العالم

سبعة قتلى في أسوأ اضطرابات تشهدها تشيلي منذ عقود

ـ سانتياغو ـ فرضت السلطات التشيلية مساء الأحد، لليلة الثانية على التوالي، حظر تجوّل في العاصمة سانتياغو في محاولة منها للحدّ من أعمال الشغب التي تشهدها البلاد منذ ثلاثة أيام والتي أسفرت عن سقوط سبعة قتلى على الأقلّ.

وقال المسؤول عن الدفاع الوطني الجنرال خافيير إيتورياغا إنّ “حظر التجوّل يسري اعتباراً من الساعة التاسعة مساء (22,00 ت غ)”، داعياً سكان العاصمة إلى “التزام الهدوء وملازمة منازلهم”.

ومساء السبت بدأ سريان حظر التجول الليلي عند منتصف الليل ما يعني أنّ الحظر الذي أعلن مساء الأحد سيبدأ قبل ثلاث ساعات من ذلك.

وأضاف الجنرال إيتورياغا أنّ حالة الطوارئ التي أعلنها الرئيس سيباستيان بينيرا مساء الجمعة لمدة 15 يوماً في سانتياغو تم توسيع نطاقها بحيث بات يشمل إضافة إلى العاصمة خمساً من مناطق البلاد.

والأحد تجدّدت المواجهات في سانتياغو بين متظاهرين والشرطة في اليوم الثالث من أسوأ اضطرابات تشهدها البلاد منذ عقود وأسفرت عن سبعة قتلى على الأقلّ.

وبدأت التظاهرات الجمعة احتجاجاً على زيادة رسوم مترو سانتياغو — من 800 إلى 830 بيزوس (1,04 يورو) –، التي تملك أوسع وأحدث شبكة لقطارات الأنفاق في أمريكا اللاتينية يبلغ طولها 140 كيلومتراً وتنقل يوميا ثلاثة ملايين راكب.

ومع أنّ الرئيس تراجع مساء السبت عن قرار زيادة أسعار المواصلات، إلا أن شرارة الاحتجاجات لم تنطفئ، لا بل إنّ المتظاهرين رفعوا سقف مطالبهم لتشمل قضايا أخرى مثل التفاوت الاجتماعي والاحتجاج على النموذج الاقتصادي المطبق والحصول على التعليم والخدمات الصحية المرتبطين خصوصا بالقطاع الخاص.

 “واجب الدفاع عن نفسها”

ومساء الأحد دافع الرئيس المحافظ عن الطريقة التي تعاملت بها حكومته مع الاحتجاجات العنيفة، قائلاً إنّ الديموقراطية “عليها واجب الدفاع عن نفسها”.

وعقب اجتماع طارئ مع كبار المسؤولين في الدولة قال بينيرا إنّ “الديمقراطية ليس لها الحق فحسب، بل عليها واجب الدفاع عن نفسها باستخدام جميع الأدوات التي توفّرها الديمقراطية نفسها، وسيادة القانون لمحاربة أولئك الذين يريدون تدميرها”.

وشارك في الاجتماع رؤساء كل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ والمحكمة العليا.

وأعلنت السلطات أنّها أحصت 103 حوادث خطرة في جميع أنحاء البلاد، وأنّ عدد الموقوفين بلغ 1462 شخصاً، نصفهم تقريباً (614 موقوفاً) في العاصمة سانتياغو والبقية (848 موقوفاً) في بقية أنحاء البلاد.

وأضرم المتظاهرون النار في حافلات وحطموا محطات مترو ودمّروا إشارات مرور ونهبوا متاجر واشتبكوا مع شرطة مكافحة الشغب في سانتياغو ومدن أخرى.

 سبعة قتلى في حريقين

ومساء الأحد لقي خمسة أشخاص مصرعهم في حريق أضرمه سارقون بمصنع للملابس في شمال سانتياغو بعد نهبهم إيّاه، بحسب ما أعلنت فرق الإطفاء.

وليل السبت-الأحد، قضت امرأتان في حريق أضرمه سارقون بعد نهبهم سوبرماركت تابعاً لمجموعة وولمارت الأمريكية في سان برناردو بالضاحية الجنوبية للعاصمة.

والأحد وقعت مواجهات عنيفة بين محتجين ملثمين وعناصر الشرطة في لا بلازا ايطاليا بوسط العاصمة بحسب فرانس برس. وردّت قوات الامن باطلاق الغاز المسيل للدموع والمياه.

وبعد ثلاثة ايام من العنف، بدا المشهد في عاصمة تشيلي مؤلما مع احتراق حافلات ونهب متاجر والاف الحجارة والعصي التي ملأت الارصفة. وقالت السلطات إنه تم اعتقال 716 شخصا.

وقالت أنطونيا (26 عاما) لفرانس برس فيما كانت تحاول ان تستقل حافلة الى سانتياغو “ما يحصل محزن جدا، لكن الناس يئسوا من عدم الاستماع اليهم”.

وتصاعد الغضب مع نشر صورة للرئيس وهو يتناول بيتزا في مطعم بينما كانت الحرائق تنتشر في سانتياغو.

وكان بينييرا وصف بلاده قبل أيام بأنها “واحة” في أمريكا اللاتينية.

وحرم سكان سانتياغو البالغ عددهم نحو سبعة ملايين نسمة، السبت من كل وسائل النقل العام تقريبا مع تعليق رحلات الحافلات موقتا بعد إحراق العديد منها وإغلاق مترو سانتياغو بعد تخريب 78 من محطاته.

وأعلنت الحكومة وقف الدروس في العديد من المدارس في عدد من أحياء سانتياغو الإثنين. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق