تركي الدخيل
لماذا لا يقف أحدهم بوجه الصباحيين؟
أقصد هؤلاء الذين يستيقظون باكراً، ليصوروا لنا كوب القهوة، وفصلاً من كتاب لا نعرف عنوانه، مذيلين الصورة، بعتاب لمن فاته جمال الصبح وضياءه!
لست من دعاة الكسل، ولا ساعات النوم الطويلة، لكني ضد من يجد نفسه في وقت من اليوم، ثم يظن الآخرين خسروا إذ لم يشاركوه ساعة استيقاظه، ولعلي أضيف إلى ذلك، أن لكل نصيبه من الصباح، إذا كان تعريف السعادة لدى القوم، لحظات الاسترخاء والتأمل والخلوة بكتاب تحبه أو موسيقى تطربك، فكما يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر، ففي الليل وساعاته الهادئة، ما لا يسمح لأهل الليل بالتصوير، ولا حتى بعتاب المشاركة، كما خصلة الصباحيين الأصيلة.
حتى الجمل، التي نجدها عن الصباح، هي جمل صحيحة سليمة منطقية، وتبقى بصحتها ومنطقيتها لو أننا محونا مفردة الصباح، واستبدلنا المساء بها. تعالوا لنجرب ذلك أيها الصباحيون. يقول جبران خليل جبران: «لو أننا استيقظنا في الصباح، ووجدنا أن الجميع أصبحوا من السلالة والعقيدة واللون نفسها، لاخترعنا أسباباً أخرى للتفرقة قبل حلول المساء»، والحق أن جبران، لو عاش إلى يومنا هذا، لاكتشف أن الصباحيين، هم الذين يفرقون بين النائمين، حتى قبل استيقاظهم، وأن أهل الليل متسامحون جداً، ولا يدعون أحداً لمشاركتهم سكون الليل وخشوعه وربما تبتله!
جبران نفسه، لم يسلم من الانحياز للصباح، ولو أنني أشك في أن انحيازه كان مدحاً للصباح ودعوة للنوم المبكر، فماذا يمكن أن نفهم من قوله: «من يترقب الصباح، يلاقِ الصباح قوياً»، ولعلها المرة الوحيدة التي يمر بي وصف القوة منسوباً للصباح.
يحضرني دائماً الوصف القرآني البديع: (والصبح إذا تنفس). صحيح أن النفس، لا يوصف تحديداً مع الوهن، لكن لم يخطر ببالي أن يربط النفس بالقوة.
ومن صباحيات جبران، ما أكد لي انحيازه، فالرجل يبتسم صباحاً، ويقول: «لقد ابتسمت كثيراً هذا الصباح، وها أنا أبتسم في أعماقي، وأبتسم في كليتي، وأبتسم طويلاً، وأبتسم كأنني لم أخلق إلا للابتسام»، ويحسب للرجل تخليه عن المقارنة غير المحمودة بين أجزاء اليوم، لأنه لم يعاتب النائمين، ولم يوقظ هواة القيلولة، وهي تبدأ عند العرب قبيل الظهر، ولم يلمزهم كما يفعل رفاقنا الصباحيون، في أزقة السوشيال ميديا!
لكنه أيضاً ينساق وراء الليل وسكونه، وإن لم تصدقوني فاستمعوا إلى فيروز وهي تشدو:
سَكَنَ الليلْ وفي ثوب السكونْ… تَخْتَبِي الأحلامْ
وَسَعَى البدرْ وللبدرِ عُيُونْ… تَرْصُدُ الأيامْ
وأكرر أنني لست ضد الصباح، فالبركة في البكور، وفيه تقسم الأرزاق، ومن بدأ مبكراً، أنجز التزاماته أسرع، وغالباً بفاعلية أكبر.
لكنني أرفض الوصاية على الناس، فالخلق أحرار في اختيار ساعات نومهم – طبعا مع إيماني بوجوب الاستماع للأطباء – حين يمنعون مريضاً من السهر، لكنني لم أسمع شاعراً ينهى محبيه عن تجربة السهر، بل إن نسبية الزمن قديمة، عند أحبابنا الشعراء، وأقدم منها ديمقراطيتهم وتفهمهم لأمزجة الناس، فالمتنبي شديد القناعة بأن المحب لا يردعه تشويه غيره لما يحب:
وهبني قلت هذا الصبح ليلٌ
أيعمَى العالمون عن الضياء؟
بل إن أبا الطيب، يرى أن الظهور والخفاء من أعمال القلوب، لا من نتائج الحواس، ناهيك من أفضلية الصباح على المساء، فهو المؤمن بأن السر في العين، والمقلة، والروح، لا في الوقت وتقاسيمه:
وإذا خفيت عن الغبي فعاذر
ألا تراني مقلة عمياء
ومن يعرف المتنبي، يعرف غرامه بأعمال القلوب، وهروبه من الاستعراض، فيما يجب ألا يبارح الوجدان، فهو حين يحب، يحب بالقلب لا باللسان، وحين يكره تخرج كراهيته من قلبه على لسانه:
ما الخل إلا من أود بقلبه
وأرى بطرف لا يرى بسوائه
وعلى مذهب المتنبي، فإذا استيقظ من تحب باكراً، فقد جعل الاستيقاظ عليك فرض كفاية، فانعم بنومك يا صاحبي، واهنأ ما دمت أنت وحبيبك نفساً واحدة، لا ترى بغير نظر المحبوب، على مذهب أبي الطيب.
بل وأبعد من ذلك كله، فالزمان ساعات الحبور والسرور والسعادة، سواء كانت صباحاً أو التقيتها ليلاً.
ما الفرق بين الكائن الصباحي الذي يضبط منبهه ويعاف القهوة بعد الثامنة ويكافئ نفسه حين يستيقظ مبكراً – كما توصي كتب التنمية البشرية – وغيره، ما دامت النهاية متطابقة:
كثير حياة المرء مثلُ قليلها
يزول وباقي عيشِه مثل ذاهب
ويزيد من وجع الحقيقة مرتين، ذكر الموت، إذ يستوي معه الصباح والمساء، ويصبح الزمن كله في عين أبي الطيب، ساعة رملية، لا تتجه في غير اتجاه الجاذبية والأفول:
وقد فارق الناس الأحبة قبلنا
وأعيا دواء الموت كل طبيب
ليس المتنبي وحده، بل يذهب بشار لأبعد من ذلك، إذ يربط الليل باللقاء والأحبة، ويرى وجه أول نهار بعد الفراق وجهاً أسود مكفهراً، في حالة طباق تامة، مع ما يصوره لنا المصورون الصباحيون:
حتى إذا بعث الصباح فراقنا
ورأين من وجه الظلام صدودا
جرت الدموع وقلن فيك جلادة
عنا ونكره أن تكون جليدا
ولست أدري ما مشكلة الشعراء مع الصباح، فلا المتنبي ولا ابن برد، ينحازان للضياء والجري الصباحي، قبل أن تملأ عوادم السيارات أجواء المدينة، وحتى نزار الدمشقي يستيقظ باكراً ليتذكر روح أمه، التي يبثها شكواه بعد رحيلها، حيث لم يعد الصباح الصباح نفسه:
صباحُ الخيرِ يا حلوة…
صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوة
مضى عامان يا أمّي
على الولدِ الذي أبحر
برحلتهِ الخرافيّةْ
وخبّأَ في حقائبهِ
صباحَ بلادهِ الأخضر
وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر
وخبّأ في ملابسهِ
طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر
وليلكة دمشقية…
أحسب أن طفولة الصبح تحمل الشعراء لصباحات بعيدة، تلك التي توقظنا فيها الأمهات ويرسمن جمال بداية اليوم قبل الخروج من البيت، وهن يغنجن صغارهن إذ يقدمن لهم الإفطار الشهي، ويعبئن الحقائب الصغيرة، بالكتب والرغيف المحشي بالحب، وقبلتين على كل خد، ودعوات تظلل اليوم.
لذا يستفزهم الصباح كما يستفز كل من فقد جمالا كهذا، لا يضاهيه مثله أبداً!
محمود درويش، أيضا يقف في الطابور الصباحي الحزين، مخاطبا ست الحبايب:
قولي: صباح الخير!
قولي أي شيء لي لتمنحني الحياة دلالها…
كل الذي يطلبه درويش من أمه، أن تقول له ولو لمرة واحدة، ما نسمعه من كل أحد، بمن فيهم الغرباء:
صباح الخير! فليس المقصد التحية، ولا ضوء الصباح، المقصد كل القصد هو فعل القائل، الذي يعطي المعنى لجملة، والنغم لمفردة، قد تبدو باهتة أحياناً، بل ويصر درويش على أن يكتب بالأسود على وجه الصباح، ويجعل وصول الجنازة في الصباح الباكر، لا المساء:
صباح الخير يا ماجد
قُم اقرأ سُورة العائد
وشُدَّ القَيْدْ
على بَلَدٍ حملناهُ
كوشم اليدْ
صباحُ الخير يا ماجدْ
صباح الخير والأبيضْ
قم اشربْ قهوتي، وانهضْ
فإن جنازتي وَصَلَتْ
أن تشارك أهل الليل عذابات السهر، يجعل قدوم الصبح أكثر وجعاً وتذكيراً بالوحدة.
حين نستيقظ أمام الشمس وحيدين…
فليستمتع الصباحيون كما يشاؤون، وليتيحوا لغيرهم خيار أن يفعل ما يريد!
أقصد هؤلاء الذين يستيقظون باكراً، ليصوروا لنا كوب القهوة، وفصلاً من كتاب لا نعرف عنوانه، مذيلين الصورة، بعتاب لمن فاته جمال الصبح وضياءه!
لست من دعاة الكسل، ولا ساعات النوم الطويلة، لكني ضد من يجد نفسه في وقت من اليوم، ثم يظن الآخرين خسروا إذ لم يشاركوه ساعة استيقاظه، ولعلي أضيف إلى ذلك، أن لكل نصيبه من الصباح، إذا كان تعريف السعادة لدى القوم، لحظات الاسترخاء والتأمل والخلوة بكتاب تحبه أو موسيقى تطربك، فكما يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر، ففي الليل وساعاته الهادئة، ما لا يسمح لأهل الليل بالتصوير، ولا حتى بعتاب المشاركة، كما خصلة الصباحيين الأصيلة.
حتى الجمل، التي نجدها عن الصباح، هي جمل صحيحة سليمة منطقية، وتبقى بصحتها ومنطقيتها لو أننا محونا مفردة الصباح، واستبدلنا المساء بها. تعالوا لنجرب ذلك أيها الصباحيون. يقول جبران خليل جبران: «لو أننا استيقظنا في الصباح، ووجدنا أن الجميع أصبحوا من السلالة والعقيدة واللون نفسها، لاخترعنا أسباباً أخرى للتفرقة قبل حلول المساء»، والحق أن جبران، لو عاش إلى يومنا هذا، لاكتشف أن الصباحيين، هم الذين يفرقون بين النائمين، حتى قبل استيقاظهم، وأن أهل الليل متسامحون جداً، ولا يدعون أحداً لمشاركتهم سكون الليل وخشوعه وربما تبتله!
جبران نفسه، لم يسلم من الانحياز للصباح، ولو أنني أشك في أن انحيازه كان مدحاً للصباح ودعوة للنوم المبكر، فماذا يمكن أن نفهم من قوله: «من يترقب الصباح، يلاقِ الصباح قوياً»، ولعلها المرة الوحيدة التي يمر بي وصف القوة منسوباً للصباح.
يحضرني دائماً الوصف القرآني البديع: (والصبح إذا تنفس). صحيح أن النفس، لا يوصف تحديداً مع الوهن، لكن لم يخطر ببالي أن يربط النفس بالقوة.
ومن صباحيات جبران، ما أكد لي انحيازه، فالرجل يبتسم صباحاً، ويقول: «لقد ابتسمت كثيراً هذا الصباح، وها أنا أبتسم في أعماقي، وأبتسم في كليتي، وأبتسم طويلاً، وأبتسم كأنني لم أخلق إلا للابتسام»، ويحسب للرجل تخليه عن المقارنة غير المحمودة بين أجزاء اليوم، لأنه لم يعاتب النائمين، ولم يوقظ هواة القيلولة، وهي تبدأ عند العرب قبيل الظهر، ولم يلمزهم كما يفعل رفاقنا الصباحيون، في أزقة السوشيال ميديا!
لكنه أيضاً ينساق وراء الليل وسكونه، وإن لم تصدقوني فاستمعوا إلى فيروز وهي تشدو:
سَكَنَ الليلْ وفي ثوب السكونْ… تَخْتَبِي الأحلامْ
وَسَعَى البدرْ وللبدرِ عُيُونْ… تَرْصُدُ الأيامْ
وأكرر أنني لست ضد الصباح، فالبركة في البكور، وفيه تقسم الأرزاق، ومن بدأ مبكراً، أنجز التزاماته أسرع، وغالباً بفاعلية أكبر.
لكنني أرفض الوصاية على الناس، فالخلق أحرار في اختيار ساعات نومهم – طبعا مع إيماني بوجوب الاستماع للأطباء – حين يمنعون مريضاً من السهر، لكنني لم أسمع شاعراً ينهى محبيه عن تجربة السهر، بل إن نسبية الزمن قديمة، عند أحبابنا الشعراء، وأقدم منها ديمقراطيتهم وتفهمهم لأمزجة الناس، فالمتنبي شديد القناعة بأن المحب لا يردعه تشويه غيره لما يحب:
وهبني قلت هذا الصبح ليلٌ
أيعمَى العالمون عن الضياء؟
بل إن أبا الطيب، يرى أن الظهور والخفاء من أعمال القلوب، لا من نتائج الحواس، ناهيك من أفضلية الصباح على المساء، فهو المؤمن بأن السر في العين، والمقلة، والروح، لا في الوقت وتقاسيمه:
وإذا خفيت عن الغبي فعاذر
ألا تراني مقلة عمياء
ومن يعرف المتنبي، يعرف غرامه بأعمال القلوب، وهروبه من الاستعراض، فيما يجب ألا يبارح الوجدان، فهو حين يحب، يحب بالقلب لا باللسان، وحين يكره تخرج كراهيته من قلبه على لسانه:
ما الخل إلا من أود بقلبه
وأرى بطرف لا يرى بسوائه
وعلى مذهب المتنبي، فإذا استيقظ من تحب باكراً، فقد جعل الاستيقاظ عليك فرض كفاية، فانعم بنومك يا صاحبي، واهنأ ما دمت أنت وحبيبك نفساً واحدة، لا ترى بغير نظر المحبوب، على مذهب أبي الطيب.
بل وأبعد من ذلك كله، فالزمان ساعات الحبور والسرور والسعادة، سواء كانت صباحاً أو التقيتها ليلاً.
ما الفرق بين الكائن الصباحي الذي يضبط منبهه ويعاف القهوة بعد الثامنة ويكافئ نفسه حين يستيقظ مبكراً – كما توصي كتب التنمية البشرية – وغيره، ما دامت النهاية متطابقة:
كثير حياة المرء مثلُ قليلها
يزول وباقي عيشِه مثل ذاهب
ويزيد من وجع الحقيقة مرتين، ذكر الموت، إذ يستوي معه الصباح والمساء، ويصبح الزمن كله في عين أبي الطيب، ساعة رملية، لا تتجه في غير اتجاه الجاذبية والأفول:
وقد فارق الناس الأحبة قبلنا
وأعيا دواء الموت كل طبيب
ليس المتنبي وحده، بل يذهب بشار لأبعد من ذلك، إذ يربط الليل باللقاء والأحبة، ويرى وجه أول نهار بعد الفراق وجهاً أسود مكفهراً، في حالة طباق تامة، مع ما يصوره لنا المصورون الصباحيون:
حتى إذا بعث الصباح فراقنا
ورأين من وجه الظلام صدودا
جرت الدموع وقلن فيك جلادة
عنا ونكره أن تكون جليدا
ولست أدري ما مشكلة الشعراء مع الصباح، فلا المتنبي ولا ابن برد، ينحازان للضياء والجري الصباحي، قبل أن تملأ عوادم السيارات أجواء المدينة، وحتى نزار الدمشقي يستيقظ باكراً ليتذكر روح أمه، التي يبثها شكواه بعد رحيلها، حيث لم يعد الصباح الصباح نفسه:
صباحُ الخيرِ يا حلوة…
صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوة
مضى عامان يا أمّي
على الولدِ الذي أبحر
برحلتهِ الخرافيّةْ
وخبّأَ في حقائبهِ
صباحَ بلادهِ الأخضر
وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر
وخبّأ في ملابسهِ
طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر
وليلكة دمشقية…
أحسب أن طفولة الصبح تحمل الشعراء لصباحات بعيدة، تلك التي توقظنا فيها الأمهات ويرسمن جمال بداية اليوم قبل الخروج من البيت، وهن يغنجن صغارهن إذ يقدمن لهم الإفطار الشهي، ويعبئن الحقائب الصغيرة، بالكتب والرغيف المحشي بالحب، وقبلتين على كل خد، ودعوات تظلل اليوم.
لذا يستفزهم الصباح كما يستفز كل من فقد جمالا كهذا، لا يضاهيه مثله أبداً!
محمود درويش، أيضا يقف في الطابور الصباحي الحزين، مخاطبا ست الحبايب:
قولي: صباح الخير!
قولي أي شيء لي لتمنحني الحياة دلالها…
كل الذي يطلبه درويش من أمه، أن تقول له ولو لمرة واحدة، ما نسمعه من كل أحد، بمن فيهم الغرباء:
صباح الخير! فليس المقصد التحية، ولا ضوء الصباح، المقصد كل القصد هو فعل القائل، الذي يعطي المعنى لجملة، والنغم لمفردة، قد تبدو باهتة أحياناً، بل ويصر درويش على أن يكتب بالأسود على وجه الصباح، ويجعل وصول الجنازة في الصباح الباكر، لا المساء:
صباح الخير يا ماجد
قُم اقرأ سُورة العائد
وشُدَّ القَيْدْ
على بَلَدٍ حملناهُ
كوشم اليدْ
صباحُ الخير يا ماجدْ
صباح الخير والأبيضْ
قم اشربْ قهوتي، وانهضْ
فإن جنازتي وَصَلَتْ
أن تشارك أهل الليل عذابات السهر، يجعل قدوم الصبح أكثر وجعاً وتذكيراً بالوحدة.
حين نستيقظ أمام الشمس وحيدين…
فليستمتع الصباحيون كما يشاؤون، وليتيحوا لغيرهم خيار أن يفعل ما يريد!