شرق أوسط
قطر تدافع عن الهجوم التركي في سوريا
ـ الدوحة ـ دافع وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الثلاثاء عن تركيا، حليفة الإمارة الثرية، معتبرا انّ هجومها على مناطق الأكراد في سوريا هدفه القضاء على “تهديد وشيك”.
وقطر حليف رئيسي لتركيا منذ أن قطعت السعودية والبحرين والإمارات العلاقات معها في حزيران/يونيو 2017. وساعدت أنقرة الدوحة على تخطي تبعات قطع العلاقات ومحاولة محاصرتها اقتصاديا.
ويتناقض الموقف القطري مع مواقف دول عربية وغربية أدانت الهجوم التركي في سوريا، والذي دفع واشنطن إلى فرض عقوبات على تركيا، بينما أعلنت فرنسا والمانيا تعليق بيع السلاح لأنقرة.
وقال وزير خارجية قطر خلال مشاركته في مؤتمر “منتدى الامن العالمي” في الدوحة “لا يمكننا أن نلقي اللوم على تركيا وحدها”، مضيفا ان أنقرة ردّت على “خطير وشيك يستهدف الأمن التركي”.
وبدأت تركيا ومقاتلون سوريون موالون لها قبل نحو أسبوع هجوماً ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا، تمكّنت خلاله من السيطرة على منطقة حدودية واسعة بنحو مئة كيلومتر تمتد من محيط بلدة رأس العين (شمال الحسكة) وصولاً إلى مدينة تل أبيض (شمال الرقة)، وبعمق نحو 30 كيلومتراً.
واوضح الوزير القطري “قالت (تركيا) منذ البداية: لا تدعموا هذه الجماعات”، في إشارة إلى “وحدات حماية الشعب” الكردية، الفصيل الكردي المسلّح الذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابية.
وتابع “لم يستمع أحد. يحاولون (الأتراك) منذ عام حل هذه المسألة مع الولايات المتحدة من أجل إنشاء منطقة آمنة وابعاد الخطر عن حدودهم”، معتبرا ان “وحدات حماية الشعب” جزء من حزب العمال الكردستاني المصنّف إرهابيا في عدة دول.
ودعمت واشنطن “وحدات حماية الشعب”، قبل أن يأمر الرئيس الامريكي دونالد ترامب بسحب كل الجنود الأمريكيين من شمال سوريا – والبالغ عددهم حوالي 1000 جندي – وذلك بالتزامن مع العملية.
وشنّت تركيا هجومين واسعي النطاق في شمال سوريا، بدأ أولهما صيف 2016 وتمكّنت خلاله من طرد تنظيم داعش من منطقتي جرابلس والباب في شمال محافظة حلب.
وفي آذار/مارس 2018، تمكّنت من السيطرة على منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية إثر هجوم استمر لنحو ثلاثة أشهر ضد المقاتلين الأكراد.
وقال عبد الرحمن في المنتدى “لا نعتبر ان تركيا (تعمل) ضد الاكراد. تركيا (تعمل) ضد مجموعة من الأشخاص في صفوف الأكراد”.