العالم
حزب بولسونارو يتحول إلى عملاق برلماني في البرازيل
– لم يفز السياسي اليميني المتطرف يائير بولسونارو بالجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية أمس الأحد فحسب، لكنه حول حزبه الصغير الى قوة كبيرة في الكونجرس وفقاً لنتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت أمس أيضا ونشرت في وقت مبكر اليوم الاثنين.
ورفع الحزب الاشتراكي الليبرالي القومي المحافظ الذي ينتمي إليه بولسونارو تمثيله في مجلس النواب من ثمانية نواب إلى 52 نائباً.
وبهذه النتائج أصبح الحزب “الاشتراكي الليبرالي” ثاني أكبر حزب في مجلس النواب في البرلمان بعد حزب “العمال” الذي ينتمي إليه فرناندو حداد منافس بولسارنو الذي يمتلك 56 مقعداً لينخفض تمثيله من 68 مقعداً في الانتخابات السابقة.
وحصل إدواردو بولسونارو، نجل المرشح الرئاسي، على ما يقرب من مليوني صوت، ليصبح نائباً في البرلمان بأكبر عدد من الأصوات في تاريخ البرازيل.
وحصل يائير بولسونارو على نحو 46 بالمئة وحداد على حوالي 29 بالمئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية. وسيتواجه المرشحان في جولة إعادة في 28 تشرين أول/ أكتوبر.
كما انتخب البرازيليون 513 مشرعاً، وثلثي أعضاء مجلس الشيوخ المكون من 81 عضواً وحكام للولايات الـ26 في البلاد، وكذلك العاصمة برازيليا.
وكان 46 من أعضاء مجلس الشيوخ الـ 54 المنتخبين من القادمين الجدد، ومن بينهم نجل آخر لبولسونارو، وهو فلافيو بولسونارو، الذي حصل على مقعد عن ولاية ريو دي جانيرو.
وينظر إلى الفساد المستشري والجريمة المتصاعدة والركود الذي ساد في عامي 2015 و 2016 على أنها عوامل عززت صعود جائير بولسونارو، القائد السابق للجيش والمشرع منذ فترة طويلة، الذي يقدم نفسه على أنه من خارج عالم السياسة قادر على “تطهير” البرازيل.
يذكر انه جرى اختيار حداد قبل شهر واحد من الانتخابات مرشحاً بدلاً من الرئيس الأسبق لويز ايناسيو لولا دا سيلفا، الذي كان متقدماً على بولسونارو في استطلاعات الرأي، لكنه منع من الترشح بعد سجنه بتهم فساد.
وكان من المتوقع أن يفقد بولسونارو العديد من الأصوات بسبب التصريحات التي ينظر إليها على أنها جنسية أو عنصرية أو تنم عن رهاب المثلية. كما أن خططه الاقتصادية تعتبر مواتية للطبقة الوسطى والعليا، وليس للفقراء.
لكن حتى النساء والسود والسكان الأصليين صوتوا لصالحه في بلد يتطلع إلى التغيير السياسي.
وقالت عالمة الاجتماع استير سولانو من جامعة ساو باولو الاتحادية إن الناخبين أرادوا معاقبة “الطبقة السياسية التقليدية”.
وقالت سولانو لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): “إنه يشبه إلى حد كبير تأثير ترامب في الولايات المتحدة”. حيث يرفض الناخبون مزاعم التمييز الجنسي ورهاب المثلية الجنسية من جانب بولسارنو “لأن ما يهتمون به هو مزيد من الأمن وتقليل الفساد ووجود شخص جديد”.
ورحب ماتيو سالفيني، نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية في إيطاليا، بانتصار بولسونارو، وكتب على فيسبوك: “التغيير أيضا في البرازيل! لقد تعرض اليسار للهزيمة.. وأصبح الهواء نقيا”.
إلا أن السياسي بالحزب “الاشتراكي الديمقراطي” في ألمانيا، مارتن شولتس، وهو رئيس سابق للبرلمان الأوروبي، حذر من أن الانتقال إلى اليمين المتطرف سيكون “إشارة قاتلة لكل أمريكا اللاتينية وعبء آخر على التعاون الدولي”.
(د.ب.أ)