تحقيقات
ليبرمان “صانع الملوك” شعبوي يعادي اليهود المتشددين والعرب
ـ القدس ـ يفرض أفيغدور ليبرمان، حارس الملهى الليلي السابق الذي تحول إلى السياسة وصاحب المواقف السياسية العدائية، نفسه كـ”صانع ملوك” في تشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة.
ويعرف وزير الدفاع السابق الذي كان بمثابة اليد اليمنى لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو نزعته الشعبوية.
ويمكن لـ ليبرمان أن يبرهن على أنه “صانع الملوك” حيث تظهر النتائج الأولية أن حزبه إسرائيل بيتنا حصل على تسعة مقاعد.
ودعا ليبرمان السياسي المخضرم إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية ليبرالية تضمّ الليكود وتحالف أزرق أبيض لتفويت الفرصة على اليهود المتشددين الذي شن عليهم حملة معادية كي لا يكونوا جزءاً من أي حكومة سيتم تشكيلها.
ولد ليبرمان (61 عاما) ذو اللحية البيضاء المختلطة ببعض السواد، في جمهورية مولدافيا السوفياتية آنذاك، وهاجر إلى إسرائيل عام 1978 حيث عمل لفترة كحارس ملهى ليلي أثناء دراسته.
وتطلق عليه وسائل الإعلام ألقاب “القيصر” و”راسبوتين” و”كي جي بي”، في إشارة إلى سلوكه المتسلط وأصوله، خصوصا اللكنة الثقيلة في لفظه اللغة العبرية.
بجعبة ليبرمان شهادة جامعية في العلاقات الدولية، وأدى الخدمة العسكرية في إسرائيل بعد الهجرة. لكن معسكر نتانياهو يأخذ عليه أنه لم يشارك في أي حرب.
تتلمذ ليبرمان وفهم السياسة على يد معلمه “بيبي” وهو لقب بنيامين نتانياهو الذي ساهم في تشكيل مسيرته السياسية.
تولى زعيم إسرائيل بيتنا إدارة مكتب نتانياهو خلال فترة رئاسته الاولى للوزراء ما بين 1996 و 1999.
في عام 1999، أنشأ حزبه الخاص من أقصى اليمين “يسرائيل بيتينو”، مستندا الى أصوات مليون إسرائيلي هاجروا من الاتحاد السوفياتي السابق، وهي قاعدة انتخابية يعمل على توسيعها.
وشغل لاحقا حقيبة الشؤون الخارجية في حكومات نتانياهو (2009-2012 و2013-2015).
وفي أيار/مايو 2016، طلب منه نتانياهو أن يتسلم وزارة الدفاع، وكان نتانياهو يسعى إلى توسيع غالبيته الحكومية.
مثير للجدل
لطالما كان أفيغدور ليبرمان شخصية مثيرة للجدل.
وتلطخت سمعته بقضايا فساد أجبرته على التخلي عن حقيبته بين عامي 2012 و2013، غير أن المحكمة برأته عام 2013.
اتهم ليبرمان الاتحاد الأوروبي بتبني سياسات داعمة للفلسطينيين على حساب اليهود.
في تشرين الثاني/نوفمبر 2018، استقال ليبرمان من منصبه كوزير للدفاع في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى الأعمال القتالية مع حركة حماس الإسلامية في قطاع غزة والذي وصفه بأنه “استسلام للإرهاب”.
تسببت استقالته في تفكك الائتلاف الحكومي وإجراء انتخابات مبكرة جرت في نيسان/أبريل، فحصل على خمسة مقاعد. لكن نتانياهو فشل بتشكيل حكومة ائتلاف بسبب إصرار ليبرمان على إقرار تجنيد طلاب المدارس الدينية المعفيين من الخدمة العسكرية.
معاد للفلسطينيين
وصف ليبرمان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عام 2014 بأنه “إرهابي دبلوماسي”. أما بالنسبة لعرب إسرائيل غير الموالين للدولة، فقال إنهم “يستحقون قطع رؤوسهم بالفأس”.
في العام نفسه، قال إنه لو كان مكان رئيس الوزراء – الذي نعته فيما بعد ب”الوغد” -، لقال لرئيس حركة حماس إسماعيل هنية “إذا لم تعد خلال 48 ساعة جثامين الجنود (إسرائيليون قتلوا خلال حرب عام 2014)، فسنقضي عليك مع قيادة حماس بأكملها”.
دافع ليبرمان عن فكرة تبادل أراض مع الفلسطينيين من شأنه أن يمنح السلطة الفلسطينية قرى تعيش فيها الأقلية العربية في إسرائيل مقابل مستوطنات في الضفة الغربية، وهي فكرة غير مقبولة بالنسبة للفلسطينيين.
وليبرمان ليس من مؤيدي “إسرائيل الكبرى” التي يدافع عنها المستوطنون، لكنه يعيش في مستوطنة نوكديم اليهودية قرب بيت لحم.
وقال إنه مستعد للانتقال في حال التوصل الى سلام مع الفلسطينيين. ولو أنه يعتقد أن هذا السلام غير واقعي. (أ ف ب)