العالم
شينزو آبي يلتقي رئيس وزراء الصين مع عودة الدفء إلى العلاقات
– أحيا رئيس وزراء اليابان شينزو آبي مع نظيره الصيني لي كه تشيانغ الخميس الذكرى الأربعين لمعاهدة الصداقة بين البلدين في مستهل أول زيارة يقوم بها رئيس وزراء ياباني إلى البلد الآسيوي العملاق منذ 2011.
تندرج الزيارة في إطار جهود آبي لإصلاح ذات البين بعد تدهور العلاقات إلى أدنى مستوى في عام 2012 عندما قامت طوكيو “بتأميم” جزر متنازع عليها تؤكد بكين أحقيتها بها.
وفي الحقيقة تسارع التقارب في الأشهر الأخيرة مع استعداد ثاني وثالث أكبر اقتصاديات العالم لمواجهة سلسلة من الإجراءات التجارية الأميركية غير المؤاتية تتمثل خصوصاً في زيادة التعرفة الجمركية على البضائع الصينية واليابانية بهدف تخفيض العجز الأميركي معهما.
ويتوقع أن يناقش آبي مع الرئيس الصيني شي جينبينغ كيفية تحسين التعاون الاقتصادي بين بلديهما لدى لقائهما الجمعة، علماً أنه يغادر الصين السبت.
وفي حين ترغب شركات الأعمال اليابانية في تحسين مكانتها في سوق الصين، تهتم بكين بالحصول على التكنولوجيا والمعرفة التي تملكها الشركات اليابانية.
وخلال حفل إحياء ذكرى معاهدة الصداقة التي سمحت بإعادة العلاقات بين البلدين في أعقاب الحرب العالمية الثانية، قال لي إن البلدين مدعوان إلى “العمل بصورة مشتركة على تعزيز السلام الإقليمي وحماية التعددية وحرية التجارة” وفق ما نقل عنه التلفزيون الصيني.
ونقل التلفزيون الصيني عن آبي قوله إن “اليابان والصين تلعبان دوراً لا مثيل له في التنمية الاقتصادية في آسيا وحتى في العالم”، داعياً الجانبين إلى العمل معاً من أجل “تعزيز السلام والرخاء العالميين”.
– صفقات محتملة –
بعد تأميم طوكيو جزراً متنازعاً عليها في 2012، شهدت الصين احتجاجات معارضة لليابان وسبب الأمر تداعيات جمدت العلاقات تقريباً بين البلدين.
ومنذ اللقاء العابر في 2014 بين آبي وشي على هامش قمة، تبادل الجانبان زيارات وزارية وخففا لهجة التصريحات التهجمية.
قال آبى قبل توجهه الى بكين الخميس إن “بلدينا يبذلان جهودا متواصلة لتحسين العلاقات”، معربا عن أمله في أن “تمضي هذه الزيارة بالعلاقات الثنائية الى مستوى جديد”.
ومن المرجح أن يركز آبي وشي على مجموعة من الصفقات المحتملة، بما في ذلك الاستثمارات المشتركة في البنية التحتية في دول إقليمية ومنها على وجه الخصوص إندونيسيا والفيليبين.
وقال آبي إنه من المقرر كذلك مناقشة مسألة كوريا الشمالية والاحتكاكات الإقليمية، داعياً إلى جعل “بحر الصين الشرقي بحر سلام وصداقة وتعاون”.
وستحدد زيارة آبي إمكانية قيام شي بزيارة اليابان العام المقبل.
قبل أيام فقط من زيارة آبي، قدمت طوكيو شكوى رسمية بعد إبحار سفن صينية حول الجزر المتنازع عليها والتي تطلق عليها طوكيو اسم سينكاكو وتسميها بكين جزر دياويو.
لطالما انتقدت الصين اليابان لعدم تقديمها اعتذاراً كافياً عن دورها في الحرب العالمية الثانية. ولكن قبل الرحلة، اتخذت بكين موقفا تصالحياً أكبر إزاءها.
وذكرت وسائل إعلام يابانية أن آبي يأمل في أن تؤكد الزيارة فوز القوة الناعمة من خلال ما يُسمى “دبلوماسية الباندا” إذ أن حديقتي حيوان سينداي وكوبي اليابانيتين تسعيان للحصول على مزيد من هذه الحيوانات من الصين. (أ ف ب)