السلايدر الرئيسيتحقيقات
قاعدة معيتيقة بالعاصمة الليبية… مطار ام سجن؟ خفايا وأسرار وحرب لا تتوقف
سعاد ابوجناح
ـ طرابلس ـ من سعاد ابوجناح ـ كشفت حادثة قصف مطار معيتيقة بالعاصمة الليبية ليلة السبت الموافق 31 أغسطس للعام 2019، وهو المطار البديل بالعاصمة الليبية بعد تدمير مطار طرابلس الدولي عام 2014 في الصراع الدائر والمستمر حول السلطة، كشفت الحادثة عن بعض الملابسات والمعلومات التي ربما كانت تتداول أمام الرأي العام وفي وسائل التواصل الأخرى لكنها كانت بدون مصدر يؤكد تلك الأخبار والتي تتحدث عن وجود معتقل كبير بالقاعدة الجوية والمطار يضم سجناء ومعتقلين من أطياف مختلفة ليبيون وأجانب تحت سلطة أمر قوة الردع الإسلامي المتطرف عبدالرؤوف كاره وهو أحد قادة الكتائب المسلحة بالعاصمة الليبية طرابلس وهو أحد المدافعين اليوم عن سلطة حكومة الوفاق التي يرأسها فايز السراج، والذي يخوض صراع عنيف مع إحدى الميلشيات المجاورة لمواقعه بقرية تاجوراء القريبة من القاعدة حيث إنه يحتفظ ببعض السجناء المتورطين في قضايا قتل وتعذيب في سجون القاعدة التي يتمركز فيها ويقوم أمر ميلشيا (تاجوراء) الملقب (بالبقرة) بقصف محيط المطار من حين لأخر في محاولة منه لإحداث خلخلة أو فجوة أمنية تساعد على تمكين تابعيه المعتقلين لدى كاره من الفرار، حيث استغل المدعو بشير البقرة مؤخراً الأوضاع المتوترة بسبب هجوم خليفة حفتر الأخير على العاصمة في محاولة السيطرة عليها وإخضاعها لسلطته، حيث كثف البقرة من هجماته الصاروخية بمدافع الهاون على محيط المطار في الآونة الأخيرة وكان يركز دائما على مناطق الأسوار وأماكن تجمع الحراس ونقاط الدخول للقاعدة ، ولكن بسبب استعماله لمدافع الهاون تزايدت الإصابات العشوائية للمباني والأشخاص والطائرات المدنية المتوقفة على مدارج المطار والذي يعتبر هو اخر نقطة تواصل جوي بين غرب ووسط ليبيا وبقية العالم.
الهجوم الأخير على مطار معيتيقة نتج عنه إصابات كثيرة للركاب القادمين من الحج وإصابة طائرة ركاب مدنية أدى إلى قيام رئيس المجلس الرئاسي بزيارة مكان القصف والاطمئنان على الحجاج والركاب المصابين تلا ذلك قيام كبار موظفي البعثة الأممية بليبيا بزيارة للمكان للتثبت بها فعلا إن خليفة حفتر هو من يقوم بقصف المطار المدني أم لا ؟ إذ إن البعثة لم تعر أي اهتمام لقصف كتيبة تاجوراء للمطار في الأشهر التي سبقت هجوم حفتر على العاصمة في 4 ابريل من هذا العام.
شكلت المعلومات والأسرار التي اطلع عليها أحد موظفي البعثة الأممية والذي فضل عدم الكشف على اسمه بصفة مؤقتة حالياً، نظرا لضعف الترتيبات الأمنية الخاصة بحماية الدبلوماسيين والموظفين الدوليين بالعاصمة، شكلت له ولزملائه ما يشبه الصدمة حيث قام الكثير من العاملين والموظفين وحتى بعض الضباط الموجودين بالقاعدة بالأدلاء وبتسريب معلومات خطيرة وهامة عن ما يجري داخل قاعدة معيتيقة وما تقوم به قوة الردع التابعة لعبدالرؤوف كاره من اعتقال وتصفية وتعذيب للمعتقلين وتهريب للأموال ونقل للمطلوبين لبعض الدول الخارجية مقابل رشى وأموال طائلة وابتزاز كبار المسئولين ورجال الأعمال القادمين والمغادرين عبر البوابة الجوية الرئيسية الوحيدة بإقليم طرابلس الغرب، وجاءت المعلومات المسربة عن ما يحصل داخل القاعدة بوجود سجناء يعود زمن اعتقالهم لثمان سنوات من رجال النظام السابق لم تحال قضاياهم للنائب العام ومات بعضهم بسبب التعذيب والمرض.
وأيضاً جود معتقلين يدعي عبدالرؤوف كاره بإنهم تابعين لتنظيم داعش الإرهابي حيث يقوم تنظيم قوات الردع باعتقالهم وتجميعهم وتعذيبهم والتنكيل بهم في إطار الصراع المذهبي بين تيار السلفية الذي ينتمي إليه عبد الرؤف كاره والمدعوم من التيارات الجهادية الإسلامية، فيما يقول احد الضباط الأمنيين بالمطار بان بعض المعتقلين لا علاقة لهم بتنظيم داعش وإنما هم بعض الارتزاقين التابعين ( لبشير البقرة) كانوا يسيطرون على مطار معيتيقة ويبتزون المسافرين والمسئولين وقام كاره باعتقالهم وإدعى بأنهم من الدواعش ليتجنب الضغوط الاجتماعية بشأن الإفراج عنهم حيث أن منطقتي تاجوراء وسوق الجمعة من المناطق ذات الامتداد شبه الواحد اجتماعيا وسياسيا ضمن تحالفات المدن والجهويات التي ظهرت للسطح بعد عام 2011، وتحاول كتيبة تاجوراء التابعة( لبشير البقرة )عبر هجماتها المتكررة على المطار لتسهيل هروبهم او قفل المطار وتوقف الملاحة المدنية حتى يسهل لها القيام بأي عمليات نوعية لطرد كاره من القاعدة وإعادة السيطرة عليها.
كما أفادت تلك التسريبات بوجود معتقلين لصالح جهات أخرى حيث يقوم مكتب الردع بالقاعدة باستقبال وإيواء سجناء ومعتقلين محالين له من ميلشيات أخرى لا تقوى على حماية مقارها فيتم إيداعهم لدى عبدالرؤوف كاره مقابل أموال أو مصالح مشتركة أخرى حيث أفاد بعض الأمنيين لموظف البعثة بأن هناك معتقلين بسجن القاعدة لديهم قضايا لدى الشرطة أو النيابة وتجد بعض الموقوفين في نفس ذات القضية بسجن عين زارة أو سجون أخرى والبعض الأخر موجود لأهميته المالية او لغرض التنكيل, المفارقة هناك سجناء محسوبين على تيار سيف الإسلام القذافي قام بجلبهم المدعو عبدالسلام الزوبي المصراتي بعد أن اختلف معهم وكشف عن محاولتهم اغتياله لكنه لم يستطيع سجنهم بمصراته لأن مصراته انتهجت منذ فترة سياسة التخلص من سجناء الرأي والسجناء السياسيين في محاولة منها لإعادة بناء الثقة بينها وبين الاطياف الليبية المختلفة بسبب عدائهم لها. فقام الزوبي بإيداعهم سجن القاعدة لدى عبد الرؤوف كاره والذي نكل بهم وعذبهم ومنع عنهم الزيارات والدواء وإنتزع منهم اعترافات وأقوال تحت التعذيب لصالح عبد السلام الزوبي وفي الوقت نفسه يتمتع سجناء تعود جنسيتهم الي روسيا قيل أن لهم تواصل أو تنسيق مع هذه الخلية يتنعمون بالرعاية والخدمات فيما يحاول كاره من خلال ذلك الحصول على أي مزايا او تسهيلات من الجانب الروسي وأكد المصدر بأن السجناء الروس على وشك المغادرة للسجن ويبدوا أن الصفقة مع الروس لا تشمل السجناء الليبيين الموقوفين على ذمة نفس القضية.
سجناء أخرون من تجار المخدرات ومهربي الأموال الذين تتعارض أنشطتهم مع نشاط ميلشيا الردع المتسترة بالهوية الإسلامية والتي تنتحل صفة القوة النظامية لتسيطر على أكبر قاعدة عسكرية بليبيا وأكبر قاعدة أنشأتها أمريكيا خارج أراضيها في أوائل ستينات القرن الماضي، وبسبب ذلك فإن قوة الردع تستحوذ على نصيب الأسد من ميزانية وزارة الداخلية وميزانيات الطوارئ ومخصصات لجنة الترتيبات المالية.
وعندما كانت قوة الردع تكيل بمكياليين في التعامل مع السجناء بحسب المصلحة والحالة وعلى الأخص الأجانب الذين يتمتعون بمعاملة خاصة من حيث الإقامة والراحة وعدم الإساءة كل حسب ابتزاز دولته ومدى ضغوطاتها التي تمارسها بينما أبن البلد مسلوب الإرادة يعامل بأسواء طرق المعاملة تعذيبا وتنكيلا وحرمان من كافة الحقوق وصلت إلى منع النوم لإيام بالرغم من تواصل ذويهم مع مكتب النائب العام ولكنهم لم يتلقوا إلا الوعود التي تبين اخيرا بعد مصارحة ( أ- ص ) احد أعضاء النيابة بمكتب النائب العام لهم بأنه لاسلطة للمكتب على قوة الردع مطلقا.