقدم التكنولوجي التي وصلت له هواوي.
هواوي تؤسس عصر الجيل الخامس
بحسب صحيفة دايلي ميل وبالتحديد بمارس/ آذار الماضي أعلن الإعلام الصيني عن أول عملية جراحية بالمخ عن طريقة تقنية ال 5G باستخدام روبوتات عن بعد على مسافة 1800 ميل برعاية شركة هواوي التي أسست حجر الأساس في تقنية الإنترنت من الجيل الخامس الأولي من نوعها بالعالم، وهو تقدم تكنولوجي مخيف، عملية دقيقة بهذا الحجم تمت بالكامل عبر شبكات هواوي من الجيل الخامس تعني كفاءة انترنت غير مسبوقة بالعالم كله ولا يوجد لها مثيل بأوروبا ولا بأمريكا حيث لم يصل العالم إلا لتقنية الجيل الرابع، هواوي لم تكتفي بتأسيس الجيل الخامس ولكنها وجهته لأدق وأهم المهام العمليات الجراحية عالية الدقة، بالإضافة لكون هذا التقدم هائلاً من الناحية التكنولوجية إلا إنها طفرة بتاريخ البشرية حيث تتيح للمرضي بالقري الصينية النائية التداوي والجراحة على يد أمهر الأطباء بغض النظر عن التواجد الجغرافي، بالطبع هذا التباهي التكنولوجي آثار غضب الكثيرون وبدأت التهديد المنهجي ضد هواوي.
حرب اقتصادية أم خوف من التجسس
ترامب أعلن عن منع التعامل بين الشركات الأمريكية ونظيرتها الصينية، وصرح 23 مايو/آيار لمراسل سأله عن الأمر معللاً أن هواوي شركة خطيرة جداً، من الناحية الأمنية والعسكرية يجب أن يتم إيقافها عند حدها ولا يمكن التعامل معها إلا كجزء من اتفاقيات تجارية، يبدو أن ترامب يعي جيداً حجم التطور التكنولوجي التي صارت إليه هواوي، لكن هل بني قراره على وقف هواوي عن حدها وتقليم أظافره أم هي محاولة للاستئثار بالحجم الهائل من البيانات التي تنصب في جوجل دون أن يكون لأي شركة أخري الحق أو الاحتمال للوصول إلى ذلك الكم الهائل من البيانات؟
لم تجب أي من التصريحات الأمريكية عن سر الصراع هل هو اقتصادي أم تكنولوجي أم هي حرب بيانات حتى اللحظة لكن هواوي لم تكن كما يتخيلها الغرب ساكنة تنتظر من يقوضها بل أعلنت عن “هونج مينج”.
هونج مينج منافس أنظمة أندرويد و IOS
في خطاب رسمي يبدو في أن هواوي تطمئن مستخدميها أنها مستعدة للقرارات الأمريكية وإنها جاهزة بنظام هونج مينج لتشغيل أجهزتها في الإصدارات الحديثة، كما استعدت هواوي ستور من قبل على غرار play store الموجود في نظام أندرويد ومتأهبة تماماً للقرار الذي لم يصدم هواوي بالمرة.
لكن بالعودة إلى مارس/ آذار وقت إعلان هواوي عن تقنية الجيل الخامس في الإنترنت انتشرت عدة تسريبات بنفس الوقت عن هونج مينج بين أوساط الإعلاميين المهتمين بالتكنولوجي وكذلك المبرمجين وهو ما فُصل في تقرير على موقع تك كرانش بيوم 14 مارس/ آذار الماضي، الأمر الذي يطرح سؤالاً جديداً. هل قرارات ترامب خوفاً من التقدم التكنولوجي على الأمن الأمريكي أم خوف على الاقتصاد الأمريكي؟
التنين الصيني في مواجهة مباشرة مع الهيمنة الأمريكية
بالحقيقة صراع الكبار القائم حالياً فيما بينهما وفلسفة أسبابه صعب توضيحها الآن، لكن فيما يبدو من المعلومات التي حصرتها من أجل هذا التقرير أن ترامب بالتأكيد يعرف بأمر “هونج مينج”، واختياره لهذا التوقيت بالذات أمر يخدم هواوي بشكل مباشر الأنظمة بهذه القوة لا تبني بين عشية وضحاها والتسريبات عن “هونج مينج” في آذار الماضي كانت بالتأكيد بعد الانتهاء الكامل من البرمجة والاختبار وما إلى ذلك وقرار ترامب بهذا التوقيت هو هدية يقدمها إلى هواوي لكي تعلن عن نظام قد يبدو إنه طوق نجاة لمستخدمي هواوي الحاليين وبمثابة تجربة إجبارية سيخوضها المستخدمون على عكس إطلاقه لاحقاً في إصدارات جديدة الأمر الذي قد يلاقي بعض التخوفات من التجربة، وإن كانت هواوي قد حازت على ثقة مستخدميها عبر العالم طبقاً لتقرير الغارديان بلغ عددهم في 2018 إلى 51 مليون مستخدم في مقابل 41 مليون مستخدم لأيفون.
حرب بيانات
بالنهاية قد يبدو تخوف ترامب من الخروقات الأمنية منطقياً من شركة تؤسس الجيل الخامس للإنترنت وتحقق نظام خاص بها ينافس أندرويد وIOS، لكن هل يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تتخلى على حجم البيانات الغير مسبوق التي تجمعه عن طريق جوجل حينما تقتنص هواوي المستخدمين إلى نظام هونج مينج المنيع ضد الخروقات الأمريكية، الصراع الذي يبدو اقتصاديا ممزوجاً بتخوفات أمنية والعسكرية يحوي بين طياته حرب على بيانات المستخدمين جرت العادة إن الولايات المتحدة الأمريكية تحكم عليها السيطرة
كيف بين عشية وضحاها تمنع قرارات ترامب هواوي من اختراق بيانات الأمريكيين.
وفي نفس اللحظة يقدم ترامب فرصة على طبق من فضة للصين بالدخول إلي منجم البيانات جديدة لتشارك الصين لأول مرة في بنوك المعلومات والبيانات الخاصة بالمستخدمين والتي تسهم في عمل أبحاث وبيانات تسويقية وأمنية واجتماعية من شأنها عمل الكثير من الطفرات لاحقاً فكل المعلومات التي يكتبها المستخدمون على جوجل حتي ولم تفشي سرية المستخدم الشخصية لكنها تحتفظ ببياناته مثل العمر والنوع والبلد وبالتالي يمكن تحليل تلك البيانات لاستخدامات لا حصر لها، الأمر الذي اقتصر على الولايات المتحدة منذ البداية لكن بعد إعلان نظام هونج مينج أصبح اليوم الأمر بإمكانية هواوي مثل جوجل تماما بمجرد التشغيل الدخول إلى تلك المنطقة المحظورة، الأمر الذي يجعل قرار ترامب بالمنع هو فتح أبواب المجد لهواوي والصين وليس تقويضها.
تعليق واحد